تقرير حول مجلة "دار الإسلام" العدد السابع

  • | السبت, 5 ديسمبر, 2015

استمرارا لإصدارات داعش التى تبث من خلالها أفكارها المغلوطة عن الإسلام وعن الأوضاع والظروف والأحوال الإقليمية والدولية  لاسيما تلك الناطقة بالفرنسية والتى صدر منها ستة أعداد تناولت موضوعات مختلفة مثارة على الساحة الإعلامية والدولية، وفى إطار الحملة الإعلامية التي يقوم بها التنظيم لتغطية أحدث عملياته ونشر أفكاره، صدر حديثًا العدد السابع من مجلتة المسماة "دار الإسلام" باللغة الفرنسية تحت عنوان "تركيع فرنسا " (France à Genoux) حيث قام بتغطية خاصة لأحداث باريس الأخيرة وشرح كيف استطاعت ما أسماه ب "أسود الخلافة" إذلال فرنسا وتركيعها.

ووفقًا لما جاء في افتتاحية العدد، يرى تنظيم داعش دولة فرنسا دولة صليبية تحارب الإسلام، وتقتل المسلمين نساءً ورجالاً وأطفالاً في أراضي الإسلام. واحتفى تنظيم داعش في هذا العدد بنجاح عملياته في قلب العاصمة الفرنسية باريس على يد ماعتبره"مجموعة مؤمنة من جنود الخلافة" التي تمكنت من ضرب فرنسا في سويداء القلب يوم الثالث عشر من نوفمبر الماضي. وجاء في وصف تفاصيل العملية : "استهدف ثمانية من الأخوة المجهزين بأحزمة ناسفة، وبنادق هجومية، أماكن تم اختيارها مسبقًا بعناية شديدة في قلب العاصمة الفرنسية : استاد فرنسا أثناء مباراة بين دولتين صليبيتين وهما فرنسا وألمانيا كان يحضرها ماأسموه بأحمق فرنسا فرانسوا أولاند، ومسرح الباتاكلان حيث كان يجتمع مئات من عباد الصنم في حفل يمتلئ بالفسق، وكذلك مجموعة أخرى من الأماكن في العديد من الدوائر الباريسية في نفس الوقت. لقد اهتزت باريس تحت أرجلهم وكانت نتيجة تلك الهجمات مقتل 200 صليبي على الأقل، فضلاً عن العديد من المصابين. فلله الحمد والفضل...".

 وواضح من بيانهم أنهم يبررون فعلتهم الشنعاء فالمبارة بين صليبيين والذين يحتفلون فى المسرح وغيره من الأماكن عباد صنم وفسقة استحقوا من وجهة نظرهم القتل فنصبوا أنفسهم حكاما على عباد الله ليقتلوا ويسفكوا الدماء مدعين أن ذلك باسم الدين والدين منهم براء فالنفس الإنسانية معصومة فى شريعة المسلمين.

ومن ناحية أخرى، وفى سياق التبرير الفج الذى قد ينطلى على من ليس عندهم قدر من العلم الشرعى الصحيح يركز هذا الإصدار المنشور بالفرنسية على أن الغربيين والأمريكيين

يجب عليهم ألا يلوموا إلا أنفسهم، لأنهم هم من بدؤوا بالحرب، وأشعلوا فتيلها، عبر قصفهم لمواقع التنظيم واستهدافهم للمدنيين المسلمين في سوريا والعراق، وأن هذه العمليات الأخيرة، إنما جاءت كرد فعل لما فعلوه، وتنفيذًا لتهديدات المتحدث الرسمي باسم التنظيم أو محمد العدناني في عام 2014 عقب دخول فرنسا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش عندما قال لهم : " أيها الأمريكيون والأوروبيون، ليست الدولة الإسلامية هي التي بدأتكم بالقتال كما تصور لكم حكوماتكم، ووسائل إعلامكم، إنكم أنتم من بدأتم بالاعتداء، والبادئ أظلم". مشيرا إلى أنه و"في يوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2014، أي أكثر من ثلاثة أشهر قبل عمليات إيبير كاشيه، وشارلي إبدو، وقبل أكثر من عام من عمليات باريس وسان دوني، قصفت طائرات الرافال الفرنسية مواقع للدولة الإسلامية، كراهية للإسلام وللشريعة، وليس انتقامًا من الاعتداءات التي ارتكبتها الدولة الإسلامية ضد فرنسا". وهو بذلك يريد أن يوحى بأن أعمالهم الإرهابية ماهى إلا رد للإعتداء الذى تقوم به القوات الفرنسية ضد أهدافهم وأماكنهم.

