المنتمون إلى داعش من إسبانيا

  • | الجمعة, 4 ديسمبر, 2015
المنتمون إلى داعش من إسبانيا

يسعى التيار الجهادي المتطرف الذي يمثله تنظيم داعش سعياً حثيثاً إلى استقطاب المزيد من الأشخاص من جميع الجنسيات، ويستخدم في سبيل ذلك كل ما أوتي من قوة، وخاصة الوسائل الإلكترونية في التواصل مع المسلمين في بقاع الأرض لإقناعهم بفكرة الانضمام إليه، بدعوى أنه جيش الخلافة الذي يحمل رسالة الإسلام الصحيحة للبشرية.

    ويستهدف التنظيم تجنيد أكبر عدد ممكن من المسلمين في الدول الأوروبية؛ ربما لأهداف استراتيجية. تعينهم في ذلك حالة التخبط التي يعانيها الشباب؛ نظرا لغياب الوعي الديني الصحيح. وقد ارتفعت أعداد المنضمين للتنظيم من الدول الأوروبية في عامي 2014 و 2015 ارتفاعا ملحوظا وخاصة من فرنسا وإنجلترا.

ونسعى من خلال هذا التقرير إلى تسليط الضوء على المنضمين إلى داعش من إسبانيا والتعرّف على المنحنى البياني لهذه الظاهرة في إسبانيا، باعتبارها دولة أوروبية محورية وبوابة عبور بين أوروبا والشرق الأوسط.

 

أسباب الانضمام

رصدت وحدة اللغة الإسبانية بعض الأخبار التي تعرض الأسباب والدوافع لانضمام الأشخاص الذين يعيشون في إسبانيا سواءً من الإسبان أو من جنسيات أخرى إلى تنظيم داعش، وهي كما يلي:

غياب الوعي بالمعرفة الصحيحة للإسلام، ويعد ذلك السبب الرئيس لاجتذاب كل هذه الأعداد.

الإغراءات المادية التي يقدمها التنظيم الإرهابي. نذكر -على سبيل المثال- الخبر الذي نشرته صحيفة الباييس الإسبانية بتاريح 12 يوليو، والذي تحدث عن انضمام 14 أسرة تعيش في إسبانيا إلى تنظيم داعش، وهو ما أرجعته الصحيفة الإسبانية إلى أسباب مادية، حيث يقوم التنظيم بمنح كل أسرة تتكون من أربعة أشخاص مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو.

الدعاية الجهادية المؤثرة والمركزة التي تروج إلى أن داعش تسعى لتكوين خلافة إسلامية على منهاج النبوة، وهو ما يغري كثير من الشباب بالانضمام إليهم أو حتى مجرد الرغبة في العيش تحت سلطتهم. ومن الواضح أن التنظيم يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض، فهو يمتلك 46 ألف حساب على تويتر تروج لهذه الفكرة.

التقارب الجغرافي بين أوروبا وإفريقيا، حيث أكد فيرنانديز دى ميسا القائد العام للشرطة المدنية الإسبانية على أن مائة جهادي أوروبي سافروا إلى العراق وسوريا عبر مضيق جبل طارق، الذي يعد بمثابة بوابة أوروبا إلى إفريقيا. كما أكد على أن الدعاية الجهادية دائما ما تدعو إلى استعادة الماضي العربي في الأندلس، حيث يستغل التنظيم الحقائق التاريخية لإثارة مشاعر هؤلاء المسلمين الذين يعتبرون الجهاد غاية شرعية وليست وسيلة.

