مرصد الأزهر يقدم ورقة بحثية بعنوان "دور الدين في الدولة المدنية – مصر نموذجًا" في المنتدى البحثي الألماني- المصري الثالث

  • | الإثنين, 3 يوليه, 2017
مرصد الأزهر يقدم ورقة بحثية بعنوان "دور الدين في الدولة المدنية – مصر نموذجًا" في المنتدى البحثي الألماني- المصري الثالث

قدّم الدكتور محمد عبد الفضيل، منسق عام "مرصد الأزهر"، وعضو مركز الحوار، ورقته البحثية، تحت عنوان: "دور الدين في الدولة المدنية – مصر نموذجًا"، في المنتدى البحثي الألماني- المصري الثالث، والذي تنظمه الأكاديمية الإنجيلية، في مدينة "لوكوم" بألمانيا، بالتعاون مع الهيئة الإنجيلية بمصر.
 
وتناول منسق الأزهر في ورقته البحثية، الفرقَ بين مفهوم الدولة المدنية والدولة العَلمانية، وأسباب تناسُب المفهوم الأول مع الحالة المصرية، كما تناول الدورَ الذي تقوم به المؤسسات الدينية في الحياة المجتمعية العامة بمصرَ، وكذلك تعاطيها مع المؤسسات العامة للدولة، سواء كان في الدور التعليمي والبحثي الذي يقوم به الأزهر، كأقدم مؤسسة دينية تعليمية في العالم، من خلال مدارسه التعليمية وجامعته التي تضمّ كلياتٍ دينيّةً متخصصة، يتخرّج فيها مئات الآلاف من الطلاب المصريين والأجانب، الذين يقومون بعد ذلك بدورٍ تعليميٍّ ودعويٍّ وبحثيٍّ في المجتمع المصري، فضلًا عن عملِ كثيرٍ من خرّيجي كلية الشريعة والقانون في مجال القضاء، كما يظهر هذا التأثير في وظيفة دار الإفتاء المصرية، من خلال عَلاقتها بمؤسسة القضاء، وما يحال إليها من قضايا وتساؤلات سواء من الهيئات الحكومية أو من المجتمع ، وكذلك في الدور المنوطة به وزارة الأوقاف، في التأثير على الوعي الديني، من خلال المساجد، وكذلك الدور التأهيلي والرقابي للأئمة العاملين بها.
 
وأشار البحث إلى أنّ الوظائف التي تقوم بها المؤسسات الدينية، تدلّ على خصوصية الحالة المصرية، من خلال التداخُل الكبير والمؤثّر بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العامة، من جهةٍ، وبينها وبين البِنْيَة الدينية للعقلية المصرية من جهةٍ أخرى، الأمر الذي يجعل الفصل التام بين هذه المؤسسات الدينية والحياة العامة على النمط السائد في بعض دول الغرب، يُمثّل -كما يرى بعض المفكرين المسلمين- إضعافًا للدين وإقصاءً له، ويَحرِم المجتمع من الاستفادة من الطاقة الإيمانية الضخمة، التي يمكن أن تُعدّ عنصرَ ثراءٍ يُغني المجتمع، ويُسهِم في نهضته، ولكن تَبقى هذه الطاقةُ الإيمانية تحت مسئولية المؤسسات الدينية، التي تعمل على توجيه هذه الطاقة الإيمانية وتنميتها، وتقديم الخطاب الديني إليها بما يواكب تطوّرَ العقل المؤمن، مِن ناحيةٍ، والمتأثّر بالطبع بظروف العصر وتوالي المستجدات مِن ناحيةٍ أخرى.
 
وفيما يخصّ تفاعُل الأزهر مع المفاهيم الحديثة، أشار الدكتور محمد عبد الفضيل، إلى رفْض الأزهر المتكرّر لمفهوم الأقلية، والذي قام بتوثيقه في إعلان المواطنة الأخير، الصادر في فبراير من هذا العام، وكذلك إعلاؤه لمبدأ المواطنة، ونداؤه إلى ترسيخه في المجتمع، إضافةً إلى تعاليم الأديان، وتناول البحث بشكلٍ تفصيلي وثيقةَ الحريات العامة، التي  أصدرها الأزهر في عام 2012، والتي تُعتبر الوثيقةَ الأولى من نوعها، التي تصدرها مؤسسةٌ دينية، وتتناول فيها الشعر الغنائي والفنون السينيمائية والموسيقية، بل تعاطت الوثيقة مع مؤسسات الدولة العامة التي تُمثّل مرجعيّةً قانونية، واستندت إلى آرائها في منظومة الحريات العامة، هذا فضلًا عن المزيج المُتناسِق من المصطلحات الدينية التراثية، والأخرى الحديثة التي استخدمتها الوثيقة، مثل: المواطنة، والمجتمع المدني، والإعلام المسموع والمرئي، و تكافؤ الفُرَص.
 
يشار إلى أن هذا المنتدى يُعقد بشكلٍ سنوي في ألمانيا، وتُلقى فيه عددٌ من المحاضرات، التي تناقش قضايا تخصّ الشأنَ الديني في مصرَ وألمانيا، ويُدعى إليه عددٌ من الأساتذة والمتخصصين من الدولتين.
 

الدين في الدولة المدنية الحديثة

طباعة
كلمات دالة: