يتابع مرصد الأزهر باهتمام مبادرة رئيس مؤسسة دائرة الثقافة الإسبانية العربية "عبد الوهاب التونسي" حيث يقود مبادرة من شأنها الاعتراف بواقع تاريخي مفاده أن مدريد هي العاصمة العربية الوحيدة في أروبا، وذلك لأجل التذكير بالتاريخ العربي في العاصمة الإسبانية، وإعادة تسمية عدد من شوارعها. وتحقيقًا لهذه الغاية، أُنشئت لجنة حول مدريد العربية تضم خمسة أعضاء آخرين من بينهم الباحث العربي الإسباني "بيدرو مارتينيث"، والمتخصصة في الأدب العربي "كارمن رويث".
صورة لمدينة مدريد خلال القرن التاسع
أشار "التونسي" إلى أنه للأسف فإن الآثار العربية الموجودة في مدريد غير معروفة داخليًا وخارجيًا، وهو ما يمثل إخفاءً لتاريخ ثري ومعتبر لهذه المدينة.
ومن بين الطلبات المقدمة هو إنشاء طريق سياحي رسمي وكذلك فتح الشوارع والساحات باسمها الأصلي لمدينة (مجريط) أو تسميتها باسم أحد أسلاف العرب أمثال "مسلمة المجريطي" أبرز عالم مدريدي، وكذلك وضع لوحة للتعريف بمؤسس المدينة وهو "محمد الأول" الذي عاش خلال القرن التاسع بالبركة التي تتقدم بقايا الجدار العربي الذي يحمل اسمه.
وأفادت مصادر بالبلدية أنها تبحث السبل الممكنة من أجل إنشاء هذا الطريق السياحي التاريخي من باب حفاظها على التراث الفني والثقافي العربي للمدينة. في الوقت ذاته نشرت اللجنة كُتيبًا تحت عنوان "مدريد الإسلامية" باللغتين الإنجليزية والإسبانية، والذي يعطي لمحةً عامةً عن هذا الجزء من التاريخ ويشمل دور العبادة وكذلك أماكن مؤسسات الأغذية الحلال.
من جانبه أوضح الصحفي "رافائيل مارتينيث" عضو لجنة مدريد العربية أن هناك مدن إسبانية أخرى تحتوي على إرث ثقافي عربي مُبهر، فهناك العديد من المعالم الأثرية العربية الإسلامية في العاصمة الإسبانية التي تؤكد إرثها العربي الذي يستحق التقدير وإظهاره على المستويين الثقافي التاريخي والسياحي.
ومرصد الأزهر إذ يثني على هذه المبادرة التي من شأنها أن تعيد إلى الأذهان الواقع التاريخي والثري لمدينة مدريد والتي بالفعل تعد المدينة الوحيدة ذات الأصل العربي، وسيتابع مرصد الأزهر خلال الفترة المقبلة هذه المبادرة.
وحدة رصد اللغة الإسبانية