كلمة السر في تكثيف طالبان للعمليات الإرهابية ضد المقرات الأمنية والعسكرية بأفغانستان

قسم اللغة الفارسية

  • | الخميس, 9 فبراير, 2017
كلمة السر في تكثيف طالبان للعمليات الإرهابية ضد المقرات الأمنية والعسكرية بأفغانستان

تبنت حركة طالبان الأفغانية منذ البداية رؤية إسلامية راديكالية أتاحت لها سهولة التوغل بين طوائف المجتمعات الأفغانية والباكستانية التي أنهكتها الحرب الأهلية، ومن ثم طورت الحركة من أهدافها سعياً إلى إقامة حكومة إسلامية بحسب الملا محمد عمر قائد الحركة، وكان عليها في سبيل ذلك هدم كل مظاهر الكفر –بحسب الحركة- ممثلاً في استهداف المؤسسات الحكومية والمنشآت المدنية والخاصة، في غضون ذلك تبنت الحركة استراتيجية تكوين خلايا نائمة داخل مؤسسات الدولة، ولم يكن هذا أحد الأهداف المعلنة للجماعة قبل أن تكشف الصحف مؤخراً عن عمليات عدد من عناصر قوات الأمن ضد أهداف عسكرية.

وكان "عبد الكريم يوريش" المتحدث باسم الشرطة المحلية بولاية "فارياب" الأفغانية، قد أعلن قيام أحد أفراد الأمن بقتل 8 من زملائه في مركز شرطة مدينة "المار" بعد تخديرهم، بدوره أكد "ذبيح الله أماني" المتحدث باسم حاكم ولاية "سربل" شمال أفغانستان انضمام "نور محمد" قائد قوات "الانتفاضة الشعبية " التابعة لقوات الأمن الأفغانية بمدينة "صياد"  مع 14 من معاونيه إلى حركة طالبان الإرهابية. وقبل ذلك كانت الحركة نفسها قد أعلنت اختراق أحد مقاتليها صفوف الجيش الأفغاني وقتل 7 من عناصر وكالة المخابرات المركزية الأفغانية، وفي تعليقه على الخبر قال  "أنطونيو ماريا كوستا"، الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لشؤون المخدرات والجريمة في حوار مع فضائية بي بي سي البريطانية:" لدينا الكثير من الأدلة على أن عدداً من الهجمات الانتحارية نفذت من قبل أفراد كانوا في الجيش"، مؤكداً وجود خلايا نائمة تنظر التوجيهات لتنفيذ الهجمات.  

لكن لا يبدو أن انخراط هذه العناصر في صفوف طالبان قاصراً على الاقتناع بأفكار وأيدولوجيات التنظيم، بل تشير بعض الأخبار إلى ضلوع بعض العناصر الأمنية في تنفيذ عمليات تابعة للتنظيم خوفاً على حياتهم من استهداف التنظيم لهم خاصة مع تقاعس الحكومة في حماية أجهزتها الأمنية، من ذلك تصريحات "ظاهر وحدت" والي مدينة سربل والتي أكد خلالها تقاعس الحكومة عن تقديم أي دعم ملحوظ للحفاظ على حياة العاملين بأجهزتها الأمنية على الرغم من النداءات المتكررة بعد سيطرة طالبان على مدينة كهوستانات وتحويلها إلى مراكز تدريب وتجهيز عناصرها المسلحة.   

عموماً يرجح بعض الخبراء تصاعد الهجمات الإرهابية في الفترة المقبلة؛ لأسباب تتعلق باختراق طالبان للمؤسسة العسكرية، وتخابر أشخاص من داخل المؤسسة العسكرية مع طالبان، حيث تستهدف الحركة باستمرار المقرات الأمنية أو مناطق قريبة منها يروح على إثرها العشرات من قوات الأمن.

ويبقى السؤال هل بالفعل نجحت طالبان في اختراق الأجهزة الأمنية في أفغانستان؟ أم أن الحادث التي تم ذكره مجرد حادث استثنائي؟.

طباعة