Image

تزايد مستمر في أعداد الإسبان المنضمين إلى داعش

 في نهاية شهر يناير الماضي نشرت جريدة الكونفيدنثيال الإسبانية نقلا عن مصادر أمنية أن عدد مقاتلي داعش القادمين من إسبانيا يصل إلى نحو سبعين شخصا. ثم أعلن وزير الداخلية الإسباني بعدها بثلاثة أشهر (نهاية شهر أبريل) أن العدد قد وصل إلى 115 شخصاً. وبعدها بثلاثة أشهر أخرى (نهاية شهر يوليو) ذكر تقرير للبوليس الدولي "الإنتربول" أن عدد مقاتلي داعش القادمين من إسبانيا هو 126 شخصا، من بين 4000 مقاتل أوروبي في صفوف الجماعة الإرهابية.

شهر يناير 10 أشخاص

وزارة الداخلية الإسبانية تشير إلى عودة 600 من الحهاديين القادمين من سوريا والعراق إلى أوروبا ( صحيفة لا بانجوارديا الإسبانية 9\1\2015)

شهر يونيو 16 أشخاص

الرسم البياني التالي يوضح المنحنى التصاعدي في انضمام مقاتلين من إسبانيا إلى داعش خلال الفترة المنصرمة من عام 2015:

Image

 

الخلايا والأشخاص الذين تم ضبطهم

انطلاقا من شعور إسبانيا بالخطر الذي يحدق بها منذ تفجيرات مدريد في الحادي عشر من مارس عام 2004م والتي أُدين فيها "إسلاميون متشددون"، ثم تصاعد التهديدات الإرهابية من داعش لعدة دول أوروبية جاء على رأسها "الأندلس"، رفعت إسبانيا مستوى الشعور بخطر التعرض لأعمال إرهابية إلى الدرجة الرابعة من أصل خمس درجات. وعلى مدار هذا العام قامت الشرطة الإسبانية بضبط العديد من الخلايا الإرهابية المحتملة وكذلك الأشخاص الذين يروجون لأفكار متطرفة. وفي إطار ذلك صرّح وزير الداخلية الإسباني خورخي فرناندث دياث في أوائل شهر يوليو أن قوات الأمن قد قامت خلال نصف العام الأول من 2015 بثلاث عشرة عملية مداهمة لخلايا وأفراد متهمين بالإرهاب "الجهادي"، وهو ما أسفر عن اعتقال 46 شخصا، من بين 572 شخصاً ألقي القبض عليهم بتهمة الإرهاب الجهادي منذ تفجيرات مدريد حتى منتصف عام 2015م

Image

 

فعلى سبيل المثال، ضبطت في قطلونية في شهر أبريل الماضي خلية تضم أحد عشر شخصاً من بينهم خمسة من الإسبان وستة من جنسيات أخرى كانت تخطط لعمليات اختطاف وذبح على الطريقة الداعشية حسب ما أوردته صحيفة الاونيبرسال[9]. كما ربط خبر آخر نشرته جريدة وان الإسبانية بين هذه الخلية وبين تنظيم القاعدة وقالت إنها كانت تخطط لهجمات في إسبانيا.

كما تم القبض على جهادي إسباني من أصل جزائري مشتبه به في مطار البرات ببرشلونة بعد تلقي مذكرة توقيف بشأنه من بلجيكا التي كان يسكن بها قبل سفره إلى سوريا.

 

تجنيد النساء

تبرز قضية تجنيد النساء كأحد أهم نشاطات التنظيم في إسبانيا، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة وجود فتيات يقمن بجذب وتجنيد مثيلاتهن عن طريق الانترنت؛ وذلك بغرض إقناعهن بالسفر إلى مناطق القتال الخاضعة لهذا التنظيم، حيث يتم استغلالهن جنسيا هناك.

وفي تقرير إخباري تحت عنوان تهكمي (13 محاربة إسبانية في سبيل الله) ذُكر أن الشرطة الإسبانية ألقت القبض على 13 سيدة إسبانية منذ يناير عام 2014 وحتي منتصف يوليو عام 2015؛ لاتهامهن بتكوين شبكات لجذب مقاتلين لتنظيم داعش، أو لكونهن مجندات لهذا التنظيم في إسبانيا بغرض إرسالهن إلي مناطق القتال بسوريا والعراق. كما أشار تقرير للشرطة الإسبانية أن تجنيد السيدات لهذا التنظيم داخل إسبانيا في تزايد.

