محاولة تقنين الإسلام في إيطاليا في ظل تنامي قوته العددية

تقرير صادر عن وحدة رصد اللغة الفرنسية

  • | الأربعاء, 15 فبراير, 2017
محاولة تقنين الإسلام في إيطاليا في ظل تنامي قوته العددية
  • دخول المسلمين إلى إيطاليا :
    وصل المسلمون مبكرًا إلى إيطاليا، تحديدًا في ثلاث مناطق :
  1. سردينيا عام 194هجرية.
  2. صقلية عام 212 هجرية مع فتح إبراهيم بن الأغلب.
  3. جنوب إيطاليا عام 221.
  • الإسلام وإيطاليا في العصر الحديث :

بدأت الجالية الإسلامية بعد الحرب العالمية الثانية بالظهور في هذا البلد، ومما شجع على ذلك هو عدم وجود المعوقات القانونية والاجتماعية من بقاء المهاجرين لمدة داخل الأراضي الإيطالية. ومما ساعد أيضًا في زيادة عدد المسلمين بهذا البلد صدور قانون سمح لغير الإيطاليين بالحصول على إذن إقامة عام وذلك عام 1988 حيث تدفقت أفواج المهاجرين طلبًا للعمل في البلاد.

  • المراكز والتجمعات الإسلامية:

وفق بعض التقديرات، ينتشر في إيطاليا عدد من المراكز الإسلامية والذي يربو على 700 مركزًا.

ويأتي على رأس هذه الهيئات الإسلامية "اتحادُ الجاليات الإسلامية في إيطاليا"، والذي يتبع له ما يقارب من 150 مركزًا إسلاميًا، ومقره الرئيسي مدينة روما، يليه الرابطة الإسلامية في إيطاليا، وهي مؤسسة وطنية معنية بالجانب التربوي ومقرها ميلانو، والمعهد الثقافي الإسلامي ومقره ميلانو، والمركز الإسلامي بروما تحت إشراف رابطة العالم الإسلام ..

  • تحديات أمام المسلمين :

 يواجه المسلمون عددًا من المعوقات التي توقعهم في بوتقة الفصل بين كونهم مواطنين إيطاليين – أو يقطنون إيطاليا ويحترمون تقاليدها وقوانينها – وبين هويتهم المسلمة، ويأتي على رأس هذه المعوقات:

 

  • عدم اعتراف الدستور الإيطالي الرسمي بالدين الإسلامي.

 

Image

في واقع الأمر، يعيش ما لا يقل عن 1.4 مليون مسلم في إيطاليا، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة بها. إلا أن البلاد لا تعترف إلا بالمسيحية واليهودية، والإسلام ليس مُعترفًا به رسميًا في إيطاليا، الأمر الذي يعني أن المساجد لا يمكنها تلقي الأموال من الدولة، وعقود الزواج الإسلامية ليس لها قيمة من الناحية القانونية، كما ليس للعاملين المسلمين الحق في أخذ إجازة في أعيادهم الدينية.

  • مشروع الميثاق القومي نحو إسلام إيطالي مقنن:

تسعى وزارة الداخلية الإيطالية لوضع "ميثاق قومي نحو إسلامٍ إيطالي"، مع أكبر 9 منظمات إسلامية في إيطاليا، كخطوةٍ أولى نحو تطبيع الإسلام في إيطاليا، مما يتطلب إنشاء سجل بأسماء الأئمة التابعين لها، وإلزامهم بإلقاء الخطب باللغة الإيطالية (حيث أنه من غير المنطقي أن يعيش السكان المسلمون المحليون تحت هذه القيود اللغوية). وفي مقابل ذلك، يصبح من الممكن الاعتراف الرسمي بالإسلام في إيطاليا.

ومن الجدير بالذكر أن الاعتراف الرسمي بالإسلام في إيطاليا ليس هو العائق الأكبر أمام مسلميها، بل إن القبول الاجتماعي للمسلمين يمثل حجر الزاوية في قضية المسلمين في إيطاليا. فهناك دراسات ميدانية تقول بأن الإسلام لا يتمتع بشعبيةٍ واسعةٍ في إيطاليا. ووفقًا لاستطلاع رأي حديث قام به مركز "بيو" للدراسات، فإنَّ 69% من الإيطاليين لديهم آراء سلبية عن المسلمين، وهي النسبة الأعلى بين دول الاتحاد الأوروبي التي شملها الاستطلاع.

Image

 

لقد فُرضت قيودٌ على الإسلام في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، واعتمدت سلوفاكيا في ديسمبر مشروع قانون يهدف إلى منع الإسلام من أن يصبح دينًا رسميًا في البلاد في المستقبل. كما اتخذت المجر خطوات لتجنب الأسلمة في العام الماضي، وأخيرًا في هولندا، الانتخابات التي لابد من إجراءها في شهر مارس، يأتي اليمني "خيرت فيلدرز" المنتمي لحزب الحرية، والذي يظهر في الصدارة في كل استطلاعات الرأي، ليعِد بإغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم.

تنتهج إيطاليا في هذه التجربة نهج النمسا، حيث أدخلت النمسا في عام 2015، سلسلة من الإصلاحات على القانون الخاص بالإسلام لعام 1912، وإعادة تحديد حقوق وواجبات المسلمين في هذا البلد الذي يبلغ عدد المسلمين به 600 ألف (من بين 8.5 مليون نسمه).

وينص القانون النمساوي على أن المنظمات الممثلة للجاليات  الإسلامية المحلية لا يجوز لها قبول التمويل الأجنبي، كما يجب على الأئمة أن يمارسوا الدعوة باللغة الألمانية وفق هذا القانون.

روابط :

http://www.pewglobal.org/2016/07/11/negative-views-of-minorities-refugees-common-in-eu/ga_2016-07-11_national_identity-02-00/

https://fr.express.live/2017/02/09/islam-italie/

 

طباعة