جهود المسلمين لنشر الفهم الصحيح للإسلام

  • | الأحد, 17 أبريل, 2016
جهود المسلمين لنشر الفهم الصحيح للإسلام

الأفعال الإنسانية هي نتاج أفكار وأطروحات، فهي انعكاس لما يؤمن به المرء، فإذا صحت الأفكار والرؤى، صحت الأفعال، والعكس بالعكس، ولا يمكن التعامل أبدًا مع تلك الأفعال الخاطئة باعتبارها مرضًا يجب علاجه أو حتى القضاء عليه، بل باعتبارها أعراضًا لمشاكل أخرى، فلا يمكن أن يُنظر إليها مجردة بغض النظر عن دوافعها ومسبباتها، وإذا كنا نحاول رصد ما يحدث في العالم من جرائم إرهابية ترتكب باسم الإسلام، وهو منها براء، فلا بد أن تتم أولًا معالجة أسباب هذه الظواهر ودوافعها، ولا شك أن أحد أهم هذه الأسباب هي الأفكار الخاطئة التي تحاول فهم الدين وفق أيديولوجيات معينة ولخدمة مصالح بعينها.

وهذا المعنى هو ما أكده أحد التقارير الأجنبية التي نشرها موقع  Ciproud يوم 7 إبريل تحت عنوان "معالجة المفاهيم المغلوطة حول الإسلام" جاء فيه أن الدين الإسلامي يتعرض لحالة من القرصنة من مختلف النواحي؛ إذ تعمد الجماعات الإسلامية المتطرفة لاجتزاء النصوص وإخراجها من سياقها بما يتماشى مع أهداف هذه الجماعات ومصالحها، إلا أنه لا يمكن الحكم على الدين من خلال بعض المتطرفين والمغيبين عن تعاليمه.

ومما يؤكد هذا أن الغالبية العظمى من المسلمين لا تؤمن بهذه الأفكار، بل تعارضها وتنكرها، وبالتالي فنحن أمام فكر  دخيل على الثقافة الإسلامية السائدة، مما يستدعي تكاتف الجهود ليس فقط لمحاربة هذه الجرائم، بل بنشر الفهم  الصحيح للإسلام الذي جاء في أصل دعوته رحمة اللعالمين.

وإذا كان الأزهر الشريف يحاول بشتى الطرق نشر الفهم السليم للإسلام، فإنه كذلك يثمن كافة المحاولات العاقلة والوسطية التي تحاول تصحيح صورة الإسلام في  كل مكان، وبالتالي فنحن في مرصد الأزهر نحاول رصد هذه الجهود الواعية التي تحاول تصحيح صورة الإسلام في ذهن الآخر، وحتى في أذهان المسلمين الذين ربما يكونوا قد تأثروا ببعض الأفكار المتطرفة نتيجة انتشار هذه الأفكار، ولعب أصحابها على وتيرة الحس الديني للمسلمين أو حتى الظروف السياسية الدولية والاقتصادية في بعض الأماكن.

وفي هذا السياق نشير إلى بعض هذه المحاولات حيث نشر موقع IINA يوم 5 إبريل خبرًا بعنوان "أسبوع التوعية حول الدين الإسلامي بجامعة جنوب كاليفورنيا في مواجهة الإسلاموفوبيا" وجاء فيه أن اتحاد طلاب المسلمين بجامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية يعقد ندوة عن العلاقة بين ثقافة السود و الإسلام بدءًا من مساء يوم الاثنين، ومن المقرر أن تستغرق فعاليات الندوة ثمانية أيام لنشر ثقافة التوعية حول الدين الإسلامي، ووفقًا لنائب رئيس الاتحاد محمود حمزة، فإن الندوة تهدف إلى توضيح الجوانب المتعددة والمختلفة للثقافة الإسلامية بصورة صحيحة في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، كما تهدف الندوة إلى توعية الطلاب الأمريكيين بأن الإسلام دين التضامن والمساواة حيث إنه لا يميز ذوي البشرة البيضاء على البشرة السوداء بالإضافة إلى التوعية بشأن احترام الإسلام للأقليات والدفاع عنها، كما تركز الندوة على توضيح موقف الإسلام من المرأة ودحض المفاهيم المغلوطة حول الإسلام خاصة في ظل الهجمات الشرسة على الإسلام من قبل وسائل الإعلام والسلوك المناهض للمسلمين في المجتمع الأمريكي. 

وفي  سياق متصل، وفي خطة جادة لنشر الفهم الإسلامي السليم بين الجاليات المسلمة في ألمانيا، نشر موقع BREITBART خبرًا بعنوان "اتحاد المعلمين بمدينة بافاريا الألمانية يطالب بتدريس الدراسات الإسلامية" جاء فيه أن اتحاد المعلمين بمدينة بافاريا الألمانية طالب بضرورة تدريس المواد الإسلامية في كل مدارس المنطقة، وجدير بالذكر, أن وزارة الثقافة في ولاية بافاريا قد أقرت تدريس ما أطلقت عليه التعاليم الإسلامية في حوالي 260 مدرسة في المنطقة الجنوبية بألمانيا إلا أنه من المقرر زيادة عدد المدارس إلى 400، كما أن اتحاد المعلمين في بافاريا ينادي بتدريس التعاليم الإسلامية في كل مدارس المدينة، وفي سياق متصل, قام الاتحاد بتقديم هذا الطلب إلى حكومة المدينة؛ حيث يلبي الطلب رغبة المسلمين في تلقي تعاليم دينهم بصورة جيدة, ويساعد اللاجئين على الاندماج بصورة أفضل، ونقلت صحيفة" BREITBART" عن اتحاد المعلمين بأن حوالي 25.000 ألف من إجمالي 125.000 ألف طالب مسلم يتلقون التعاليم الدينية، كما أوضح الاتحاد بأن العدد قد تزايد بسبب موجة الهجرة الأخيرة.

ولعل هذا يذكرنا بما سبق وأن عرضه شيخ أثناء على وزير الداخلية الألماني توماس دى ميزيير أثناء زيارته القاهرة الأسبوع قبل الماضي؛ حيث أكد الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف على استعداد لأن يساهم في إنشاء مركز أزهري بألمانيا لتعليم اللغة العربية ليكون مركز إشعاع لتعريف الناس بحقيقة وصحيح الدين الإسلامي، وأن هؤلاء الذين يقتلون باسم الدين لا يمثلون أي دين من الأديان السماوية، بالإضافة إلى استعداد الأزهر لتدريب الأئمة الألمان على مواجهة التحديات المعاصرة.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.