صور القتل والدمار ولقطات الذبح والإعدام التي يبثها إعلام تنظيم "داعش" الإرهابي، والصور الأكثر فظاعة، لا تهدف إلا لبثّ الرعب في النفوس وإظهار قوته ونفوذه.
يدّعي هؤلاء المتطرفون أنهم يقيمون دولةً إسلاميّةً، فهل علموا كيف أقام نبي الإسلام دولته الأولى على أساسٍ من الرحمة والإخاء، وهل تعلّموا من القرآن أنّ مَن قَتل نفسًا بغيرِ نفسٍ فكأنّما قَتل الناس جميعًا؟!!
سيقولون: إنهم يقتلون الكفار مباحي الدم.. فمَن حَكم بكفرهم؟ ومتى كان الكفر مسوّغًا للقتل؟ وكيف تَستَسيغ وسائلُ الإعلام نشرَ صورِ ضحايا التنظيمات الإرهابية؟ ما كان هذا لِيَحدثَ إلّا لأنه تجارةٌ تُحقّق نِسَبَ مشاهدةٍ وأرباحًا ومصالحَ معيّنَةً. إنّ كلَّ ذي قلبٍ يَربأُ أن يُشارك في مثل هذه الجرائم، ولو بتحقيق المصالح من نشْر تلك الصور والمقاطع اللاإنسانية.
ونظرةٌ يسيرةٌ في آيةٍ من آيات القرآن تُحوّل فكر الحائرين في أمر من يدّعون الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في إقامة دولة الإسلام واستباحة الدماء وبثّ الرعب بين الآمنين.. هذا النبيُّ الذي خاطبه ربه مُجْمِلًا رسالتَه في الرحمة، قال تعالى: "وما أرسلناكَ إلّا رحمةً للعالَمين".
مَن يعرف القليل من قواعد اللغة العربية يَعلم أنّ هذا أسلوبُ قَصْرٍ؛ فالله تعالى حَصَرَ رسالةَ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الرحمة، وهل الرحمة للمسلمين فقط؟ أم للإنسان وحده؟ لا بل هي رحمةٌ للعالمين.
كلماتٌ قليلةٌ، مَن يتأمّلها يرى بوضوحٍ ضلالَ كلِّ مَن يهدِف إلى نشْر الرعب والفزع، وهو ما ليس له عَلاقةٌ بالرحمة التي أَرسل الله نبيَّها للعالمين أجمعين.
وحدة الرصد باللغة الإسبانية