صناعة الرعب عند تتار العصر

دراسة من إعداد: وحدة رصد اللغة الإسبانية

  • | الثلاثاء, 29 ديسمبر, 2015
صناعة الرعب عند تتار العصر

تمهيد

 انتابت العالم بعد هجمات باريس –في الثالث عشر من نوفمبر الماضي- حالة من الخوف من تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت تهديداته الجميع. وكثيرا ما كانت تطالعنا الأخبار بتسجيلات أو فيديوهات لهذا التنظيم يهدد فيها جميع من يعارضه، وخاصة بعد التحالف الذي كونته الولايات المتحدة لمهاجمته، ولكن هذه التهديدات لم تؤخذ على محمل الجد سوى في الفترة الأخيرة، وتحديدا بعد وصول يد الغدر والإرهاب باسم الإسلام إلى قلب عاصمة أوروبية لواحدة من أقوى دول العالم عسكريا وأمنيا.

لقد تحولت تهديدات التنظيم الإرهابي من مجرد عبارات رنانة غير قابلة للتصديق، من نحو "لن تهنأ أمريكا"، و"سنفتح أوروبا" إلى تهديدات حقيقية بتنفيذ عمليات فردية يقوم بها أفراد يعيشون في نفس الدولة التي يقع عليها التهديد، وهي ظاهرة جديدة أطلق عليها اسم "الذئاب المنفردة"، حيث دأبت الجماعة على دعوة أتباعها الموجودين بهذه الدول إلى قتل من استطاعوا من السكان، وذلك بما توفر لديهم من الأسلحة، حتى وإن كانت "سكين مطبخ".

لقد أطلقت داعش العديد من التهديدات بعد حادث باريس الإرهابي، والذي أودى بحياة 129 مواطنا مسالما غير المصابين دون تمييز بين صغير أو كبير، ولا بين امرأة أو رجل، ولا حتى مسلم أوغير مسلم.. وكان من أبرزها ذلك الفيديو الذي صدر عن التنظيم عقب هجمات باريس يهدد من خلاله ستين دولة من المنضمين لما أسمته داعش"التحالف الدولي" ضدها، من بينها أمريكا وروسيا، وكذلك بعض الدول العربية. وأيضا الفيديو الذي هددت فيه فرنسا بالمزيد من العنف. وقد اقتبست في الفيديو مشهدا عن فيلم سينمائي يصور سقوط برج إيفل، في تلميح إلى ماقد يكون هدفها القادم مقرنة ذلك بالوعيد قائلة: "والقادم أدهى وأمر"[1].

 

هذا الفيديو الأخير الذي أثار جدلا في العالم هو في الأساس من الفيديوهات التي تستخدم في تضخيم صورة التنظيم من أجل بث الرعب في نفوس الشعوب، حيث يتحدث ناطق بالإنجليزية بصوت جهوري عن توسعات التنظيم في الأراضي المسيطر عليها، ثم يعرض صورة بها ستون علماً لدول أجنبية وعربية، مهددا هذه الدول الستين بهجمات قريبة إذا لم يتوقفوا عن دعم أمريكا في هجومها على أراضي "دولته" المزعومة. أما هذه الدول الستين فهي على النحو التالي بحسب ترتيبها في الصورة: أستراليا، والبحرين، وألبانيا، والدنمارك، وبلجيكا، والصين، وكرواتيا، والنمسا، ومصر، وجمهورية التشيك، واليونان، وكندا، واستونيا، وفرنسا، وفنلندا، والعراق، والأردن، وألمانيا، وأيرلندا، والمجر، وهولندا، ونيوزيلندا، ورومانيا، ولبنان، وكوسوفو، وكوريا الجنوبية، والكويت، وإسرائيل، وإيران، وإيطاليا، واليابان، وقطر، ولوكسمبورج، والسويد، وروسيا، والنرويج، والسعودية، وسوريا، وسلوفاكيا، وسويسرا، وليتوانيا، ومقدونيا، والبوسنة والهرسك، وتايوان، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والإمارات، وإسبانيا، وتركيا، وعمان، وأوكرانيا، وتونس، وصربيا، وسلوفينيا، وبولندا، والبرتغال، والمغرب، والمالديف، والمكسيك، ومالطة.

 

 

أما عن ردود الفعل حول هذه التهديدات، فقد اختلفت من دولة لأخرى، فبينما لم تبد بعض الدول المذكورة في التهديد أي تصريحات حول الأمر، أعلنت بعض الدول اتخاذها احتياطات إضافية، ولا يفوتنا هنا أن نذكر رد المواطنين المكسيكيين الذين استقبلوا الأمر بسخرية بالغة.

 

الولايات المتحدة الأمريكية

يتمثل الخطر الواقع على الولايات المتحدة الأمريكية في أن أذرع التنظيم الإرهابي قد امتدت إليه بالفعل –شأنها في ذلك شأن فرنسا- ولم تقتصر على التهديدات الشفهية فقط، وهو بدا واضحا في الحادث الإرهابي الذي وقع في الثاني من ديسمبر عام 2015 في كاليفورنيا وأسفر عن مقتل أربعة عشر شخصا. فقد كان التنظيم الإرهابي قد هدد الولايات المتحدة الأمريكية في فيديو بثه بأنها ستكون محل الهجمات التالية بعد فرنسا وأنهم سيستهدفون جميع دول التحالف ضد الإرهاب ولن يفوتهم الانتقام[2].

 

كما هدد التنظيم-في فيديو مدته أربع دقائق- باغتيال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث جاء فيه: "سنذبحك يا أوباما في قلب نيويورك لأنك خائن. إن تنظيم الدولة هنا، وسيظل دائما في سوريا"[3].

