من أولى اهتمامات المسلمين في إسبانيا هو أن يتلقى أبناؤهم تعاليم الإسلام في المدارس أسوة بالطلاب الكاثوليك الذين يتلقون مادة التربية الدينية، وهناك مطالبات بمزيد من الخطوات نحو تدريسها رسمياً في محافظتي "بورغوس" و"شقوبية". كانت وزارة التربية والتعليم في مدينة "صوريا" قد بدأت باتخاذ خطوات لتدريس التربية الدينية الإسلامية بشكل رسمي للطلاب المسلمين في المدارس والمراكز التعليمية العام الماضي. ومن إجراءات تطبيق ذلك الأمر أنه بمجرد أن تبلغ طلبات أولياء الأمور عدداً كافياً فتُرسل الوزارة بطلب للمفوضية الإسلامية لترشيح أحد المعلمين المعتمدين للمدرسة، إلا أنه أحياناً لا يوجد عدد كاف من المعلمين حتى أنه قد يضطر بعض المعلمين للتنقل بين أكثر من مدرسة في مناطق مختلفة لتلبية احتياجات الطلبة المسلمين.
وفي "شقوبية" تم حتى الآن تجميع 200 طلب من أولياء الأمور مما يعني أن هذه المادة سوف تُدرس خلال العام الدراسي 2017/2018. ويرى مرصد الأزهر أن هذا بالطبع نوعاً من أنواع مكافحة التطرف بين الشباب، فتوفير تدريس وتعليم الإسلام الصحيح للطلبة سيمنعهم من الانزلاق نحو الأفكار التي يمكن أن تزرع فيه المفاهيم المغلوطة أو أن تجرهم إلى التطرف والغلو، وسيلبي كذلك حاجتهم نحو معرفة دينهم فلا يتجهون نحو مصادر أخرى غير موثوق بها.
وهكذا سوف يبدأ تدريس مادة التربية الإسلامية رسميا في بورغوس وشقوبية الدورة الدراسية القادمة، وهناك محافظات أخرى تسعى نحو هذا لكنها لم تصل بعد إلى العدد الكاف من الطلبات اللازمة لمخاطبة وزارة التربية والتعليم. ويثمن مرصد الأزهر تلك الخطوات التي تساهم وبقوة في نبذ التعصب وإرساء قيم التعايش السلمي بين الأديان، وكذلك نشر صحيح الدين الإسلامي لعدم وقوع هؤلاء الأطفال في براثن التطرف.