Image

 

وعلى سبيل المثال، اعتقلت الشرطة الإسبانية في جزر الكناريا سيدة تقوم بتجنيد الفتيات القاصرات لحساب داعش وتسهيل انتقالهن لأماكن خاضعة للتنظيم. كما اعتقل جهادي في مدينة مليلية يقوم بتجنيد السيدات لصالح تنظيم داعش بغرض إرسالهن إلى مناطق القتال الخاضعة لهذا التنظيم.

 

أكثر الأماكن التي يتركز فيها المنضمون للتنظيم وجنسياتهم

من الطبيعي أن تتركز عناصر التنظيم في المدن التي يسكنها عدد كبير من المهاجرين والأجانب المقيمين في الدولة. فقد أشار أحد التقارير إلى أن إقليم قطلونية يعد أكثر الأقاليم كثافة في تواجدهم حيث يعد مركزاً للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين من الدول العربية والإسلامية. وأشار التقرير إلى أن إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية التي أجهضت الكثير من المحاولات للقيام بعمليات إرهابية. كما أشار إلى أن 80% من المشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية من الأجانب غالبيتهم من المغاربة والجزائريين والباكستانيين.

وركز "خابيير ثاراجوثا" كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الوطنية على بعض المدن الإسبانية كسبتة ومليلية وبرشلونة والمناطق الحدودية مع المغرب والتي يكثر بها عدد المجندين لهذه التنظيمات.

 

منضمون إلى داعش من إسبانيا قضوا في سوريا والعراق

وعمَّن لقوا حتفهم بسوريا والعراق من المقيمين في إسبانيا ذكر خبر بصحيفة الباييس أن هناك 25 شاباً منهم 7 من الإسبان وبقيتهم من المغاربة الذين كانوا يعيشون في إسبانيا لقوا مصرعهم جراء هجمات انتحارية ومعارك في صفوف داعش بعد أن قاموا بقتل المئات هناك. 

 

المحتجزون رهن قضايا التطرف

تشير آخر الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 170 محتجزاً بتهمة "الإرهاب الجهادي" في السجون الإسبانية حسبما ذكرت صحيفة "آه بيه ثيه" في 20/7/2015 ، حيث ورد في تفاصيل الخبر أن هناك 11 امرأة من بين هؤلاء المحتجزين، كما أشار إلى أن من بينهم 79 شخصا تهمتهم القيام بأعمال إجرامية داخل إسبانيا بينما بقيتهم من  المتطرفين[19].  وتأكيداً على هذا الخبر نشرت صحيفة "لا انفورماثيون" خبراً بعنوان" 79 محتجزاً في السجون الإسبانية متهمون بالتطرف" وأكد الخبر على محتوى الخبر السابق[20] كما أشار إلى تعاظم دور المرأة في دعم تنظيم داعش وخطورته.

 

مما سبق يمكننا الوصول إلى الاستنتاجات التالية:

تزايد أعداد المنتمين لداعش تدريجيا في إسبانيا على الرغم من قلة هذه الأعداد مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية.

المرأة عنصر هام لاستقطاب السيدات.

هناك ما يسمى بالخلايا النائمة، وهم عناصر غير نشطة لكنها موجودة رهن الإشارة.

يستعين التنظيم بالإغراء المادي لضم عناصر جديدة.

تعتبر قطلونية وجزر الكناريا وسبتة ومليلية من أكثر أماكن تركز عناصر داعش.

تورط الكثير من الأجانب في الأعمال الإرهابية بإسبانيا.

يعتبر خلط المفاهيم أحد أهم أسباب اندفاع الشباب إلى الانضمام لداعش.

 

وحدة رصد اللغة الإسبانية

طباعة