فى الثامن والعشرين من شهر يوليو 2016، وقبل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في ولاية فيلادلفيا، وقف كل من  خضر (Kizr) خان وزوجته. قبل ترشيح الحزب الديمقراطى لهيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة ليوجها رسالة فى صوت هادىء لدونالد ترامب أبكت الملايين فى أمريكا لتظل شهادة خان واحدة من الشهادات التى تعكس الوجه الحقيقى للأقليات المسلمة التى ترحب بالاندماج والتعايش السلمى داخل المجتمعات الأوربية،  وكان Himayun واحدًا من أبناء خضر خان نقيبا في الجيش الأمريكي قد ضحى بحياته في مدينة بعقوبة بالعراق، في عام 2004، لينقذ زملائه .

عندما تلقى الضابط همايون خان أمرا بالالتحاق بالجيش الأمريكي الذي يقاتل في العراق منذ عشر سنين، أراد والده الحديث معه بشأن كونه جنديًا مسلمًا أمريكيًا تم إرساله للمحاربة في دولة إسلامية، بيد أن ابنه كان مكترثًا فقط بأداء واجبه تجاه عمله المكلف به. ومن ثم، سأل خضر خان، الذي أصبح مواطنًا أمريكيًا منذ هجرته من باكستان عام 1980إلى الولايات المتحدة، ولده قائلًا "ما شعورك تجاه الوضع بالعراق؟" فأجابه قائلًا " هذا لا يعنيني، فمسؤليتي تكمن في توفير الحماية اللازمة لوحدتي العسكرية وهذا كل ما في الأمر". ومن الجدير بالذكر، أن الضابط خان البالغ من العمر 27 عامًا قد توفي في الثامن من شهر يونيو عام 2004 بعدما أخبر رجال كتيبته بالتراجع ومن ثم تقدم بمفرده لإيقاف سيارة مفخخة خارج أبواب قاعدته العسكرية في بعقوبة.

 وفي مساء يوم الخميس، قام السيد خضر خان بالحديث عن ولده في مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي باعتباره أحد المسلمين الأمريكيين المستائين من التصريحات التي أطلقها مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب المعادية للإسلام.

 وفي أثناء خطابه الذي أثار حماسة الجماهير وحوله إلى بطل تتحدث عنه كل وسائل التواصل الاجتماعي، لوح السيد خضر خان بنسخة من الدستور الأمريكي ووجه حديثه لترامب متحديًا إياه "أنت لم تضح بشئ!".

وصرح السيد خان في لقاء له يوم الجمعة أن مطالبة دونالد ترامب بفرض قيود على دخول المسلمين للولايات المتحدة هو مجرد أمر شخصي، مضيفًا أنه لا ينوي القيام بحملة لمرشحة الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون وأن الحملة لم تطلب منه ذلك.

 ولم ترد حملة دونالد ترامب الإنتخابية على تعليقات السيد خان. ومما هوجدير بالذكر أن شهر ديسمبر الماضي شهد دعوة دونالد ترامب إلى حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة بشكل كلي حتى يتثنى للمسئولين تقييم ما يجري، ومؤخرا، تعهد ترمب بوقف الهجرة من أى بلد مهادن للإرهاب.

 وأوضح السيد خان أنه لو فرضت القيود على هجرة المسلمين للولايات المتحدة من عقود مضت ما استطاع أن يصبح محاميًا حاصلًا على درجته العلمية من كلية الحقوق بجامعة هارفرد وما استطاعت زوجته السيدة غزالة خان التي كانت تقوم بتدريس اللغة الفارسية بالكلية الباكستانية سابقًا من تنشئة أولادها الثلاثة في ضواحي واشطن، حيث أصبح ابنه الأكبر "شهرايار" طالبا متفوقا بجامعة فرجينيا ومؤسسا مشاركا بشركة تكنولوجيا بيولوجية، أما ابنه الثاني الضابط "همايون"، فقد حصل على النجمة البرونزية بالإضافة إلى وسام القلب الأورجواني لانقاذه حياة أفراد كتيبته، أما ابنه الثالث "عمر" والذي وُلد بالولايات المتحدة ، فإنه يعمل بشركة أخيه للتكنولوجيا البيولوجية.

يتساءل السيد خان وزوجته إلى جواره مستنكرًا بشأن ابنه الفقيد قائلًا "دونالد ترامب يود بناء سدود وحظرنا من دخول الدولة!".

