لم تكد نيجيريا تنعم بحالة الأمن والاستقرار التي لطالما كانت تحلم بها منذ ظهور جماعة بوكو حرام حتى عاودت تلك الجماعة هجماتها الإرهابية مما يثير مزيداً من الشكوك حول مدى صدق الحكومة فيما أعلنته بشأن القضاء على الجماعة والتخلص منها نهائياً، الأمر الذي دأبت الجماعة على نفيه من خلال عدد من الهجمات بدأتها بالهجوم على جامعة مايدوجوري ثم محاولة الهجوم على سوق وصولاً إلى الهجوم الدامي الذي شهدته ولاية برنو بشمال شرق نيجيريا والذي تسبب في سقوط ما بين 15 إلى 25 قتيلاً بحسب شهود عيان فضلاً عن الاستيلاء على عدد من الشاحنات التي كانت متجهة من مايدوجوري إلى مدينة داماتورو رغم أنها كانت تحت حراسة الشرطة النيجيرية. وفي هجوم آخر قتل شخصان جراء تفجير انتحاري بمسجد على بعد خمسمائة كيلو متر من جامعة مايدوجوري، ووفقاً للمعلومات الواردة فإن أحد أفراد القوات المدنية تصدى للانتحاري مما منع وقوع المزيد من القتلى.
ومرصد الأزهر إذ يتابع هذه الهجمات الغادرة على أبرياء فإنه يؤكد على أن هذه الجماعة تخلّت عن الحد الأدنى من المشاعر الإنسانية فضلاً عن عدم التزامها بمبادئ الدين الإسلامي الذي تتشدق به طوال الوقت، وفي الهجوم على المدنيين الفارين من جحيم بوكو حرام والاستيلاء على مركبات للحكومة محملة بمساعدات إنسانية ثم الهجوم على مسجد من خلال انتحاري باع دنياه وآخرته وحاول قتل مصلين إلا أن أحد أفراد الأمن تصدى له مما أسهم في تجنب كارثة أكبر لو أفلح ذلك الإرهابي في دخول المسجد وتفجير نفسه بداخله. كما يدين المرصد ببالغ الحزن والأسى هذه الهجمات التي راح ضحيتها أمن شعب بأكمله وضاع على أثره حلم بسيط ظل يراوده بالتخلص من إرهاب بوكو حرام وإجرامها.