مما لا يخفى على أحد أن الأزهر الشريف أصبح محط أنظار الصحف والوكالات الإخبارية العالمية وتورد تصريحات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أولاً بأول باعتبار الأزهر المؤسسة السنية الأكبر والأعرق في العالم الإسلامي. كما تركز العديد من الصحف مواقف الأزهر إزاء مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية إزاء ما يحدث في مختلف بقاع العالم من اعتداءات تُقترف باسم الدين، وتشير إلى مجهودات الأزهر للتصدي لمثل هذه الأعمال، وكشف زيف ما تدعي به الجماعات التي تستخدم الدين ستارا لأعمالهم البشعة التي تدينها جميع الأعراف والأديان السماوية.
وبالتالي، لم تكن الصحف الناطقة بالإسبانية بمنأى عن مواقف وتصريحات هذه المؤسسة العريقة، بل قامت برصد ما يصدر عن مؤسسة الأزهر وتنشره على مواقعها الإخبارية تباعاً، وتُشيد في الوقت ذاته بالمبادرات التي يقوم بها الأزهر لنبذ العنف والحث على المصالحة والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع على اختلاف معتقداتهم وثقافاتهم؛ وللتأكيد على الدور الذي يقوم به الأزهر باعتباره منارة العلم في العالم الإسلامي وحاضنة السلام العالمي الذي تسعى إلى نشره في ربوع العالم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر فيما يلي مجموعة من الأخبار والإدانات التي تناقلتها الصحف والوكالات الإخبارية الناطقة بالإسبانية عن موقف مؤسسة الأزهر أمام بعض الأحداث.
فقد سلطت صحيفة "لابانجوارديا" الإسبانية -ذات الانتشار الواسع- الضوء على إدانة الأزهر الشريف للهجوم الإرهابي الذي وقع على المسجد الكبير بمدينة "كيبيك" الكندية مساء الأحد التاسع والعشرين من يناير الماضي، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح تسعة عشر آخرين من بينهم خمسة حالتهم خطيرة سقطوا جرّاء إطلاق نار عشوائي نفّذه مجهولان ضد مجموعة من المسلمين. وأوردت الصحيفة إعلان الأزهر عن تضامنه الكامل مع مسلمي كندا ضد هذه الاعتداءات الإجرامية والتي تضر بأمن وسلامة المجتمعات. وتابعت الصحيفة القول بأن مؤسسة الازهر أكدت على أن مثل هذه الاعتداءات تعمل على إثارة الكراهية وإشعال فتيل الفتن بين أبناء الشعب الواحد وإحداث حالة من الفوضى وخلق أرض خصبة لانتشار الإرهاب والتعصب والتطرف. وأشارت الصحيفة مطالبة الأزهر بضرورة حماية المقدسات الدينية الخاصة بجميع الأديان، وفي الوقت ذاته تقدم الأزهر بخالص تعازيها لأسر الضحايا والمصابين.
وفي السياق ذاته ثمنت "وكالة الأخبار الكاثوليكية" بالأرجنتين دور الأزهر وإدانته للهجمات التي تعرض لها المسيحيين خلال الآونة الأخيرة. حيث ذكرت الصحيفة أن الأزهر يدين بشدة جميع أعمال العنف التي تُقترف باسم الدين ضد المسيحيين حول العالم حيث ورد ذلك في المؤتمر الدولي الذي عُقد بالقاهرة تحت عنوان (الحرية والمواطنة: "التنوع والتكامل") بمشاركة ما يقرب من 600 شخصية مسيحية ومسلمة من 50 دولة حول العالم، وأشارت الصحيفة إلى البيان الختامي الذي ألقاه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
كما تابعت الصحف الإسبانية إدانة الأزهر للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الكاتدرائية المرقسية المصرية بالعباسية، وأشادت بدور الأزهر باعتباره المؤسسة السنية الأكبر حول العالم وذكرت أن الأزهر أدان بشدة الحادث الإرهابي الذي تسبب في إزهاق أرواح العشرات من الأبرياء، الأمر الذي يعكس اهتمام الصحف الأجنبية بتسجيل موقف الأزهر إزاء هذه الحوادث التي لا تمت بصلة إلى أي أعراف أو أية ديانات.