ومن ثم، يوجه السيد خان سؤالًا مباشرًا لدونالد ترامب أثناء إخراجه لنسخة مصغرة من الدستور الأمريكي من معطفه قائلًا: "دعني أسألك: هل سبق وأن قرأت الدستور الأمريكي! يسعدني أن أعيرك نسختي لتقرأه". ويعرب السيد خان عن إعجابه برونالد ريجان وباراك أوباما، بينما يظل توماس جيفرسون بطله الحقيقي.

بدأ الموضوع برمته عندما تلقى السيد خان اتصالًا هاتفيًا من كاتب بموقع "فوكاتيف" الإخباري ليسأله عن أراءه بشأن تصريحات دونالد ترامب عن المسلمين، حيث انتقد السيد خان تصريحات ترامب باعتبارها لا تمت إلى القيم الأمريكية في مقال له تم نشره على الموقع ذاته".        

وبعد عدة أشهر، سألته الحملة إذا ما كان سيحضر المؤتمر هو وزوجته، فأجاب أن الخطة المبدئية كانت الحضور ومن ثم الحديث إلى وسائل الإعلام في وقت لاحق، بيد أن أحد الحضور دعاه لإلقاء كلمته.

ونظرًا لضيق الوقت، عرضت عليه الحملة المساعدة إذا ماكان يحتاج خطابًا مكتوبًا أو أي شئ استرشاديًا إلا أنه صرح قائلًا "كلا، فلدى أرائي ومعتقداتي فقط دعوني أقول ما يجول بخاطري وما يخرج من القلب يصل إلى القلب". وأوضح السيد خان أن الحملة لم تملِ عليه ما قاله بما فيه حديثه عن عدم تأدية دونالد ترامب للخدمة العسكرية.

وقد أبدى السيد خان قناعته التامة بالدستور وبالعملية السياسية التي لن تأتي- حسب اعتقاده- بشخص غير مؤهل إلى سدة الحكم في البلاد، وأضاف خان أنه يظهر احتراما للحزب الجمهوري بنفس درجة احترامه للحزب الديموقراطي قائلا: "لكنني بالقطع سأواصل الحديث بغية صرف انتباه قيادة الحزب الجمهوري إلى ما يحدث."

نص خطاب خضر خان كاملا

نشرف الليلة بوقوفنا هنا نحن والدي النقيب "هيمايون خان"، وكمواطنين أمريكيين مسلمين يظهران إخلاصًا ثابتًا تجاه بلدهما، مثلهما في ذلك مثل العديد من المهاجرين الذين أتوا إلى هذه البلاد صفر اليدين، وآمنوا بالديمقراطية الأمريكية، وأنه بالعمل الجاد وثروات هذه البلاد يمكننا أن نشارك ونساهم في تقدمها. ولقد أنعم الله علينا أن ربينا أولادنا الثلاثة في بلد عاشوا فيه أحرارًا لتحقيق ذاتهم وأحلامهم.

إن ولدي هيمايون كانت لديه أحلام هو الآخر في أن يصبح محاميا عسكريا ولكنه قد تخلى عن أحلامه في اليوم الذي ضحى فيه بنفسه لإنقاذ أرواح زملائه من الجنود.

لقد كانت هيلاري كلينتون محقة عندما وصفت ولدي بأنه فخر أمريكا ولو كان الأمر بيد دونالد ترامب، لما وطأت أقدامنا أرض أميركا أبدًا. إن ترامب دائما وأبدا يشوه صورة المسلمين كما أنه لا يحترم الأقليات الأخرى حتى أنه لا يظهر احتراما لقيادة حزبه، إنه يريد أن يبني جدارًا ويمنعنا من هذا البلد.

دونالد ترامب! إنك تطلب من الأمريكيين أن يوكلوا إليك مستقبلهم، إذن دعني أتوجه إليك بسؤال: "هل قرأت دستور الولايات المتحدة الأمريكية، ولو لمرة واحدة؟" سأكون مسرورًا لو أعرتك نسختي لتبحث فيها عن كلمات الحرية، وحماية القانون للجميع...اذهب إلى مقبرة أرلنجتون وانظر إلى القبور هناك، إنها تضم نخبة الوطنيين الذين ماتوا دفاعا عن أمريكا من كل الأعراق والأديان. ترامب! إنك لم تضح بشيء أبدًا، وإنه لا يمكننا أن نحل مشاكلنا ببناء جدر وتعزيز الانقسام بيننا.

إننا أقوياء بتجمعنا وسوف تزداد قوتنا بوصول هيلاري كلينتون لسدة الحكم في البلاد، وفي النهاية أطلب من المهاجرين المسلمين وجميع المهاجرين ألا يستهينوا بهذه الانتخابات، كما أطلب منكم أن تكرموا ذكرى ولدي بالنزول والتصويت لكلينتون وليس لمن يريد تقسيمنا، دونالد ترامب.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية.