النساء.. أحدث أسلحة الجماعات الإرهابية

  • | الثلاثاء, 24 يناير, 2017
النساء.. أحدث أسلحة الجماعات الإرهابية

جماعة أخرى ترفع راية الجهاد بهدف تحويل دولتهم لدولة تحكمها الشريعة الإسلامية، ولكن يبدو أن شرع الله له مفهوم آخر مغاير لدى هؤلاء الذين يرفعون رايات الجهاد على جثث الأبرياء والنساء والأطفال، بل ويستخدمونهم لتنفيذ جرائمهم الشنعاء. أن جماعة المجاهدين البنغالية إحدى هذه الجماعات التي  تستهدف المحامين والقضاة ورجال شرطة ومسئولين في دولة بنغلاديش وكانت بدايتها في 2004م عندما قامت عناصر منهم بإلقاء قنبلة على حشد كبير في العاصمة البنغالية "داكا" كانت تخطب فيه زعيمة المعارضة آنذاك ورئيسة الوزراء الحالية الشيخة "حسينة واجد" وكانت هذه هي بداية لمسلسل الدماء التي بدأت تشهده هذه الارض.
يعيش في بنجلاديش ما يقرب من (150) مليون مسلم وهي دولة تتمتع بالأراضي الخصبة ونمو اقتصادي مبشر، ولكن بدأت الجماعات المتطرفة -بمسمياتها المختلفة- تعكير صفو الأجواء فيها، وطبقًا لما ورد في التقرير الصادر عن وحدة رصد اللغة الأوردية بمرصد الأزهر باللغات الأجنبية بتاريخ 15 مايو 2016م بعنوان "تداعيات إعدام القيادات الإسلامية في بنجلاديش" أن جماعة المجاهدين قد قاموا باغتيال تسعة كتاب ومدونين وصحفيين وأساتذة جامعيين خلال أربعة عشر شهرًا فقط؛ لإسكات كل من تجرأ على الإسلام، وللمرة الأولى قاموا بعدة تفجيرات في المزارات الشيعية، وللمرة الأولى أيضًا تم استغلال امرأة بنغالية لتنفيذ عملية انتحارية.
يعتقد أغلب الناس أن الأعمال الانتحارية حكر على الرجال فقط؛ مما دفع الجماعات الإرهابية لتغيير إستراتيجياتهم واللجوء إلى استخدام النساء والأطفال في تنفيذ عملياتهم الإرهابية بهدف خداع الأجهزة الأمنية، باعتبار ذلك أمرًا غير متوقعًا، فإنها بذلك تقلل الإصابات في صفوها وتزيد من الضحايا في صفوف الأعداء، كما أن الأمر يصبح حساسًا للغاية مع النساء خاصة وأن المواجهة بين قوات الأمن والنساء أو الأطفال سيدعم مقولة أن الدولة تقتل النساء والأطفال العزل، وهم فئات ضعيفة في المجتمع المدني والدولي.
ولا ريب في أن إقبال النساء على العمليات الانتحارية يكون بدافع انتمائهن لجماعات جعلتهن يقتنعن بأن الإقدام على هذا الأمر أمر ديني يخدم الدين ويساهم في إقراره على أرض الواقع، ولعل من أبرز العمليات الانتحارية للنساء ما فعلته "سميرة أحمد جاسم" التي كانت تلقب بـ"أم المؤمنين" التابعة لجماعة (أنصار السنة) المسلحة، حيث تولت إعداد (80) امرأة عراقية؛ بهدف تنفيذ عمليات انتحارية، وبالفعل نفذت (28) عملية انتحارية في العراق.
أما في بنجلاديش وبشكل خاص في جماعة المجاهدين فيعد هذا الأمر غير مسبوق بأن تقوم امرأة بتفجير نفسها. فحسب ما صرح به وزير الداخلية في بنجلاديش "أسد الزمان خان" أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم سيدة من جماعة المجاهدين بعملية انتحارية، وفي تصريح لرئيس شرطة مكافحة الإرهاب "منير الإسلام" في "دهاكا" فإن المرأة خرجت مع طفل في عمر سبع أو ثماني سنوات تقريبًا من المنزل المكون من ثلاثة طوابق، وتصرفت كأنها جاءت لتسليم نفسها للشرطة، ولكن عندما اقتربت (من الشرطة) قامت بتفجير حزامها الناسف، وعلى إثر ذلك أصيب الطفل وأصيبت المرأة نفسها بجروح خطيرة وتوفيت في وقت لاحق، وتعتقد الشرطة أن تلك المرأة هي زوجة أحد المقاتلين.

Image

إلا أن ما نشر عبر وسائل الإعلام أن المرأة قامت بتفجير نفسها أثناء محاولة قوات الشرطة بمداهمة المكان بعد توافد أنباء عن اختباء عناصر متشددة منتمية لجماعة مجاهدي بنجلاديش، والذين يشتبه في تورطهم في هجوم مقهى "دهاكا" الذي وقع في يوليو الماضي وأسفر عن مقتل (22) شخصًا.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة ولا شيخًا كبيرًا ولا مريضًا ولا راهبًا ولا تقطعوا مثمرًا ولا تخربوا عامرًا ولا تذبحوا بعيرًا ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نحلاً ولا تحرقوه. " فهل من المعقول أن دينًا حرم قتل النساء والأطفال حتى في صفوف الأعداء وحالة الحرب يبيح قتلهم بل ويستخدمهم كأداة لقتل وتدمير الأخضر واليابس!! هل يُعقل أن الدين الذي حمل نبيه رسالة الرحمة والسلام لجميع مخلوقات الأرض يستخدمه معتنقوه أو بمعنى أصح أعداؤه لبث الرعب والخوف في نفوس الناس؟!

 

طباعة