سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث تابع المرصد احتفال اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بمناسبة «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية».
وأكَّد المرصد أن الوثيقة خلقت جوًّا من التآلف والترابط بين بني الإنسان، وضيَّقت هوة الاختلاف، وأبرزت نقاط الالتقاء، التي يمكن أن يعيش العالم من خلالها في وطن واحد ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان والسلام والوئام، بغضِّ النظر عن الاختلافات الدينية أو العرقية أو اللغوية.
وأشار المرصد إلى أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» كانت بأهدافها الأخلاقية ومبادئها الإنسانية رسالة سلام للبشرية كلها، تؤكد من خلالها إمكانية الاندماج الإيجابي في بيئة تُحمى فيها الحقوق وتُؤدى فيها الواجبات على أساس من الاحترام المتبادل، كما أنها تمثِّل في نفس الوقت صفعة قويَّة للتنظيمات الإرهابية التي سعت إلى أن تزيد حالة العزلة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وأحيانًا بين أبناء الوطن الواحد بل والديِّن الواحد.
واستمرارًا في رصده لردود الفعل الداعمة لمبادئ وثيقة «الأخوة الإنسانية» والتي كان من أبرزها بيان ممثلي الجمعية الإسلامية والكاثوليك في مدينة «بطليوس» الإسبانية، أكَّد المرصد أن تلك الوثيقة قد حدَّدت في بنودها المفاهيم الشاملة لتحقيق التعايش والاندماج المجتمعي واحترام الآخر، ونبذ كل أشكال العنصرية والعنف والتطرف؛ لترسيخ السلام العالمي والتعايش المشترك.
وتعليقًا على التقرير الذي نشرته مجلة «دير شبيجل» الألمانية والذي كشف عن وقوع 900 اعتداء على المسلمين ومساجدهم داخل ألمانيا خلال العام الماضي، حذَّر المرصد من تزايد وتيرة تلك الاعتداءات، مؤكدًا أن العدد المُعلن قد يكون أقل من العدد الحقيقي في ظلِّ عدم إبلاغ البعض عما يتعرضون له من تجاوزات، وطالب المرصد بضرورة التحرك لوضع حد لتجاوزات تيار اليمين المتطرف، التي تؤثر بالسلب على استقرار المجتمعات.
وتحليلًا للنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية، حذَّر المرصد من تصاعد الهجمات التي تشنُّها الجماعات الإرهابية في مالي، المرتبطة بتنظيمي «القاعدة وداعش» بشكل متكرر على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وجنود دولة مالي في المنطقة، وذلك بعد الهجومين المسلحين اللذين تعرضت لهما قوات حفظ السلام خلال الأيام الماضية؛ بسبب العمليات الأمنية الموسَّعة التي نفَّذتها على مدى عدة أشهر.
وفي السياق الأفغاني، أكَّد المرصد أن استمرار العنف وإراقة الدماء في أفغانستان يُنذر بعواقب وخيمة تهدد حاضر هذا البلد ومستقبله على كافة الأصعدة، مطالبًا بتضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لإيجاد حلول مناسبة لاستعادة الأمن والاستقرار داخل الأراضي الأفغانية.
وفي بثٍّ مباشر مع برنامج «صباح الخير يا مصر» المُذاع على شاشة التليفزيون المصري، قال المرصد إن المدرسة لها أهمية كبرى تبرز في غرس قيم المواطنة والتسامح وتقبُّل الاختلاف والتنوع، مشيرًا إلى أنه نظَّم عددًا من الندوات واللقاءات وورش العمل مع طلاب المدارس وشباب الجامعات؛ لتوعيتهم بمخاطر ظاهرة التطرف.
وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير، من أبرزها: مقال باللغة العربية تحت عنوان «تجفيف منابع التطرف في السجون.. دراسة حالة: جسر ويستمنستر»، ومقال باللغة الإنجليزية تحت عنوان «أزمة مسلمي الروهينجا»، ومقال باللغة التركية تحت عنوان «الإخلاص»، إلى جانب نشر عدد من الرسائل والمتابعات عبر منصات المرصد بلغاته المختلفة.