وذكر العدد جانبا من تصريحات أبو محمد العدناني فى حينها عندما هدد بأن فرنسا ستدفع ثمنا غاليًا من إقتصادها وأمنها ومواطنيها وسترد الدائرة إليهم فى ديارهم قائلا لهم:  "ستدفعون ثمن ذلك عندما تسيرون في شوارعكم تتلفتون من الخوف من المسلمين، ولن تكونوا في أمان حتى في منازلكم. ستدفعون ثمن ذلك عندما تتحطم حملتكم الصليبية، وعندما نهاجكم في صميم أرضكم. (.....) ونحن قد أعددنا لكم بإذن الله ما يكبدكم خسائر فادحة".

وتوعد تنظيم داعش – في هذا العدد – الفرنسيين والأمريكيين بأنهم لن يعيشوا بعد اليوم في أمان، وأن عمليات التنظيم ستصل إليهم في عقر دارهم، كما طالب المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا بالانتقام من أولئك "الكافرين" الذين يقتلون المسلمين ويحاربون الإسلام.

من جانب آخر تناول هذا العدد ما أسماه "المنهج النبوي في إقامة الدين" – من وجهة نظر تنظيم داعش – وحصره في الدعوة إلى التوحيد وإحياء دين إبراهيم، وإعداد القوة، والهجرة، الجهاد في سبيل الله،من الأفكار التى يغازل بها شباب الأمة محاولا بذلك استقطابهم لتحقيق مآربه الغير مشروعة  محاولا فى ذلك الإستناد إلى العديد من الشواهد القرآنية والنبوية ومتسائلا عمن يطبق هذا المنهج في الوقت المعاصر وهو بذلك يريد أن يوهم من يخاطبهم بأنه هو الذى يمثل- حسب زعمه- هذا المنهج النبوى الذى يدعى الانتساب إليه وأنهم مازعموه دولة الإسلام التى يجب على جميع المسلمين ان يهاجروا إليها وكأنه بذلك بكفر كل ماعداه فيستحل

دمه وماله وعرضه وهذا مايأباه  كل دين سماوى أو أى ضمير إنسانى. فأين هم من دين الله الذى يدعو إلى الرحمة ، وماأرسل محمدا إلا رحمة للعالمين، وجعل رحمة الله للرحماء ومن لايرحم لايرحم ودعا للسلم والأمن والتعايش والتعارف بين بنى البشر على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم فى ذات الوقت الذى يأمرهم بعدم الإعتداء والدفاع عن النفس حالة تعرضهم للعدوان.  

بالإضافة إلى ذلك، أفرد العدد مقالاً لمناقشة قضية تعدد الزوجات تحت عنوان " اثنتان أم ثلاث أم أربع"، ومقالاً آخر تناول "تفاصيل حول حقيقة تدخل روسيا في أرض الشام". وانتهى العدد بعرض تقرير مصور حول أحداث باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015 متبوع بآخر مستجدات التنظيم، وتغطية الصحف الغربية والعالمية لعملياته.

ومرصد الأزهر من جانبه إذ يحرص على تتبع مافى هذه الإصدارات من أفكار خاطئة تتعارض مع صحيح الدين سيقوم بعمل تقارير تفصيلية عن جميع محتويات هذا العدد متضمنه الرؤية الشرعية الصحيحة التى يقوم الأزهر الشريف عليها وينشرها باللغات المختلفة تحصينا لشباب الأمة ضد هذة الأفكار الضالة والمنحرفة. نسأل الله أن يقى الأمة وشبابها من الوقوع فى الزلل وأن يهديهم سواء السبيل.

 مرصد الأزهر الشريف   

 وحدة الرصد باللغة الفرنسية

طباعة