تدين أم تعصب!!

  • | الثلاثاء, 24 يناير, 2017
تدين أم تعصب!!

من صور التعصب الحديثة التعصب لجماعة أو حزب, فتجد المنتمي إلى أيٍ منها يدين بالولاء لأصحاب تلك الجماعة أو ذاك الحزب دون غيرهم من المسلمين, ويظنه البعض أنه نوع من التدين، ولكن الدين نهى عن هذا الأمر وجعله مذمومًا، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات: 10)، بل وجعل الإيمان والعمل الصالح أساس التفاضل بين الناس، قال تعالى: ﴿يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عن الله أتقكم إن الله عليم خبير﴾ (الحجرات: 13)، بل إن قدرة الله تتجلى في هذا الأمر قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ (الروم: 22).
وقد نهى الإسلام عن التعصب لما فيه من آثار سلبية على الأمة والبشرية، فقد يدفع التعصب بصاحبه إلى سلوكيات منبوذة تتنافى مع الفضائل، فقد يظلم ويستبد، استخفافًا بالآخرين وبآرائهم، وقد يكذب انتصارًا لرأيه وفكره ومذهبه. ومما لا شك فيه أن التعصب "الفكري" يؤدي إلى التطرف الفكري والغلو الديني والتشدد المذهبي، الأمر الذي يُظهر الدين بصورة سلبية أمام العالم ويُنّفِر الجميع منه، فنكون بذلك دعاة تطرف لا دعاة تسامح وتعارف كما أمر الإسلام.

 

طباعة
كلمات دالة: