خَريطَةُ التَّطَرُّفِ في فَرَنْسا

وحدة رصد اللغة الفرنسية

  • | الأربعاء, 12 يوليه, 2017
خَريطَةُ التَّطَرُّفِ في فَرَنْسا

في سياقِ متابعتِهِ لشئونِ التَّطَرُّف وسهرِهِ الدءوب على مكافحةِ ما يؤدي إلى أفكارٍ مغلوطةٍ، وضعَ "مرصدُ الأزهرِ" مِجْهَرَهُ على ما تدورُ رَحاهُ داخلَ المجتمع الفرنسي، وعلى ما آلَ إليه مصيرُ بعضِ أبنائه الذين وقعوا فريسةً سهلةً في براثنِ التَّطَرُّفِ، وكانوا لُقْمةً سائغةً في فَمِ ذئبِ الإرهابِ الذي طالَت أنيابُهُ أمنَ النّاسِ ونَهشت مخالِبُهُ استقرارَهم.
فلقد قامَ "المرصدُ" بمتابعةٍ حثيثةٍ لما نشرته صحيفةُ "le parisien" الفرنسية من خريطةٍ سريّةٍ تكشفُ أعدادَ الفَرَنْسيين الذين وقعوا في بِئْرِ التّيه  وغَيِّ الإرهابِ، والذين يتراوح عددُهم بين 15000 – 16000 متطرّفًا في فرنسا، من بينهم أكثر من 4000 يخضعون للمراقبة من قِبَلِ الجهاتِ المختصة، ويعيشون في منطقة إيل – دو – فرانس، وهي منطقةٌ في شمال وسط فرنسا وعاصمتها مدينة باريس.
وسَمَحَتْ هذه البيانات السِّرِّيّة بإنشاءِ خريطةٍ دقيقةٍ للتَّطَرُّفِ في فرنسا، حيثُ تُقَدَّرُ أعدادُ المُتَطَرِّفينَ بين 15000 – 16000 من الرجال والنساء والأطفال. كما تمّ إحصاءُ هذه البيانات من خلالِ سِجِلّاتِ مَلَفِّ البلاغاتِ الخاصةِ بالوقايةِ من التَّطَرُّفِ ذي الطابع الإرهابي (FSPRT) ، والذي يَضُمُّ الإسلاميين الراديكاليين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفَرَنْسية.
وجديرٌ بالذِّكْرِ أنَّهُ وفي شهر نوفمبر الماضي، تم إحصاءُ 5325 متطرفًا يقيمون في باريس أو في المناطق السبع الأخرى المُدرَجة في هذا الإحصاء، من بينهم 4030 مُتَطَرِّفٍ تَتِمُّ مراقبتُهُم بشكلٍ مستديم. كما يَضُمُّ هذا الإحصاءُ عددًا من المتطرفين المُصَنّفةِ حالتُهُم بـ "مستقرٍّ"، وهم الأشخاصُ الذين تَمَّ الإبلاغُ عنهم مِن قِبَلِ ذويهِم من خلال التليفون إلى المركز الوطني للرعاية والوقاية من التطرف(CNAPR) .
كما يَضُمُّ هذا الإحصاءُ البياناتِ الميدانيّةَ التي تَمَّ جمعُها مِن قِبَلِ موظّفي الأمن (EMS) المتواجدين في كُلِّ قِسْمٍ شُرَطيٍّ، وكذلك البيانات التشغيليّة المُقَدَّمَة من قِبَلِ الأجهزةِ المعنيةِ بمكافحةِ التَّطَرُّفِ، مثل: الإدارة العامة للأمن الداخلي (DGSI)، والخدمة المركزية للاستخباراتِ الإقليمية (SCRT)، والإدارة المركزية للشرطةِ القضائية (DCPJ)، والاستخبارات الباريسية (DRPP)، الذين يَسْعَوْنَ إلى "استهدافِ" الشخصيات الأكثرِ إثارةً للقلقِ.
ولابُدَّ أنْ نُشيرَ هُنا إلى أنَّ هذا التقويمَ يأخذُ في عينِ الاعتبارِ سلوكَ ومؤشراتِ التطرفِ مثل: الانعزال عن الأُسرة، والتغيير في المظهر أو اللباس، أو ممارسة الشعائر الدينية بشكلٍ مُفْرِطٍ. وعلاوةً على ذلك، يضمُّ هذا الإحصاءُ أشخاصًا يخضعون لمراقبةٍ خاصّةٍ وَفقًا لدرجةِ خطورةِ هذا الشخص. "فمن بين الــــ 15000 – 16000 شخصًا الذين تمّ إحصاؤُهم كمتطرّفين، هناك 3000 – 4000 متطرفٍّ مُصنّفين "أكثرَ خطورةً" وتتمّ مراقبتُهم بشكلٍ صارمٍ مِن قِبَلِ الإدارة العامة للأمن الداخلي (DGSI)، كما أن هناك 11500 غيرهم تتمّ مراقبتُهم مِن قِبَلِ المخابرات الإقليمية، بينما هناك 500 شخصٍ تحت المتابعة؛ لأنّهم لم يعودوا خَطِرين". 
كما يضم هذا الإحصاءُ ثمانيَ "مِهَنٍ" أكثرَ خطورةً إذا ما تطرّف ذووهم؛ وهم الموظفون في "مواقعَ حسّاسةٍ"، أو ممّن هم على اتّصالٍ مع قاعدةٍ عريضةٍ من الجمهور. ففي إيل – دو – فرانس فيما يختص بتشابُك وكثافة شبكة النقل والمواصلات العامة، ففي هذا القطاعِ الثريّ النَّشِط كان الظهورُ الكثيفُ المفاجئُ لهذا العدد في سجلات ملفات تقارير الوقاية من التطرف ذات الطابع الإرهابي (FSPRT)، ويأتي في المرتبة الثانية قطاع التأمين الخاص، وفي المرتبة الثالثة تأتي الإدارات الحكومية، مثل: الصحة والتعليم...

Image

طباعة