المركز الإسلامي لجمهورية الأرجنتين "سيرا" وجهوده في خدمة الجالية الإسلامية

  • | الإثنين, 14 نوفمبر, 2016
المركز الإسلامي لجمهورية الأرجنتين "سيرا"  وجهوده في خدمة الجالية الإسلامية

تُعتبر الأرجنتين إحدى أبرز الدول التي يعيش بها مسلمون في قارة أمريكا اللاتينية، وتعتبر هذه الدولة نموذجًا للتعايش بين الديانات كافَّة، وأرضًا خصبة لحوار الثقافات، ومن هذا المنطلق يحرص مرصد الأزهر على تسليط الضوء عليها في إطار متابعة أحوال الأقليات المسلمة في العالم.  
ويعدّ مركز الجمهورية الأرجنتينية الإسلامي "سيرا"  CIRAأقدم مؤسسة إسلامية معروفة في الأرجنتين حيث تأسس عام 1932، وهو المنوط به متابعة الشؤون الدينية لمسلمي الأرجنتين كافة ولا سيّما بالعاصة "بوينوس آيرس" التي يوجد بها عدة مساجد منها مسجد الأحمد ومسجد الملك فهد والذي يتسع لحوالي 1500 مصلٍ، ومسجد التوحيد الذي أُسس عام 1983، كما أن هناك مدرسة إسلامية ساهمت وزارة الشؤون الدينية الأرجنتينية في إنشائها.
وفي ضوء حرص المؤسسات الإسلامية والتي يأتي على رأسها مركز "سيرا" الإسلامي على دعم ثقافة التعايش السلمي، تضطلع هذه المؤسسات والجمعيات بدور مهم لترسيخ هذه الثقافة. وفي سياق النشاط الديني، نظّم المركز مؤخرًا رحلات إلى مكة المكرمة لأداء العمرة للمسلمين في الأرجنتين والبرازيل. وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية فقد قام رئيس المركز "أنيبال بشير بكير" بزيارة إلى عدة دول خارجية منها على سبيل مثال تركيا بناء على دعوة رسمية من الحكومة التركية في إطار بحث سبل التعاون المشترك، ودوليًا شارك 160 من القادة الدينيين في فعاليات "اليوم العالمي من أجل السلام" الذي عقد خلال شهر سبتمبر الماضي في إيطاليا، كممثلين لاثنتي عشرة ديانة. الجدير بالذكر أنه شارك ممثلون عن المركز في هذه الفعالية وعلى رأسهم رئيس المركز نفسه، والذي أكد على أهمية الدعوة إلى الحوار في الإسلام والعمل من أجل السلام وتحقيق العدالة كممثلين لاثنتي عشرة ديانة من بينها الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية.
ويعتبر حوار الأديان أحد أبرز وأهم لأنشطة التي تقوم بها المراكز الإسلامية، ومن هذا المنطلق قام  المركز باستقبال أعضاء من المنظمة التعليمية البابوية، حيث تركّزت المحادثات التي دارت في هذا الإطار على التعليم ونشر السلام بين الأديان، وهذا يوضح لنا أهمية المركز وثقله في الملتقيات الدينية على المستوى الدولي.
وعلى المستوى المحلي شارك المركز الإسلامي في اللقاء الأول الذي نظّمته الأمانة العامة لدور العبادة ومنظمة أقاليم من أجل سلام أمريكا اللاتينية لمواجهة الفقر تحت عنوان: "وضع حد للفقر المدقع: واجب أخلاقي" وذلك في مقر الاستشارية الوطنية خلال شهر مارس الماضي، وقد أكد مدير المركز في كلمته على أهمية الزكاة في مواجهة الفقر. ومن منطلق الدور الترويجي للمركز في دعم تجارة الحلال، ضمّ المركز قسمًا خاصًّا لاعتمادها.
وبالإضافة إلى ذلك يقوم المركز الإسلامي بدورٍ بارزٍ في خدمة المجتمع وإغاثة المنكوبين، فدوره ليس تعليميًا ودينيًا فقط بل مجتمعي أيضًا؛ حيث تلقى المركز عددًا من التبرعات وأوصلها إلى المتضررين جرّاء الفيضانات التي اجتاحت محافظات "إنترى ريوس" و"كورّينتس" و"تشاكو" خلال نهاية العام الماضي.
وللمركز دورٌ فاعلٌ فيما يخص متابعة الأحداث العالمية، وعلى غرار هذا يصدر الكثير من التصريحات والتي يرتبط أغلبها بالتنديد بالأحداث الإرهابية أينما كانت، نافيًا علاقتها بالإسلام ومؤكدًا على نبذ الإرهاب والتطرف بكل صوره، معبرًا بذلك عن روح الإسلام الوسطي. مثال على ذلك إدانة المركز للهجوم الذي وقع في أحد الفنادق السياحية في العاصمة المالية "باماكو" مؤخرًا، كما أدان التفجيرات التي وقعت في تركيا ضد المدنيين الأبرياء، وأكد أن الهجمات الإرهابية تسعى إلى إثارة الفوضى وتشويه الدين.  
إن الوجود الإسلامي في الأرجنتين هو وجود مدعوم بالمؤسسات الإسلامية التي تمثل جميع المسلمين الذين يقارب المليون نسمة ويأتي على رأسها مركز "سيرا" ويمكن أن نصفه "بالوجود القوي" نظرًا لما يتمتع به من مميزات ثقافية ودينية وسياسية واجتماعية داخل المجتمع الأرجنتيني. ويثمن مرصد الأزهر هذا الدور الذي يقوم به هذا المركز ويدعو إلى متابعة هذا الدور المُشرف الذي يمثل الجالية المسلمة في الأرجنتين، ويعدو كذلك إلى مواصلة نشاط المركز في معالجة القضايا الإسلامية على المستوى الدولي.

وحدة رصد اللغة الإسبانية

 

طباعة