تجنيد داعش للأطفال.. انحرافٌ إنساني وفسادٌ أخلاقي

وحدة رصد اللغة الإسبانية

  • | الأحد, 15 نوفمبر, 2015
تجنيد داعش للأطفال.. انحرافٌ إنساني وفسادٌ أخلاقي

مقدمة

يضج العالم بالأحداث المتلاحقة التي تغير من دوما من معالمه. ومن بين هذه المتغيرات ظهور المنظمات الإرهابية ولم تجد لنفسها مبررا لهذا الانتشار ولاستقطاب المجموعات المختلفة سوى الدين وجعله ستارا لتخفي خلفه فظاعة أفعالها وخبث مقاصدها التي تتخذ من الدين ستارا لتحقيق مصالحها الخاصة وتنفذ مخططاتها بمنتهى العنف والتطرف في ظل مفاهيم مغلوطة وتوظيف خاطئ لشعارات دينية وتستشري بين البلدان كالوباء ولا تعرف لنفسها هوية أو وطنا. وما تلبث أن تختفي إحداها حتى تظهر أخرى. ولا شك أن أبرز هذه المنظمات على الساحة الحالية هو تنظيم داعش الذي لا يألو جهدا في ارتكاب الأعمال الوحشية من ذبح وقتل وهدم وتدمير، بل وصلت به الوحشية إلى قتل الأطفال ونشر الفيديوهات التي تصور هذه المشاهد البشعة. بل ويقوم بإقحام الأطفال والقصر في حروب وأعمال قتالية لا علم لهم بها ولا يمكن أن تتحمل تبعاتها هذه السن الصغيرة. وهو ما يحاول هذا التقرير أن يتناوله

 

 

داعش، التنظيم الإرهابي الذي  يتبنى العنف لهذه الدرجة يوظف الأطفال كجواسيس أو مبعوثين برسائل وكذلك يشاركون في العمليات العسكرية. ولا يفرق هذا التنظيم في استقطابه لعناصر جديدة بين صغير أو كبير أو رجل أو امرأة فهو ينزع إلى بسط نفوذه وتضخيم عدده بأي وسيلة وعلى حساب أي شيئ دون اكتراث لأي اعتبارات أخرى. كذلك بعض النساء اللاتي تنضم لداعش قاصرات وبعضهن يأتين بأطفالهن إلى التنظيم الإرهابي مما يزيد من عدد الأطفال المجندين.

وقد استطاع تنظيم داعش تجنيد آلاف المراهقين في البلاد الغربية من الذين يفتقدون الهوية ولا يستطيعون تحديد هدفهم في الحياة؛ فيتخذ من هذا التخبط وفقدان الهدف وسيلة أساسية لاستقطاب ضحاياه كعنصر فعال بين صفوفه بعد هيمنته عليهم فكريا وماديا والعمل على تغييب العقول وتزييف الحقائق التاريخية لأجل إقناعهم بنبل مقصد التنظيم وصحة توجهه. كما القائمون على هذا التنظيم يتمتعون بالقدرة على تحديد الأهداف ودراستها والعمل على تحقيقها بشكل دقيق ومنظم، وبحسب الفئة التي يستهدفونها توجه رسائلهم. يجتهد التنظيم في رسم صورة مثالية جذابة لدولتهم المزعومة يستقطب بها هؤلاء الصغار. ويكثف التنظيم جهوده لترسيخ فكرة ضم الأطفال إلى صفوف مقاتليه، فهناك الفتى الاسترالي الذي تنتشر مقاطع فيديو له على اليوتيوب حاملا السلاح ومرتديا زي الجهاديين هناك.[1] وفي فيديو نشره تنظيم داعش يظهر رجل تحت اسم أبو خالد ومعه ثلاثة أطفال، يدعو المسلمين في جزر الكناري إلى قتل المسيحيين قائلا: "أنا لا أستطيع أن أجلس ساكنا وأترك أولادي يكبرون بأرض مثل هذه حيث لا يستطيعون تطبيق الإسلام".

ومنذ أيام قلائل نشر التنظيم الإرهابي فيديو لطفل بزي أسود وحاملا السلاح يهدد أوباما، ومع الأسف ليس هذا هو الطفل الوحيد الذي يمثل المقاتلين الصغار في تنظيم داعش الإرهابي. فقد نشر التنظيم أيضا صور لأطفال يتدربون في معسكرات داعش في شمال سوريا تظهر حوالي 60 طفلا بزي عسكري ويعرفون باسم "أشبال الخلافة"[2].

