تابع مرصد الأزهر الجريمة الوحشية التي أقدم عليها عناصر من حركة الشباب الصومالية التي تجردت من إنسانيتها في مشهدٍ لا يقرّه دينٌ ولا عُرفٌ ولا يقبله ذو لبٍ رشيد؛ حيث قام عناصر من الحركة بذبح ثمانية من مشايخ القبائل بإقليم جالمودوج " Galmudug " الصومالي بحجة أنهم امتنعوا عن دفع "الزكاة"، وبحسب ما صرّح به الشيخ نور عبدالله أحد المشايخ الناجين من هذه المذبحة البشعة في حديث له مع وكالة رويترز الإخبارية فإن الواقعة ترجع إلى قيام عناصر من حركة الشباب بتنفيذ جريمتهم تلك بعد رفض الضحايا دفع ما تسميه الحركة "زكاة" وما هو في حقيقته إلا مبالغ تفرضها عليهم الحركة ويتم تحصيلها منهم. وأضاف أن عناصر الحركة قاموا بقتل سبعة آخرين بالرصاص خلال الاشتباكات التي اندلعت بينهم وبين قرويين بسبب خلاف على دفع هذه المبالغ، حيث هاجم عناصر الحركة خمس قرى صومالية في هذه المنطقة فيما لقي عشرة من عناصر الحركة حتفهم إثر هذه المواجهات. فيما صرح عبدي حسين محمد نائب محافظ منطقة مودوج " Mudug " بإقليم جالمودوج أن سكان هذه المنطقة يمرون بظروف معيشية صعبة وأن الغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة لا يستطيعون دفع المبالغ والإتاوات التي تفرضها عليهم عناصر حركة الشباب بزعم أنها "زكاة" من مال وماشية ونحوها.
ويرى مرصد الأزهر أن هذه الجريمة ما هي إلا فصلٌ جديدٌ في مسلسل إجرام داعش وأخواتها؛ تلك الجماعات التي تستبيح الدماء والأعراض تحت اسم الدين، والدين منها براء، وينوّه المرصد أن للزكاة في الإسلام ضوابط محددة يتم من خلالها تحديد من تجب الزكاة في حقه، ومن يحق له تحصيلها، وبأي طريقة، وفي أي وقت، كما يرى المرصد أن إقدام عناصر حركة الشباب على مثل هذه الجريمة يبيّن مدى فساد فكر هؤلاء وكيف أنهم لا يعلمون عن صحيح الدين السمح ومبادئه القويمة شيئاً.
وحدة الرصد الإفريقية