مرصد الأزهر": إجراءات الكيان الصهيوني الأخيرة في القدس ممارسات إرهابية عنصرية"
يتابع "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" عن كثبٍ تصاعدَ الأحداث بشأن إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجدَ الأقصى المبارك، والسماح للمصلين بالدخول عبرَ بواباتٍ إلكترونية وضعوها على بُعد أمتارٍ من البوابتين (باب الأسباط وباب المغاربة).
كما تابع "مرصد الأزهر" رفض موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وبعض المواطنين، يوم الأحد الموافق16 يوليو 2017م الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك عبرَ هذه البوابات، ورفض الشيخ (عمر كسواني) مدير المسجد الأقصى الإجراءات الأمنية المستحدثة مِن قِبَل الاحتلال، وإقامة صلاة الظهر أمام المسجد الأقصى في المنطقة الواقعة قَبلَ البوابات، الأمر الذي يؤكد عزيمة الشعب الفلسطيني في التصدي لهذه الممارسات الأمنية التعسفية من جانب الكِيان الصهيوني. هذا وقد نَشرتْ مواقعُ فلسطينيّةٌ عدّة بيانًا لدار الإفتاء بالقدس، اليوم الإثنين الموافق 17 يوليو 2017م، شدّد فيه مفتي القدس الشيخ محمد حسين على عدم جواز دخول المسجد الأقصى من البوابات الإلكترونية، وأنّ كل مَن يدخل المسجد الأقصى عبرَ هذه البوابات صلاتُة باطلةٌ، ودعا جميع المسلمين إلى عدم الدخول منها، والتواجد على بوابات المسجد الأقصى المبارك. كما رفضت الهيئات الدينية الشرعية استلام المسجد الأقصى قبل إزالة كل القيود الجديدة التي فُرضت على بواباته. وقد أَخبرتْ سلطاتُ الاحتلال مجموعةً من الحراس بعدم السماح لهم بالدخول وممارسة عملهم. وقد شهد يوم الأربعاء الموافق 19 يوليه 2017م العديد من المناوشات العنيفة بين الشباب الفلسطينى وقوات الاحتلال بالقدس في كلٍّ من: المدخل الشمالي لبيت لحم، وقرية العيساوية بالقدس، الأمر الذي أسفر عن إصابه ثلاثة أشخاص بالرصاص الحي خلال مواجهاتٍ قرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة. وقد تزايد عدد المرابطين على أبواب المسجد الأقصى في مشهدٍ تعلوه التكبيرات والهتافات بفداء القدس.
وحيال هذا التطور السريع الباعث على القلق والأسى، يحذر "مرصد الأزهر" من تصاعد الأمور واستفزاز مشاعر المسلمين، وخاصّةً إذا تعلق الأمر بدُور العبادة المقدسة، ويطالب بإلغاء الإجراءات التعسفية للاحتلال الإسرائيلي بشأن إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، وإزالة البوابات الإلكترونية من أمام مداخله، ويرى "المرصد" أن هذه الإجراءات ما هي إلّا ممارساتٌ إرهابيّةٌ عنصريّةٌ تتعارض مع القِيَم والأعراف الإنسانية، وتُدمّر المساعيَ الدولية والإقليمية لإحياء عملية السلام، وتؤثّر على حرية ممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى؛ ممّا يؤدّي إلى تأجيج مشاعر الاحتقان.
ويرفض "المرصد" هذه الإجراءاتِ الهمجيّةَ التي تسعى بكل الوسائل إلى طمْس وتغيير طبيعة القدس الإسلامية والعربية، وتغييب الطابع الإسلامي للمدينة، وإبداله بطابعٍ إسرائيلي مزيف عبرَ البوابات الإلكترونية وغيرها، في محاولةٍ من الاحتلال لفرْض الوجود اليهودى، واستنزاف الشباب الفلسطينى.
ويؤكّد "المرصد" أن الإجراءاتِ التصعيديّةَ التي تتخذها قوات الاحتلال ما هي إلا صورةٌ من صور التطرف والإرهاب التي لا تقلّ بأيّ حالٍ من الأحوال عن أشكال التطرف التي تشهدها مناطقُ أخرى من العالم. وينادي "المرصد" بضرورة تحرك جميع الهيئات الدولية على كافة الأصعدة لتحمل مسئولياتها تُجاه الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين بالقدس الشريف وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصدّي لقرارات الكِيان الصهيوني، وإصراره على انتهاك القوانين الدولية، ويُنبّه "مرصد الأزهر" إلى أن المسجد الأقصى وقضيته ليست قضية الفلسطينيين وحسب، بل هو قضية أمّة بأسرها كانت ولا تزال ضد الإرهاب والتطرف والعنف؛ أمّة لا تسمح لأحدٍ أن يتلاعب بمشاعرها أو أن يهين مقدساتِها أو رموزَها الدينية.