أما عن رد الفعل الرسمي للولايات المتحدة فقد انعكس في تصريحات الرئيس الأمريكي في أعقاب عملية كاليفورنيا، حيث قال إن الولايات المتحدة لن تترك كائنا من كان ليرهب مواطنيها، معلنا أن الولايات المتحدة دولة قوية تستطيع ردع من يهدد أمنها[4].

 

روسيا

وفي رد على الهجمات الروسية في سوريا توعد التنظيم بتنفيذ هجمات داخل روسيا في القريب العاجل وتحويلها إلى محيط من الدماء، وذلك من خلال فيديو بثه التنظيم عبر الإنترنت باللغة الروسية، هدد فيه بأن رقاب الروس ستهتز تحت سكاكين داعش، مؤكدا أنهم سيسْبون نساءهم ويسترقون أبناءهم[5].

 

بريطانيا

وفي بريطانيا هناك تخوفات من قيام المنتمين إلى داعش من تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد، فضلا عن كونها ضمن الدول الستين المهددة في الفيديو المشار إليه وتزايد القلق بعد أحداث باريس. وقد حذر خبير في شؤون مكافحة الإرهاب من أن تنظيم الدولة الإسلامية يحث أفراده في لندن ممن لم يستطيعوا السفر إلي سوريا والعراق على القيام بهجمات إرهابية هناك، مشيرا إلى احتمالية وجود 450 "جهاديا" في شوارع لندن بعد عودتهم من سوريا. كذلك وجه مدير مكتب مكافحة الإرهاب بلندن رسالة إلي الجيش محذرًا من هجمات محتملة يقوم بها المتطرفون، ذاكرا أن 750 بريطانيًا سافروا إلي سوريا والعراق، عاد منهم 60% على الأقل إلي المملكة المتحدة.

وكرد فعل للحكومة البريطانية صرح رئيس الوزراء أنه سيصدر تعليمات بقتل قادة داعش واستهدافهم مباشرة بعد موافقة البرلمان على شن هجمات جوية على مواقع داعش ضمن خطة التحالف الدولي. [6] كذلك صرحت وزيرة الداخلية البريطانية بأن قوات الأمن تعمل بكامل طاقتها وأكدت على وجود تنسيق كامل مع فرنسا وبلجيكا بشأن الاحتياطات الأمنية؛ كما وعدت بأن الإرهاب أبدا لن ينتصر[7]. 

 

بابا الفاتيكان وإيطاليا

تناقلت وسائل الإعلام الغربية في الثالث عشر من شهر ديسمبر الجاري تهديدات داعش الصريحة لبابا الفاتيكان، وذلك على خلفية إدانته لهجمات باريس الأخيرة، حيث توعد التنظيم بابا الفاتيكان بالقتل وذلك بسبب تصريحاته شديدة اللهجة ضد مقاتلي داعش ووصفه لأعمالهم بالأعمال الوحشية[8].

وكتعقيب من البابا على تهديدات داعش له بالقتل فقد صرح المتحدث الرسمي لمكتب بابا الفاتيكان "ثيرو بينيديتيني" بأنه لن يستخدم قميصا واقيا ضد الرصاص خلال خطابه بمناسبة أعياد الميلاد، ولن يزيد من الإجراءات الأمنية الخاصة بحماية سيارته[9].

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها داعش بابا الفاتيكان، ففي أغسطس من عام 2014 كان البابا قد وصف ما يقوم به تنظيم داعش من قتل بطريقة بشعة لضحاياه بأنه "عنف لا معنى له"؛ فما كان من الجماعة الإرهابية إلا أن وصفته –ردا على ذلك التصريح- بقولها إنه "صانع الأكاذيب".[10]

كما تلقت إيطاليا -معقل الكنيسة الكاثوليكية- تهديداً من داعش منتصف شهر نوفمبر من عام 2015 على لسان المتحدث الرسمي للتنظيم الإرهابي أبي محمد العدناني، وعد من خلاله بفتح العاصمة الإيطالية "روما"، حيث قال العدناني في البيان: "سنفتح روما، ونكسر صلبانكم، ونسبى نساءكم، وإذا لم نصل هذا العصر، فسيصل أبناؤنا وأحفادنا". كما دعا العدناني جميع ما أسماهم "الجهاديين" في العالم إلى قتل المواطنين الغربيين والجنود والسياسيين انتقاما للهجمات التي يشنها الغرب في سوريا[11].

وكرد فعل على هذه التهديدات الخاصة بروما فقد صرح بابا الفاتيكان بتاريخ 18/11/2015 بأن أبواب الكنيسة مفتوحة ولن تُغلق، قائلا: "من فضلكم لن يُغلق أي باب من أبواب الكنيسة وستظل مفتوحة"[12].

كما أشار داعش من قبل إلى العاصمة الإيطالية روما –تحديدا في أكتوبر 2014- في العدد الرابع من مجلة (دابق) التي ينشرها التنظيم باللغة الإنجليزية، وهو العدد الذي وضع له عنوان "الحملة الصليبية الفاشلة" -في إشارة إلى التحالف الدولي الذي كان قد شكّل في هذا الوقت- مصحوبا بصورة لــ"رايته السوداء" ترفرف فوق المسلة المصرية في وسط ميدان القديس بطرس بحاضرة الفاتيكان، مستعملاً برنامج الفوتوشوب.

 

ويُعد وزير العدل الإيطالي "أندريا أورلاند" آخر من نالته التهديدات الداعشية، حيث تناقلت وسائل الإعلام الغربية في 17 من ديسمبر 2015 نبأ تلقيه تهديدا داعشيا، حيث أرسل له التنظيم رسالة تهديد باللغة العربية مرفق بها رصاصتين من سلاح كلاشينكوف. جاء في نص الرسالة: "سنغزو روما وسنقطع رأسك"[13].