وفي السياق ذاته، تابعت الصحف الإسبانية إدانة الأزهر لمقتل راهب مصري على يد تنظيم داعش الإرهابي في سيناء وقامت بنشر بيان الإدانة الذي أكد فيه الأزهر على أن هذا العمل الإرهابي يتعارض مع جميع الأعراف ومبادئ الإسلام الحنيف وجميع الأديان السماوية. كما قامت الصحف الإسبانية بتسليط الضوء على إدانة الأزهر لجميع ما يحدث من أفراد الجيش المصري من اعتداءات على يد تنظيم داعش الإرهابي وغيرهم.
وتحت عنوان: "مؤسسة الأزهر تدين مقتل ثلاث مسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية"، ذكرت صحيفة "إلدياريو" الإسبانية إدانة الأزهر لمقتل ثلاثة طلاب على يد إرهابي أمريكي بدافع العنصرية وكراهية الأجانب والمسلمين. وأعربت الصحيفة عن حزن مؤسسة الأزهر لهذا الحادث الأليم. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزهر وصف هذا الاعتداء بالغاشم الجبان مؤكداً على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له. كذلك سلّطت الضوء على مطالبة الأزهر السلطات الأمريكية بسرعة اتخاذ اللازم للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث مرة أخرى.
وتحت عنوان: "المؤسسة السنية الأعرق تدين بشدة الحادث الإجرامي الذي أودى بحياة ما يقرب من 84 قتيلاً وأكثر من 120 جريح بمدينة نيس الفرنسية"، سلّطت صحيفة "إلتيمبو" الإسبانية الضوء على إدانة الأزهر لهذه الحادثة وأشارت إلى البيان الذي ألقاه الأزهر بشأن هذه الواقعة، والذي أكد فيه على رفضه التام لجميع أعمال العنف والإرهاب، وعلى أن هذه العمليات الإرهابية لا تمت إلى الإسلام ولا بالأديان السماوية بأي حال، كما أنها تتنافي مع جميع الأعراف والقيم والمبادئ الإنسانية. وفي الوقت ذاته أشارت إلى مناشدة الأزهر ضرورة تضافر الجهود للقضاء على الإرهاب وحماية العالم من جميع أنواع العنف.
الجدير بالذكر أن صحيفة "إلكوميرثيو" الإسبانية اهتمت بتسجيل موقف الأزهر عن مقتل الطيار الأردني على يد تنظيم داعش الإرهابي، حيث جاء في مقال تحت عنوان: "العالم العربي والإسلامي يدين مقتل الطيار الأردني"، حيث أشارت إلى أن الأزهر الشريف باعتباره المؤسسة السنية الأعرق في العالم الإسلامي أدان الحادث بشدة وأكد على أن تنظيم داعش يستحقون القتل والصلب أو أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو أن يُنفوا من الأرض وفقاً لما أقرّه القران الكريم في حق كل من يحارب الله ورسوله.
كما نقلت وكالة "إيفى" الإسبانية إدانة الأزهر للاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مجموعة ركاب بأحد القطارات في ألمانيا في وقت سابق، وأشادت الصحيفة بإدانة الأزهر لجميع أعمال العنف والإرهاب بجميع أشكاله. كما نقلت في الوقت ذاته تصريحات مفتي الديار المصرية في هذا الصدد والذي أدان فيها هذه الأحداث الدامية.
تمثل هذه الإشارات نماذج مختصرة مما ورد في الصحف الإسبانية والتي تتناول موقف الأزهر من الاعتداءات والهجمات الإرهابية التي تُركب باسم الدين. لا شك أن تسليط الصحف الإسبانية على هذه المواقف يعكس اهتمامها بتسجيل موقف أكبر مؤسسة سنية في العالم -هكذا يرد اسم الأزهر في مختلف الصحف-، ولا شك أن هذا الأمر يعده مرصد الأزهر مظهراً إيجابياً حيث ينقل للقارئ أن الأزهر يتفاعل ويتابع كل ما يحدث في أنحاء العالم، وكذلك يعمل على ترسيخ أن المؤسسة الدينية والمعترف بها في جميع أنحاء العالم تسجل موقفاً مباشراً تجاه كافة الأحداث وفي الوقت ذاته تفند الأدلة المشوهة وتقوم المفاهيم المغلوطة، والأهم هو إبراز أن هذه الأفعال لا تصدر عن تعاليم الدين الحنيف.