جريدة لاكروا تحاور مدير مرصد الأزهر الشريف

وحدة رصد اللغة الفرنسية

  • | الجمعة, 22 يناير, 2016
جريدة لاكروا تحاور مدير مرصد الأزهر الشريف

وحدة رصد اللغة الفرنسية

فى إطار زيارته لباريس لدراسة سبل التعاون بين مرصد الأزهر ومرصد الدراسات الجيوسياسية والجامعة الكاثوليكية بباريس بغرض ترسيخ مبادىء الحوار والاتفاق على آليات مواجهة التطرف والأفكار المنحرفة، أجرت جريدة لاكروا الفرنسية ذائعة الصيت والمهتمة بالشأن الدينى على مستوى العالم حوارا مع أ.د. أسامة نبيل، المشرف العام على مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية، حول دور المرصد فى محاربة الأفكار المسبقة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وكيف يمكن أن يسهم فى محاربة التطرف فى فرنسا وجاء الحوار كالأتى:


أسامة نبيل يصرح لصحيفة لاكروا: "الأزهر يواجه الفكر الداعشي"

حوار أجرته أن بنديكت أوفنير - باريس -  18/1/2016 الساعة 14:25

أستاذ دكتور بجامعة الأزهر، أسامة نبيل رئيس قسم اللغة الفرنسية، والرئيس الأسبق لشعبة الدراسات الإسلامية والمشرف العام على "مرصد الأزهر"، هذا الكيان الذى أنشأه فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب فى عام 2015 لمناهضة الأفكار المتطرفة فى العالم الإسلامي..

 

- ما هي مهمة مرصد الأزهر؟

* صرح أسامة نبيل: تم إنشاء مرصد الأزهر في شهر أبريل 2015 لتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة الأفكار المتطرفة للجماعات الإرهابية التي تنشر الفوضى في العالم باسم الدين. كما يهدف المرصد أيضًا إلى حماية الشباب المسلم، والمسلمين الجدد من أن تجندهم الجماعات الإرهابية باسم الجهاد والبيعة.

* كما ينشر المرصد بشكل دوري تقارير حول الإسلام والمسلمين في العالم: حول الإسلام والفنون وحول الإسلام والديمقراطية، وعن تعيين الشباب الناشئ فى مناصب عليا....  ويقدم في ختام كل تقرير توصيات تتعلق باحتياجات المسلمين سواء في شكل آراء دينية مبنية على عمليات بحثية، أو في شكل تحذير من الأفكار المنحرفة لجماعة أو لتيار يتبنى العنف.

 

- ما هي علاقة المرصد بجامعة الأزهر، ومكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر؟

* أجاب أسامة نبيل: مقر المرصد هو مشيخة الأزهر (أى المقر الذى يوجد فيه شيخ الأزهر). والباحثون الذين يعملون بالمرصد تم انتدابهم - فى أغلبهم - من جامعة الأزهر التي هي بدورها أحد قطاعات الأزهر، كما تم تعيين آخرين، وتم انتداب مسئولي الوحدات باللغات الأجنبية وانتدابي أنا شخصيًا من جامعة الأزهر للعمل بالمرصد. وتجدر الإشارة إلى أن جميع العاملين بالمرصد يتقنون اللغات الأجنبية وملمون بالعلوم الدينية، ويعملون بإرادة قوية : ويعلمون إنهم مهددون، لكنهم على قناعة بأنهم يؤدون واجبهم. لا يمكن أن نعيش مكتوفي الأيدي.

وسيلحق بفريق العمل مترجمون، ويتيح لنا ذلك نشر مزيد من التقارير بسبع لغات أجنبية (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والسواحيلية والأوردية والفارسية). ويعد هذا العمل مهمًا للرد على استراتيجيات داعش المتقدمة : ينشر أعضاء التنظيم يوميًا مقالات بكل هذه اللغات من خلال مواقع مختلفة... وسيصدر مرصد الأزهر قريبًا كتابًا يحلل ويفضح الخطاب الداعشي وفقًا لصحيح الدين، وسيترجم هذا العمل إلى سبع لغات.

 

-  لقد رأيت قريبًا أن المرصد اتخذ موقفًا من "زواج المتعة" (ألم يكن هذا بيانًا من الأزهر تم بثه من خلال المرصد؟)، وقد اتخذ المرصد أيضًا موقفًا من صورة الإسلام التي تنشرها باقة القنوات الفضائية على النايل سات، والذى أثار جدلًا مع الكنيسة القبطية... ما هي الموضوعات التي يتاح للمرصد التحدث فيها؟ وما هي أهليته فى ذلك؟

* قلنا إن المرصد هو أحد قطاعات الأزهر ويدلى بآراء دينية يتم مراجعتها وإقرارها من لجنة شرعية بالمشيخة. وسبق وأن أكدنا على فتوى تحريم زواج المتعة.

* أما فيما يتعلق بقناة الحياة المسيحية, فإن المرصد لاحظ أنها تقدم برامج ضد الإسلام تعتمد على أكاذيب خطيرة تمس جوهر الإسلام وتهدد الوحدة الوطنية وروح المؤاخاة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ومن أجل هذا ناشد مرصد الأزهر الكنيسة القبطية في مصر لتصحيح هذا الاتجاه المضلل الذي تتبناه هذه القناة.

 

- كيف تفسرون انتشار التطرف في العالم العربي والإسلامي؟ وكيف يمكن مواجهته؟

* أسباب التطرف في العالم العربي الإسلامي متعددة، منها:

- الجهل والفرقة بين بعض التيارات الإسلامية.
- التفسير الجيوسياسي للنصوص المقدسة والذي يهدف إلى استغلال الشباب وإسقاط أنظمة سياسية.
- الثروة البترولية التى يمتلكها العالم العربي.

* المرصد هو أحد الآليات التي يواجه بها الأزهر التطرف. فهو يقدم الأدلة النصية غير أن جميعها ليست مترجمةً إلى اللغات المختلفة. وأعتقد أن تعاون المجتمع الدولي مع الأزهر أصبح ضرورة لمواجهة العدو المشترك الذي هو الإرهاب بكافة صوره. لدينا القدرة البشرية والبحثية: لماذا لا تتعاون فرنسا معنا من الناحية الفكرية واللوجيستية؟ بصفة عامة، يتناول الباحثون الفرنسيون المشكلة من الجانب العسكري والسياسي... ونحن نحاول مواجهة الفكر الداعشي

                                                                         

حوار أجرته آن بنديكت أوفنير 

طباعة