 

إسبانيا

في إسبانيا هناك تخوفات كبيرة من تعرض البلاد لهجمات إرهابية من تنظيم داعش؛ وهو ما دعا الحكومة إلى رفع حالة التأهب الأمني بها إلى المستوى الرابع (من خمسة) بعد أحداث تشارلي إيبدو في فرنسا. ولعل إحدى أهم ذرائع داعش لمهاجمة إسبانيا هي الرغبة في استرداد الأندلس، فضلا عن مشاركة إسبانيا في التحالف الدولي ضد الإرهاب، والانتقام من إسبانيا بسبب نجاح قوات الأمن في تفكيك خلايا التنظيمات الإرهابية، حيث تعُد إسبانيا من الدول الرائدة في مجال التصدي للإرهاب المنسوبة للإسلام[14].

وكان أول التهديدات المباشرة لإسبانيا عبارة عن فيديو نشرته داعش في نهاية شهر أكتوبر يتحدث فيه أبو محمد العدناني، وقد نشرت داعش الفيديو هذه المرة مترجما إلى الإسبانية، وهو أمر غير معتادـ وقد أرجع الخبراء ذلك إلى أن التنظيم يحاول عادة التأثير على المتطرفين في الدول التي ينشر بلغاتها، وأنه يتجه الآن إلى التأثير على الشباب الإسباني، حيث كان قبل ذلك ينشر رسائله بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. وقد حمل المنشور تحريضاً على من سماهم التنظيم بالصليبيين والشيعة والملحدين والمرتدين واليهود والكفار، وقد حذّر هؤلاء جميعاً من أنهم سيغلبون ويُحشرون إلى جهنم[15]. سبقت هذا التهديد المباشر عدة تهديدات تتحدث فيها داعش عن دولتها التي ستمتد حتى الأندلس، مثل تلك التهديدات التي جاءت في يوليو باستهداف السجون الإسبانية لتحرير السجناء الإسلاميين الذين يبلغ عددهم حوالي 200 سجين، والتهديد الآخر في أغسطس الذي جاء في فيديو باللغة الإنجليزية بعنوان "نحو الخلافة والدينار الذهبي" وتظهر به صورة قصر الحمراء بغرناطة ومسجد قرطبة في إشارة إلى استرداد الأندلس[16].

كما وُجهت تهديدات لإسبانيا أيضا في عدة مقالات، منها مقال في فبراير باللغة الفرنسية بعنوان "الذئاب المنفردة" تعلن فيه داعش أن من تسميهم "الجهاديين" سيخرجونبالسكاكين إلى شوارع مدريد وتكساس وسيدني.وفي العدد السابع من جريدة دابق التابعة لداعش أعرب التنظيم عن غضبه من عملية الاعتقالات في عدد من الدول الأوروبية ومن بينها إسبانيا، كما أكد أن العمليات الإرهابية التي نُفذت في مدريد عام 2004 ولندن عام 2005 يمكن تكرارها. وفي العدد الثامن من مجلة دابق باللغة الإنجليزية ذكر التنظيم أن العملية التي نفذها في تونس نجحت في إثارة قلق عدد من دول التحالف من بينها إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وانجلترا واليابان وبولندا واستراليا وبلجيكا.كما بث التنظيم رسائل تهديدية باللغتين العربية والإسبانية لقادة الحزب الشعبي–وعلى رأسهم رئيس الحكومة ماريانو راخوي- بوضع متفجرات في مدريد وفي محطة المترو ببرشلونة[17].

 

ألمانيا والسويد

أذاعت داعش باللغة الألمانية لأول مرة فيديو مدته خمس دقائق نشرته جريدة دي فيلت الألمانية، تهدد فيه بهجمات في ألمانيا والنمسا، وأظهر الفيديو العديد من المقاتلين الألمان والنمساويين يقتلون عددا من الرهائن رمياً بالرصاص في مدينة تدمر السورية، ومن بين هؤلاء المتطرفين شخص يدعى أبو عمر الألماني. وفي هذا الفيديو دعا المتطرفون جميع المسلمين في تلك البلدان بقتل "الكفار"، وقال أحدهم مهددا المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل: "أيتها الكلبة القذرة سننتقم لإهانة النبي محمد وسنثأر لتلك الدماء التي أسلتموها ونسيتموها في أفغانستان". وأضاف أنه سينتقم أيضا لمشاركتهم في نقل السلاح إلىسوريا والعراق لمساندة المتمردين على داعش وأن الثأر بات قريبا وسريعاً[18]. 

كما فوجئ المواطنون في مدينة جوتنبرج السويدية، في شهر أكتوبر الماضي، بعبارات على جدران المنازل من نحو: "الخلافة هنا، تحوّل إلى الإسلام وإلا ستقتل". كما أرسل التنظيم رسائل تهديد على هواتف بعض المواطنين في السويد في عدة مدن يخيرهم بين "اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو قطع الرأس".

 

كندا واستراليا وبلجيكا

في تسجيل صوتي مدته اثنتان وأربعون دقيقة تم بثه عبر تويتر، تحدث أبو محمد العدناني معلنا أن التدخل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا سيكون "المعركة الأخيرة ضد الصليبيين" .وجاء في التسجيل الصوتي: "إذا كان بإمكانكم قتل كافر أمريكي أو أوروبي وبخاصة قتل كافر فرنسي مقيت، أو أسترالي أو كندي أو أي كافر ممن يشنون الحرب علينا فتوكلوا على الله واقتلوهم بأية طريقة"

وقد عقبت الحكومة الكندية وقتها على هذه التهديدات بأنه يجب مواصلة العمل مع حلفائها لدرء خطر داعش "ليس فقط من أجل استقرار الشرق الأوسط وإنما من أجل استقرار العالم كله". وجاء في البيان الصادر عن الحكومة الكندية: "على غرار حلفائنا، لن نخشى التهديد، في الوقت الذي يعيش أطفال ونساء الأقليات الدينية في خوف من الإرهابيين"[19].

أما استراليا فقد لحقتها التهديدات في نوفمبر الماضي، وذلك من خلال فيديو احتوى على تهديد مباشر لأربع دول هي أمريكا وكندا واستراليا وبلجيكا حتى يتوقفوا عن قصف المسلمين، وقد جعلت حكومة استراليا البلاد عقب هذا التهديد عند مستوى التهديد (محتمل) وهو المستوى الأوسط من بين خمسة مستويات[20].

كما وضعت بلجيكا تهديدات التنظيم في الحسبان ورفعت حالة التأهب في البلاد إلى الدرجة القصوى كما أوصت المواطنين بتجنب التجمعات في الفترة المقبلة كالحفلات والمحاور الرئيسية [21].

 

 

المكسيك

أما في المكسيك، والتي ظهرت –رغم ضعفها- بين الستين دولة التي هددها التنظيم دفعة واحدة، فقد اختلفت ردود الفعل بها حول هذه التهديدات، ما بين إعلان الحكومة على وجل أنها تعتبر هذه التحقيقات جدية، وبين سخرية من طرف المواطنين[22] الذين يرون أن استهداف داعش لبلدهم لن يزيدها سوءا، كما يسخرون من عدم استعداد سلطاتهم لمثل هذا الهجوم. وبينما لم يصدر الرئيس المكسيكي أي تصريحات حول هذه التهديدات، صرح مفوض الأمن الوطني ريناتو ساليس أن تهديدات داعش هي للعالم أجمع، ولهذا "يجب أن تأخذ المكسيك احتياطاتها".

هذا، وإن كانت المكسيك دولة فقيرة وبعيدة جدا عن مناطق نفوذ داعش، فإن  إدجاردو بوسكال جيا الخبير في الجريمة المنظمة والمدرس بجامعة كولومبيا الأمريكية لا يستبعد أن تنفذ داعش تهديداتها بها، حيث إن المكسيك تمثل مطمعا كبيرا لداعش، وذلك لأن بها مصالح لأوروبا وأمريكا التي تريد داعش ضربها في مقتل[23].

 

الأرجنتين وشيلي

تلقت الأرجنتين على مدار خمسة عشر شهرا تقريبا ثلاثة تهديدات من تنظيم أطلق على نفسه "تنظيم داعش في الجنوب". وجهت هذه التهديدات إلى رئيسة البلاد ورئيس الشرطة الفيدرالية والعديد من الصحفيين في جريدة لا ناثيون، فضلا عن التهديد بشن هجمات إرهابية على مركزي تسوق كبيرين بالأرجنتين، هما مركز أوني سنتر وأباستو[24].

ويرجع المحللون سبب تهديد داعش لرئيسة الأرجنتين إلى صداقتها للبابا فرنسيس واعترافها بالدولة الإسرائيلية[25]. وقد جاء في رسالة التهديد الموجهة إليها -والتي شملت معها أيضا رئيسة شيلي ميشيل باشليه ورئيس الشرطة الفيدرالية الأرجنتينية رومان ديسانتو- ما نصه: "الشيطانة كريستينا فرناندث دي كيرشنر ورومان دي سانتو وميشيل باشليه أهداف مباشرة لنا،وذلك بسبب قيادتهملدول تتصادم مع طموحاتنا، إن دي سانتو كان على وشك الموت في مناسبتين إلا أن الأمر العلوي لم يأت بعد...سفك دماء "الكفار" هو نجاح للإسلام في جميع أنحاء العالم، ونحن على وشك بداية عهد جديد"[26].

وكرد فعل على تلك التهديدات، ذكرت فرناندث أن وزارة الأمن وأجهزة الاستخبارات تتعامل حاليا معها، قائلة بسخرية: "إذا ركزت في هذه التهديدات، فسيتعين علي أن أختبئ تحت السرير"[27]. كما دعا وزير خارجية شيليإيرالدو مونيوثإلي الهدوء وعدم "التقليل أو التهويل" من تهديد تنظيم داعش الإرهابي ضد رئيسة بلاده. وأضاف: "التهديد المزعوم لا يمكن تجاهله، ولهذا فإن هناك اتصالات مستمرة مع وزير الداخلية خورخي بورغوس لمناقشة هذه المسألة"[28].

 

 

 

دول الكاريبي

شملت تهديدت داعش الإرهابية منطقة جزر الكاريبي، حيث دعا أفراد من تنظيم داعش في الكاريبي المسلمين في هذه الجزر إلى حمل الأسلحة ومهاجمة السياح "الكفار" الذين يزورنها. وقد نشر التنظيم فيديو يظهر فيه رجل يدعى أبو خالد ومعه ثلاثة أطفال، يدعو المسلمين في جزر ترينيداد وتوباجو إلى قتل المسيحيين قائلا: "أنا لا أستطيع أن أجلس ساكنا وأترك أولادي يكبرون بأرض مثل هذه حيث لا يستطيعون تطبيق الإسلام".

ويأتي هذا التهديد في أعقاب قيام قراصنة معلومات تابعين لداعش باختراق أجهزة الحاسب الآلي الحكومية التابعة لجزر جامايكا، وسان فيثنتي وجراناديناس؛ وقد سبب هذا قلقا في أوساط السلطات المحلية لهذه الجزر، التي اعترفت بقلة الموارد المتاحة لها لمواجهة تهديد إرهابي[29].

