صحيفة إسبانية تتساءل: هل يشكل مقتل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة "خوسيه أندريس" نقطة تحول في الموقف الدولي تجاه الحرب على غزة؟

  • | الأربعاء, 3 أبريل, 2024
صحيفة إسبانية تتساءل: هل يشكل مقتل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة "خوسيه أندريس" نقطة تحول في الموقف الدولي تجاه الحرب على غزة؟

     في إطار متابعته لواقعة مقتل سبعة من عمال منظمة "المطبخ المركزي العالمي" غير الحكومية التي أسسها الطاهي الإسباني "خوسيه أندريس" قبل أربعة عشر عامًا في هجوم لقوى الاحتلال الصهـيوني، يدين مرصدالأزهر الهجوم الذي يأتي ضمن سلسلة المجازر المتواصلة التي يرتكبها الكيان المحتل في قطاع غـزة ضد أهلها وعمال الإغاثة الإنسانية، فمنذ السابع أكتوبر فقد 176 من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حياتهم في غزة.

وحول هذه الواقعة، أشار تقرير صحفي نشرته جريدة "إل إندبندينتي" الإسبانية، اليوم الأربعاء الموافق 3 أبريل، إلى أن مقتل عمال المنظمة طرح تساؤلًا عما إذا كانت هذه الواقعة ستشكل نقطة تحول في الحرب على غـ.زة التي قاربت 6 أشهر، وأغرقت القطاع في وضع كارثي غير مسبوق، حيث قتل نحو 33 ألف فلسطيني، وأصبح سكانه المحاصرون والبالغ عددهم نحو مليوني نسمة ضحايا للجوع ونقص الرعاية الصحية.

إذ أسفر قصف هذه القافلة -مع سقوط ثلاثة صواريخ متتالية على الناجين والبحث عن ملجأ في المركبات الثلاث التي كانت تشكل القافلة- عن أول حالة وفاة لعمال الإغاثة الأجانب بعد قتل عدد كبير من موظفي الأونروا منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع في أكتوبر 2023.

ووفق الصحيفة الإسبانية، أظهرت هذه المأساة علنًا كيف تبخر التعاطف مع الكيان الصهيوني بعدد من الدول، فالدول التي رفضت سابقًا ممارسة الضغط أو ذكر كلمة "وقف إطلاق النار" تبنّت بالأمس الدعوة لوقف المذبحة في غزة.

فقد استدعت المملكة المتحدة، وهي إحدى الدول التي عرقلت إلى جانب الولايات المتحدة قرارات سابقة في مجلس الأمن الدولي، سفيرة حكومة الكيان الصهيوني في لندن "تسيبي هوتوفيلي" ونقلت لها "إدانة لا لبس فيها" بعد الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة مواطنين.

وقالت المملكة: "لقد كررت التأكيد على ضرورة أن تضع حكومة الكيان آلية فعالة لفض النزاع على الفور وبشكل عاجل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية".

يشار إلى أن الهجوم الصهـيوني على عمال منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تسبب في تعليق المساعدات الإنسانية، ما زاد من تعقيد بقاء سكان غـزة على قيد الحياة. فقد عاد الأسطول الذي كان يحمل المساعدات الإنسانية إلى قاعدته في قبرص دون أن يسلّم جزءًا كبيرًا من الحمولة.

وفي السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أن الصبر، إن لم يكن التواطؤ، الذي يمارسه القادة الغربيون مع الكيان الصهـ.يوني، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا و ألمانيا، قد بدأ ينفد في ضوء الإدانة الدولية التي أثارها القصف والتفاصيل التي أصبحت معروفة، بما في ذلك حقيقة أن منظمة "خوسيه أندريس" قد قدمت إحداثيات نقل المساعدات الإنسانية إلى السلطات الصهـ.يونية. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" أنه تقرر مهاجمة قافلة المساعدات بناء على شكوك لا أساس لها من الصحة بأن أحد عناصر "حـ.مـ.اس" كان يسافر معهم. وبعد سقوط الصاروخ الأول، حاول الركاب الانتقال إلى سيارة أخرى فتعرضوا للهجوم مرة ثانية وثالثة بواسطة طائرة بدون طيار.

وصرح كريستيان كوتس أولريتشسن، زميل أبحاث الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، لصحيفة إل إندبندينتي: "قد يغير الهجوم قواعد اللعبة إذا ما أجبر الغضب الشعبي والضغط السياسي الحكومتين الأمريكية والبريطانية على محاسبة قادة حكومة الكيان الصهـ.يوني على مذ.بحة المدنيين. فقد ساهمت الصور التي أعقبت القصف، حيث اخترقت الصواريخ إحدى المركبات، والصدى الدولي والإعلامي الذي أحدثه "خوسيه أندريس" في تفاقم الأمر".

أما دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة / الشرق الأوسط، وهو معهد تحليل السياسات الذي يركز على الصراع الصهيوني-الفلسطيني، فقال: "يمكن أن يتعمق هذا الأمر في وسائل الإعلام التي فشلت في نقل القصة في الولايات المتحدة والغرب حول أهوال ما يحدث في غزة".

ورغم الآراء السابق ذكرها في الصحيفة الإسبانية، إلا أن هناك من يرى أن هذه الواقعة لن تشكل أية نقطة تحول، إذ إن الولايات المتحدة لا تزال تزود قوى الاحتـلال بالأسلحة.

إن الاستنكار العالمي للقصف يضع الكيان الصهـيوني وإستراتيجيته الحربية في قطاع غـ.زة في موقف حرج، ولسوء حظ الفلسطينيين، الذين ينددون منذ أشهر بازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع القطاع، فإن ما فشل الواقع على الأرض -من حيث عدد المدنيين الذين قتلوا تحت القصف أو المجاعة أو الدمار أو الحصار- في تحقيقه حتى الآن، يمكن أن يبدأ بمقتل ستة من عمال الإغاثة الأجانب -من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا- في تحقيقه خاصة مع انضمام قادة دوليون إلى الإدانة، فقد وصف رئيس الوزراء كندا "جاستن ترودو" الهجوم بأنه "غير مقبول" ودعا إلى إجراء محاسبة للمسؤولين عنه ووقف إطلاق النار في غزة، بعد أن قاوم الدعوة إليه لأشهر.

وقد استغلت الأمم المتحدة الهجوم للتأكيد على "المخاطر المميتة" التي يواجهها موظفوها الذين ما زالوا يعملون في غزة. وأضاف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "فولكر تورك" من جنيف: "كغيرهم من العاملين في المجال الإنساني، كانوا ينقذون الأرواح. يجب أن يتم التحقيق في هذا الهجوم بشكل مستقل وكامل، والمساءلة ضرورية".

وفي هذا الإطار يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الكيان الصهـ.يوني لا يتورع عن سفك الدماء وقتل الأبرياء، ولا يفرق في هذا بين منظمات رسمية إغاثية وبين مدنيين أو أطفال أو نساء أو شيوخ، فهو نظام وحشي يقتل بدم بارد.

ويضيف المرصد أن مثل هذه الهجمات تكشف بشكل واضح عن الوجه القبيح لهذا الكيان الد.موي الذي يصطنع المظلومية لتبرير جرائمه، وهذا يتضح بشكل جلي في أن المنظمة قد قدمت إحداثيات نقل المساعدات الإنسانية إلى السلطات الصهيونية، ومع ذلك تم القصف، بل وتكرر حين استقلوا سيارة أخرى.

كما يأمل مرصد الأزهر أن يفيق المتغافلون ويتعاملوا بشيء من الإنصاف مع ما يحدث في غزة، وأن تكون هناك قرارات حاسمة لوقف عدوانه ومجازره التي صنفت وبشكل قاطع بأنها "إبادة جماعية" لا تراعي قانونًا ولا إنسانية.

طباعة
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.