بين الاعتقالات في نيجيريا والاستسلام في النيجر بوكو حرام تترنّح.. والجيش النيجيري يعلن تحويل معقلها لمنطقة عسكرية

  • | الأربعاء, 4 يناير, 2017
بين الاعتقالات في نيجيريا والاستسلام في النيجر بوكو حرام تترنّح..  والجيش النيجيري يعلن تحويل معقلها لمنطقة عسكرية

يواصل مرصد الأزهر متابعته لآخر المستجدات على صعيد الجماعات المتطرفة، وفي هذا الصدد يعرب المرصد عن تقديره للجهود المضنية التي تبذلها قوات مكافحة الإرهاب في نيجيريا والتي بدأت تؤتي ثمارها مؤخراً؛ فبعد أيام قليلة من إعلان الرئيس النيجيري محمد بخاري السيطرة على أكبر وآخر معاقل بوكو حرام في نيجيريا والواقع في غابة سامبيسا شمال شرقي البلاد أعلن قائد الجيش النيجيري الفريق توكور بوراتاي أن الحكومة النيجيرية تعتزم تحويل الغابة التي كانت المعقل الرئيسي لبوكو حرام طيلة عامين أو يزيد إلى معسكر لتدريب الجيش النيجيري. وأضاف بوراتاي أن هذه الخطوة تهدف إلى منع عودة بوكو حرام إلى هذه الغابة والتحقق من فرض السيطرة الكاملة عليها. هذا ويعتقد أن مقاتلي بوكو حرام كانوا قد فروا من الغابة باتجاه تشاد والنيجر قبل مداهمة القوات النيجيرية للغابة بفترة قصيرة، فيما ألقت قوات الجيش النيجيرية خلال عمليتها العسكرية بأدغال سامبيسا القبض على 1240شخصاً يشتبه في أن لهم صلة بجماعة بوكو حرام. وقد صرح قائد العملية اللواء Lucky Irabor أن من بين هذا العدد 413 رجلاً ونحو 323 سيدة و 251 من الشباب ونحو 253 من الفتيات. ولم يكن الحال في النيجر مختلفاً عنه في نيجيريا؛ حيث يواجه مقاتلو بوكو حرام الفارين من قبضة الجيش النيجيري مصيراً محتوماً على أيدي قوات الجيش بالنيجر فما أن يتمكن بعضهم من التسلل إلى داخل الحدود النيجرية إلا ويجدون أنفسهم أمام أسلحة القوات النيجرية، الأمر الذي أثمر مؤخراً عن استسلام ما يقرب من 30 عنصراً من عناصر بوكو حرام في منطقة ديفا جنوب شرق النيجر للسلطات بالبلاد. وذلك حسبما أعلن وزير الداخلية. فيما أوضح مصدر أمني في ديفا أن هؤلاء المقاتلين "استسلموا واحداً تلو الآخر وأنهم حالياً محتجزين في مركز أمني. وأضاف المصدر أن من بين العناصر التي استسلمت 26 رجلاً و3 سيدات، فيما سلّمت امرأة رابعة تحمل الجنسية النيجيرية نفسها لسلطات النيجر. وألمح المصدر إلى إمكانية العفو عن هؤلاء العناصر والسماح لهم بالعودة إلى أسرهم بعد التأكد من تخليهم تماماً عن أفكار بوكو حرام المتطرّفة، لافتاً إلى أنهم سيحظون بالتأهيل من خلال "برنامج ضد التطرف" ومشاريع لـ"إعادة إدماجهم في مجتمعاتهم". يذكر أن بوكو حرام عملت على استقطاب الشباب من دول الجوار لنيجيريا ومنها النيجر وتشاد لتدعيم عناصرها في نيجيريا التي كانت الساحة الرئيسية لعملياتها؛ حيث كانت تقدّم لهم عروضاً مادية مغرية وصلت 300 ألف فرنك نيجيري شهرياً بما يعادل 500 يورو شهرياً. يأتي هذا فيما عاد أبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام المعزول للتغريد من جديد وكعادته في كل مرة يظهر فيها يغرّد خارج السرب ويسير عكس التيار مدعياً أنه وجماعته في كامل قوتهم نافياً ما تردد من قبل الجيش النيجيري من دحر للجماعة وطردها من الأراضي النيجيرية بالقضاء على آخر معاقلها بغابة سامبيسا؛ حيث ظهر شيكاو ويحيط به مجموعة من مقاتلي بوكو حرام في فيديو جديد مدته 25 دقيقة قائلاً: "نحن بأمان لم يتم سحقنا في أي مكان. والخطط والاستراتيجيات لا يمكنها كشف مواقعنا إلا بمشيئة الله".

Image

من جانبه يرى مرصد الأزهر أن الجهود التي تبذلها الحكومة النيجيرية وحكومات دول الجوار تشاد والنيجر والكاميرون وغيرها جهود حميدة، كما يثني المرصد على محاولات إعادة تأهيل العناصر التي كانت يوماً من الأيام سلاحاً في أيدي الجماعات الإرهابية، الأمر الذي من شأنه إعادة الثقة في هؤلاء والاستفادة منهم كعناصر صالحة في مجتمعهم دون إقصاء ما داموا قد خرجوا من عباءة التطرف والإرهاب وعادوا إلى رشدهم وقرروا أن يكونوا فاعلين في البناء وليس الهدم في التعمير وليس التخريب في الإحياء وليس القتل وسفك الدماء. كما ينوّه المرصد إلى أهمية استمرار التوعية للشباب بمخاطر الغلو والتطرف للحيلولة دون أن تقوم هذه الجماعة بتجديد دمائها من خلال استقطاب المزيد من الشباب الإفريقي مستغلّةً ظروفهم المادية وأوضاعهم الاجتماعية؛ تلك التوعية التي يسعى المرصد جاهداً لتقديمها من خلال دحض مزاعم هذه الجماعة وأمثالها وإثبات أن الوعود التي تقدّمها لفرائسها ما هي إلا سراب في صحراء يرغبون في تحويلها لمستنقع من الدماء والدمار. والمرصد هنا يطرح سؤالاً للشباب: هلا فكرتم في دوافع هذه الجماعات وأغراضها الحقيقية؟! من أين لهم بالدعم الذي يساعدهم على تحقيق وعودهم تلك؟! هل تجدون في الإسلام ما يؤيد صدق مزاعم أولئك المتطرفين؟!

لا شك أنكم ستجدون الإجابة دون عناء، ولكن من ارتضى لنفسه أن يسلك مسالك الضلال فقد أقدم على ذلك بعد أن باع نفسه وألغى عقله وابتعد كل البعد عن عقيدته. 

Image

 

  وحدة رصد اللغات الإفريقية

طباعة