 

الهند والصين

ولم تكتف داعش بتهديد أوروبا وأمريكا، بل امتدت تهديداتها إلى الهند ودول أسيوية أخرى، حيث أصدر تنظيم داعش الإرهابي على موقعه الرسمي الناطق بالأردية في الأول من ديسمبر فيديو يتعهد فيه بتوسيع حربه على الهند، حيث أعلن التنظيم اعتزامه التوسع خارج حدود سوريا والعراق، وهذا التوسع يشمل الهند وباكستان وبنغلاديش وأفغانستانوعدة بلدان أخرى. اعترض الفيديو كذلك على الأوضاع السياسية في الهند وما يقوم به الهندوس من قتل للمسلمين لأنهم يأكلون لحم البقر، وأكد أن من يمول هذه المنظمات الهندوسية المتطرفة هى منظمات حاقدة على الإسلام تريد القضاء عليه وعلى المسلمين.

كما صرح تنظيم داعش في الفيديو أن رئيس الوزراء نريندرا مودي يسعى إلى تشكيل قومية هندوسية متطرفة وأنه شخص يعبد السلاح، وأنه يخطط لشن حرب مستقبلية ضد المسلمين، ولهذا فإن التنظيم "لديه مخططات لتجنيد المزيد من الجنود والميليشيات المسلحة التي تستطيع شن هجمات"، كما أعلن أن معارك تنظيم داعش سوف تشتعل في كل بلدان العالم فهم يسعون لقتال النظام العالمي الجديد- تنظيم المسيح الدجال- في كل أرض وفي كل مكان ".

ثم تحدث عن استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في الهجوم والقتال والتي تتمثل في تنفيذ الهجمات في أماكن العدو ثم الاختباء؛ مما يجعل الدول تفقد ملايين أو بلايين الأموال على التحقيقات وتغلق مدنها الرئيسة خوفا من وقوع المزيد من الهجمات". واستدل بهذا على أن باريس بعد الهجوم الذي وقع عليها تكلفت 53 مليون يورو من أجل أن تقبض على 20 شخصا يحملون أسلحه تكلفتها فقط بضعة دولارات"[30] .

أما عن الصين فقد نشر تنظيم داعش مؤخرا أغنية دعائية باللغة الماندرينية الصينية يحث فيها المسلمين على حمل السلاح ضد أعدائهم والقتال في سبيل الله.. والماندرينية هي اللغة الأكثر استخداما في الصين ويتحدث بها مجموعة عرقية تضم أكثر من 10 مليون نسمة معظمهم من المسلمين المعتدلين وهي أيضا اللغة الأم لمجموعة عرقية من المسلمين الأتراك الذين يسعون للانفصال. وكان التنظيم قد أعلن عن إعدامه للرهينة الصيني الذي كان محتجزا لديهم، ما أعقبه إعلان وزير الخارجية الصيني تهديد بلاده بمعاقبة تنظيم داعش جراء قتل هذا المواطن الصيني[31].

ولا غرابة في استهداف داعش للشباب الصيني بالرغم مما يفصل بين الصين وتنظيم داعش من أراض ومحيطات، لأنه ربما يكون الهدف المباشر من هذه الرسالة عن طريق الغناء باللغة الصينية هو استقطاب بعض الشباب المسلم في الصين للقيام بأعمال إرهابية كذئاب منفردة كما حدث في دول أخرى وليس بالضرورة السفر للانضمام لداعش. ولذا لا ينبغي الاستهانة بما تحويه هذه الرسالة من تهديد.

 

الكيان الصهيوني

أما عن الكيان الصهيوني والذي لم نر أي هجمة من التنظيم الإرهابي عليه منذ إنشاء هذا الأخير حتى الآن، فقد نشر التنظيم بعض الفيديوهات يهدده فيها بالهجوم، ولعل هذه التهديدات للكيان تأتي ذرا للرماد في العيون بعد أن كثر الحديث في جميع أنحاء العالم حول هذا التنظيم الذي يتخذ الإسلام حجة له، تحت شعارات من الدفاع عن المسلمين المستضعفين، تاركا الفلسطينيين ضحية لوحشية هذا الكيان.

كان التنظيم قد بث في 26 من ديسمبر الجاري تسجيلا جديدا له يجدد فيه زعيمه أبو بكر البغدادي تهديد داعش بشن هجمات على إسرائيل مؤكدا: "كل يوم سنكون أقرب إليكم بعون الله وستجدوننا قريبا في فلسطين فحربنا ليست ضد الصليبيين فحسب... لم ننس فلسطين كما يظن الإسرائيليون ولو للحظة واحدة" مضيفا: "الله أراد أن يجتمع اليهود في أرض واحدة لتسهل الحرب ضدهم وواجب على كل مسلم أن يجاهد في فلسطين" [32].

ويضاف إلى ذلك الفيديو الذي نشره التنظيم من قيل، وفيه يتحدث أحد أعضائه العبرية بطلاقة، مهددا الإسرائيليين واليهود بالقضاء عليهم. وذكر المتحدث في الفيديو أن هذا تصريح هام وجاد لليهود العدو الأول للمسلمين. كما ذكر أن الأراضي الإسلامية التي غزاها اليهود لم يتم استعادتها بعد وأن الحرب الحقيقية لم تبدأ حتى الآن، وكل ما مضى يمكن اعتباره لعبا. استخدم الشاب الملثم في الفيديو مفردات أكثر ملاءمة للشباب في تل أبيب ذاكرا أنه في القريب العاجل لن يكون هناك يهودي على الأراضي الفلسطينية، واصفا اليهود بأنهم مرض. وفي العبارة الأكثر تهديدا ذكر أنه في أقرب وقت سيقدم إليهم عشرات الآلاف من جميع أنحاء العالم لذبحهم والقضاء عليهم بلا رجعة وهناك الآلاف سيتوجهون إليهم من الشمال والجنوب ومن سيناء ومن دمشق.

 وقد حاولت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التأكد من صحة المقطع ولكنها اشتبهت في أن يكون القائم بهذا الفيديو واحدا من "الأربعين عربيا مسلما الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية والذين سافروا إلى سوريا في السنوات الأخيرة". [33]

 

نتائج الدراسة

من كل ماسبق، نلاحظ أن منهج داعش في هذه التهديدات يعتمد على استخدام فيديوهات ذات طابع هوليودي، حيث المؤثرات البصرية، والأصوات الخلفية التي تبعث الرهبة، مع استخدام عبارات تبعث على الذعر مثل التهديد بسبي النساء والأطفال وسلب الأموال، وعرض مشاهد ذبح ودهس وإعدامات عشوائية ودماء متناثرة.. إن السعي لاكتساب صيت أو نفوذ عالمي من أجل قيادة فكرة الجهاد الإسلامي والتفوق على القاعدة في هذا الأمر يعد من أهم دوافع التنظيم وراء مثل هذه التهديدات في تلك الدول على كثرتها.

ويعتمد داعش فيما يبثه من تهديدات على أن يكون التهديد –في أغلب الحالات- بنفس اللغة التي تتحدثها الدولة الموجه لها التهديد، وعبر أشخاص ينتمون إلى تلك الدولة، ويتحدثون لغتها بطلاقة لا تليق إلا بمن هي لغته الأم، مستغلا وجود أتباع له من 86 دولة حول العالم. وهو يقصد من ذلك التأثير –من ناحية- على المسلمين الذين ينتمون إلى الدولة المعنية بإغرائهم بالانضمام إليه، ومن ناحية أخرى بث الرعب في نفوس الشعوب من خلال التأكيد على أن لديه أتباعا من بني جلدتهم.

ومن الواضح أن داعش قد أعلن الحرب على العالم كله تقريبا، وما ذكرناه من شأن الدول المهددة ليس سوى مثال على تلك التهديدات، إذ لم يسلم أحد تقريبا من تهديدات الجماعة التي شملت مختلف الدول مهما كان انتماؤها أو عقيدتها أو فكرها، ولا حتى من يحسبون أنفسهم على الفكر الإسلامي سلموا من ذلك التنظيم الذي يعد نفسه الممثل الأوحد للإسلام. ولا تقتصر تهديدات داعش –كما لاحظنا- على الدول فقط، وإنما تتعدى ذلك لتشمل رؤساء ووزراء وشخصيات مؤثرة في الدول المختلفة، مما يعني أنه يتابع عن كثب الشأن الداخلي لكثير من الدول.

أما ما يخص ردود أفعال الدول حول تلك التهديدات، فقد أعلنت معظمها تشديد إجراءات الأمن، مثل أستراليا التي رفعت مستوى الخطر إلى المستوى الأوسط، وإسبانيا التي رفعت درجة التأهب إلى المستوى الرابع من خمسة، وإيطاليا التي كثفت قواتها الأمنية في الفاتيكان، وبريطانيا التي أكد رئيس وزرائها أن قوات الأمن بها تعمل بأعلى كفاءة لها.وكما اختلفت ردود أفعال الدول المختلفة، فقد اختلفت كذلك ردود أفعال الشخصيات التي هددها التنظيم، ما بين من تناولها بالسخرية، مثل رئيسة الأرجنتين، ومن رفع مستوى الحذر وشدد الإجراءات الوقائية مثل رئيس الولايات المتحدة.

ردود الأفعال الدولية هذه، والتي جاء معظمها- كما رأينا- باتخاذ إجراءات احترازية، تعطينا لمحة عن مدى تأثير تلك التهديدات الإرهابية وإثارتها الرعب في كل مكان، مما أدى إلى فزع عمّ العالم بأجمعه. وهكذا نجد أن شر هذا التنظيم لم يعد قاصرا على الأماكن التي فرض سيطرته عليها، وإنما امتد لدول تقع في النصف الآخر من الكرة الأرضية.

إن لغة التهديد التي نراها في رسائل داعش للدول والقادة والمواطنين الآمنين والتي تهدف إلى بث الرعب في نفوس البشر غير معروفة في تاريخ الحضارة الإسلامية، التي ما أرسل معلمها وهاديها بالسيف رحمة للعالمين -كما قال أحد جزّاري الجماعة- وإنما أرسل بالعلم والهدي رحمة للعالمين؛ إذ لم يثبت عن نبي الرحمة –صلى الله عليه وسلم- أنه ذبح أحدا أو أحرق أحدا محاربا كان أو أسيرا، بل ثبت عنه أنه ما جهز جيشا إلا أمر جنوده بقوله: "ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء". فأوجب بذلك رحمة الإسلام بالبشر والشجر والجماد والحجر.

وعندما أساء أحد اليهود الأدب في حديثه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إليه سيدنا عمر -رضي الله عنه- وعيناه تدوران في وجهه من الغضب، ثم قال: يا عدو الله! أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع ما أرى؟! والذي بعثه بالحق، لولا ما أُحاذر من لومه لضربت بسيفي هذا رأسك. فيرتعد اليهودي ويخاف ويضطرب، وإذا بالنبي ينظر إلى عمر ويبتسم في سكون وتؤدة، ثم يقول: (يا عمر! أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك؛ أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن الطلب، اذهب يا عمر! فأعطه حقه، وزده عشرين صاعاً جزاء ما روعته). فالنبي يرفض ترويع اليهودي رغم أنه أساء الأدب، ويأمر الفاروق أن يعطيه حقه وزيادة ليعوضه عن الرعب الذي أصابه، وليعلمنا أن الإسلام لا يقبل بتخويف المواطنين الآمنين.

وللحق فإننا ربما لا نجد لفكر داعش المنحرف الذي يتفنن في صناعة الرعب مثيلا في تاريخ البشرية كلها سوى في رسائل التتار. فرسائل داعش التي عرضناها فيما سبق ليست سوى استنساخ لرسالة زعيم التتار هولاكو لمظفر الدين قطز، والتي جاء فيها: (إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم. قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكر، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب، فأي أرض تؤويكم، وأي طريق تنجيكم، وأي بلاد تحميكم؟! فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع).

وأخيرا نقول إن تهديدات هذه الفئة الباغية لم تعد تقتصر على دولة بعينها أو منطقة دون غيرها، فقد طغى التنظيم الإرهابي وبغى وأفسد في الأرض حتى لم يعد هناك سبيل لردعه سوى تضافر جميع الجهود الدولية من أجل تخليص العالم من شره ليعيش الناس في هذه الأرض مطمئنين على أنفسهم وعقيدتهم. ولا نبغي أن نغفل أن القضاء على تنظيم وحشي كتنظيم داعش لا يعني أن ينعم العالم بالأمن والسلم، فلم يكد العالم يطمأن إلى انكسار تنظيم القاعدة حتى استيقظ على خطر جديد يُدعى "داعش" بل ربما ظهر غيره من التنظيمات الأشد تطرفا.. إن الحماية الحقيقية تكمن في إعداد جيل من شباب المستقبل على درجة من الوعي والحكمة يستطيع أن يتفهم معاني الخير والحق التي تتبناها كل الأديان ولو كانت غير سماوية وأن يدرك الجميع جيدا أن كل قتل أو عنف باسم أي دين ما هو إلا ستار لتحقيق مصالح أخرى؛فاستئصالالفكر المتطرف أبقى من الاكتفاء باستئصال جماعة بعينها. ‏إن تهديد الغير والتعدي عليه بأي نوع من أنواع التعدي هو أمر مخالف لشريعة الإسلام التي ترفض أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين بغير حق، بل إن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم شدد على إنكار التهديد بالسلاح ولو بالمزاح حيث قال (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي) وكيف لا والإسلام يدعو إلى التعايش السلمي، فهو دين رحمة وإفشاء سلام؛ دين يعظم قدر الأمن ويعتبره أحد مقومات الحياة الرئيسة حيث يقول المصطفى:) من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)، دين يوجب العدل مع المسلمين ومع غير المسلمين، حتى لو لم يكونوا معاهدين أو مستأمنين أو أهل ذمة، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). 

وحدة رصد اللغة الإسبانية

 

[1]داعش يهدد فرنسا ويعرض تفجير برج إيفل في فيديو جديد (جريدة لوبس الفرنسية15/11/2015).

http://tempsreel.nouvelobs.com/en-direct/a-chaud/12670-attaquesparis-daech-nouvelle-video-propagande-islamique.html

[2]داعش يهدد الولايات المتحدة وحلفاءها (سي إن إن بالإسبانية 16/11/2015)

http://cnnespanol.cnn.com/video/cnnee-brk-levy-isis-threat-us-paris-attack-2/

[3]داعش يهدد بقتل أوباما (اونيبيسيون الإسبانية 16/12/2014)

http://www.univision.com/noticias/noticias-del-mundo/el-estado-islamico-amenaza-con-matar-a-obama

[4]أوباما بعد اعتداءات كاليفورنيا: لن نسمح بإرهاب مواطنينا (لا ناثيون الأرجنتينية 5/12/ 2015)

http://www.lanacion.com.ar/1851755-no-nos-dejaremos-aterrorizar-dice-obama-tras-el-atentado-en-california

 

[5]داعش يهدد روسيا بتحويلها إلى محيط من الدماء (الموندو الإسبانية 12/11/2015)

http://www.elmundo.es/internacional/2015/11/12/5644bc1f268e3e15378b4653.html

 [6]ديفيد كاميرون سوف يأمر بقتل قادة داعش في حال ما إذا حصل على موافقة من أعضاء البرلمان بشن هجمات جوية (سي إن إن 29/11/2015)

http://www.thesundaytimes.co.uk/sto/news/uk_news/National/Terrorism/article1639178.ece?CMP=OTH-gnws-standard-

[7]مخاوف بريطانية من تنفيذ عمليات إرهابية علي غرار هجمات باريس وذلك لوجود 450 "جهاديًا" طليقًا بالمملكة المتحدة (صن داي اكسبريس 16/11/2015)

http://www.express.co.uk/news/uk/619639/450-jihadis-UK-homegrown-terrorists-copycat-attacks-ISIS-Paris

[8]داعش يهدد البابا ويتوعد بفتح روما (إكسبرس البريطانية 13/12/2015)

http://www.express.co.uk/news/world/626279/ISIS-threat-to-POPE-Fears-for-Holy-Father-as-terror-nuts-plot-Rome-massacre

[9]البابا لن يرتدي واقي ضد الرصاص عقب تهديدات داعش بقتله" (أر تي الروسية بالإسبانية 16/12/2015)

https://actualidad.rt.com/ultima_hora/194368-papa-francisco-pondra-chaleco-antibalas

[10]داعش يهدد البابا ويتهمه بأنه صانع الأكاذيب (لا جاثيتا الإسبانية 19/12/2015)

http://www.lagaceta.com.ar/nota/605006/mundo/isis-amenaza-francisco-lo-acusa-ser-portador-falsas-verdades.html

[11]تهديد داعشي جديد لإيطاليا يقول: سنفتح روما (لا برينسا الإسبانية 18/11/2015)

http://www.laprensa.hn/mundo/902665-410/la-nueva-amenaza-de-isis-a-italia-conquistaremos-roma

[12]رد فعل بابا الفاتيكان على تهديدات داعش : ستظل أبواب الكنيسة مفتوحة. (إنفوباى الأرجنتينية 19/11/2015)

http://www.infobae.com/2015/11/19/1770810-francisco-respondio-las-amenazas-isis-no-blindemos-la-iglesia

[13]"وزير العدل الإيطالي يتلقى رسالة تهديد من داعش" (لا راثون الإسبانية 17/12/20105)

http://www.la-razon.com/mundo/italia-andrea_orlando-amenaza-EI_0_2400959935.html

[14]العمليات الأمنية ضد "الجهاديين" تجعل إسبانيا محط أنظار المتطرفين (الباييس الإسبانية 14/11/2015)

http://politica.elpais.com/politica/2015/11/14/actualidad/1447530152_330744.html

[15]تنظيم داعش ينشر نصاً بالإسبانية يدعو فيه إلى الجهاد (لا راثون الإسبانية 26/10/2015)

http://www.larazon.es/internacional/estado-islamico-difunde-en-espanol-un-texto-donde-llama-a-hacer-la-yihad-FE11046751

تقرير عن تهديدات الجماعات المتطرفة لإسبانيا (آه بي ثي الإسبانية 2/11/2015)

[17]خطاب تهديد لإسبانيا (بينتي مينوتوس الأسبانية 26/10/2015)

http://www.20minutos.es/noticia/2589389/0/detenidos-amenaza/yihadista-bombas/sede-pp/

[18]داعش تهدد ميركل وجمهورية ألمانيا (جريدة دي فيلت الألمانية 5/8/2015)

http://www.welt.de/politik/deutschland/article144841240/IS-droht-Merkel-und-Deutschland-in-Mord-Video.html

[19]داعش يهدد "الكفار" الكنديين مؤكدا أنه يجب قتلهم (نوتيثياس مونتيريال 22/9/2014)

http://noticiasmontreal.com/136637/canada-estado-islamico-amenazas-isis-ciudadanos-civiles-coalicion-estados-unidos-harper/

[20]وزارة الخارجية البريطانية تضع إسبانيا وفرنسا وسوريا والعراق على نفس مستوى خطر التعرض للإرهاب (لا انفورماثيون الإسبانية 1/7/2015 )

http://noticias.lainformacion.com/mundo/el-foreign-office-situa-al-mismo-nivel-de-riesgo-terrorista-a-espana-francia-siria-e-irak_wm0tV6wQ2vPCb57QLD2Mq/

[21]أعلى درجات التأهب الأمني في بلجيكا بسبب التهديد الإرهابي المحتمل (إنفوباي20/11/2015)

http://www.infobae.com/2015/11/20/1771318-maximo-nivel-alerta-belgica-la-amenaza-inminente-terrorista

[22]فيديو لمكسيكيين يسخرون من تهديدات داعش (موقع إخباري ناطق بالإسبانية 1/12/2015)

http://www.sdpnoticias.com/sorprendente/2015/12/01/video-mexicanos-se-burlan-de-amenazas-del-estado-islamico

[23]من المحتمل أن تتعرض المكسيك لهجمات (ثوكالو المكسيكية 1/12/2105)

http://www.zocalo.com.mx/seccion/articulo/probable-que-mexico-sufra-actos-terroristas-1449020852

[24]ثلاثة تهديدات للبلاد على مدى 14 شهر ( لا ناثيون الأرجنتينية 30/10/2015)

http://www.lanacion.com.ar/1841276-durante-los-utlimos-14-meses-hubo-tres-amenazas-terroristas-en-el-pais

[25]رئيسة الأرجنتين تتلقى تهديدا إرهابيا (إل أونيبرسو الإسبانية 24/5/2015)

http://www.eluniverso.com/noticias/2015/05/24/nota/4910001/presidenta-argentina-recibe-supuesta-nueva-amenaza-estado-islamico

[26]داعش تهدد بقتل رئيسة شيلي (كلارين الشيلية 24/5/2015)

http://www.elclarin.cl/web/noticias/politica/15771-el-estado-islamico-amenaza-de-muerte-a-las-presidentas-michelle-bachelet-y-cristina-fernandez.html

 

[27]اليوم الذي توقعت فيه كريستينا كريشنر نهاية داعش ( إنفوباي 14/11/2015)

http://www.infobae.com/2015/11/14/1769782-el-dia-que-cristina-kirchner-dudo-isis-y-pronostico-su-fin-2015

[28]تهديدات بالموت لرئيستي الأرجنتين وشيلي ( الموندو 25/5/2015)

http://www.elmundo.es/america/2015/05/25/55631b2f22601d735b8b457f.html

[29]داعش في جزر الكاريبي (رليخيون إن ليبرتاد 10/11/2015)

http://www.religionenlibertad.com/estado-islamico-en-el-caribe-45929.htm

[30]داعش تستعد للحرب ضد المسلمين (موقع جنستا الهندي 3/12/2015)

http://www.jansatta.com/national/islamic-state-manifesto-vows-to-expand-war-to-india/52425/

[31]الصين تهدد بمعاقبة داعش إثر إعدام التنظيم رهينة صينيا. (نويبو دياريو الإسبانية 19/11/2015)

http://elnuevodiario.com.do/app/article.aspx?id=453190


داعش يحث مسلمي الصين على الجهاد بنشيد باللغة الصينية. (روسيا اليوم بالإسبانية 8/12/2015)

https://actualidad.rt.com/actualidad/193610-cancion-propagandistica-estado-islamico-china

داعش يغني من أجل الجهاد في الصين.(الموندو الإسبانية 10/12/2015)

http://www.elmundo.es/internacional/2015/12/10/5668724246163f47498b4629.html
 

[32]  البغدادي يتوعد بهجوم وشيك على إسرائيل (الباييس الإسبانية 26/12/2015)

http://internacional.elpais.com/internacional/2015/12/26/actualidad/1451155046_017200.html?id_externo_rsoc=FB_CM

http://www.lavozdemichoacan.com.mx/lider-yihadista-amenaza-a-israel/

[33]للمرة الأولي تنظيم داعش يهدد بالقضاء على الإسرائيليين واليهود (الموندو الإسبانية 24/10/2015 )

http://www.elmundo.es/internacional/2015/10/23/562a52c0e2704eef1e8b45d9.html,dujl

طباعة