وقد تصل أعمار الأطفال التي يستغلها التنظيم الوحشي إلى خمس سنوات، كما يروي بعض أطفال الأكراد الذين استطاعوا الهرب من جحيم داعش بعد أن كان الإرهابيون يحاولون تدريبهم على القتل وقطعا الرقاب وغير ذلك من الأعمال الإجرامية، ذاكرين أن أعمار الأطفال هناك كان ما بين 5 إلى 15 عاما .[3]

 

ويبدو أن حب التقليد لدى الصغار قد يكون من بين الأسباب التي تساعد الداعشيين في عمليات تجنيد هؤلاء القصّر الذين يرون في حمل السلاح واستعماله بطولة وفدائية يطمحون إلى تحقيقهما. وتحملهم بعض المشاهد الدموية على تقمص أدوار هؤلاء الأبطال الزائفين. ومن تلك المشاهد التي تؤكد هذه الفكرة ما نُشر في أغسطس الماضي على بعض المواقع وهو فيديو لطفل داعشي يذبح دمية مع صيحات التكبير[4]، ويعكس الفيديو أيضاً حرص داعش على تأهيل القصّر ليصبحوا أكثر قدرة على إراقة الدماء. 

 ولا شك أن نتائج هذه المحاكاة من الخطورة بمكان، فقد رصدت العديد من الصحف خبر الفتاة الدنمركية ذات الخمسة عشر عاماً والتي قتلت والدتها مستلهمة هذه الجريمة من الفيديوهات التي يبثها التنظيم الإرهابي والتي تحتوي على تنفيذ أحكام القتل في رهائنها كما جاء على لسان الفتاة في التحقيقات[5]. إن هذه المؤشرات الخطيرة تدعو إلى طرح العلاج النفسي كوسيلة لا غنى عنها للتعامل مع مثل هذه الحالات التي تشذ عن كل قواعد الفطرة الإنسانية.

داعش وتجنيد القاصرات:

على صعيد متصل فإن وجود العنصر النسائي في داعش أمر لا غنى عنه، وذلك حتى لا تتخلف وعود دولة الخلافة للشباب بالحصول على زوجة. وكلما كانت المرأة صغيرة السن كان ذلك أفضل. ولذا كان من المحاور الرئيسة التي يعمل عليها تنظيم داعش في مخططه لتجنيد الأطفال التركيز على تجنيد الفتيات القاصرات عن طريق رسائله التي يبثها عبر تويتر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي حيث تقوم الفتيات بإقناع أو جذب مثيلاتهن عبر الانترنت عن طريق مداعبة حلم الفتيات في الغرب بالعيش بجانب بطل مقاتل ومشاركته في وطن جديد يكن فيه زوجات وأمهات الأبطال أو عن طريق التخويف من شبح العنوسة أو تحقيق حلم الاستقلالية وإثبات الذات.

ويرى الخبراء أن اجتذاب النساء الغربيات أسهل بكثير من النساء في البلدان الإسلامية، وذلك لما يحظين به من عقل متفتح وتعليم جيد واستخدام للتكنولوجيا وحرية السفر والاستقلال عن الأهل. فالفتيات الغربيات يُستهدفن ليس بسبب رغبتهن في تحقيق حلم الزواج من المجاهدين فحسب وإنما لان معظمهن اعتنقن الإسلام حديثا ويردن خدمة الدين والتضحية في سبيله ويسهل إقناعهن بفكرة الجهاد. المسلمات الأوروبيات يكن أكثر وفاء من المسلمات اللاتي نشأن في بلدان عربية. النساء في صفوف داعش لا يطلب منهن الجهاد بالقتال وإنما بالأعمال المنزلية والزواج من جهاديين.[6]

وقد تكرر في الآونة الأخيرة اكتشاف عمليات التجنيد النسائية التي يقوم بها داعش لفتيات قاصرات في إسبانيا وأوروبا. والسبب في تجنيد النساء والأطفال في إسبانيا وأوروبا كلها كما يقول الخبراء أن الشكوك حول الأطفال والمراهقات أقل بكثير من الشكوك حول الشباب والبالغين. وكما ترى دولوريس ديلجادو المنسقة النيابية ضد التطرف بالمحكمة الوطنية الإسبانية فإن هناك العديد من الرسائل والصور الفيديوهات توجه بشكل خاص لتجنيد النساء والأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

 

وتشير بعض المصادر إلى أن تجنيد هؤلاء الفتيات القصر يتم بهدف استغلالهن جنسيا وعملهن في الخدمة المنزلية والتمريض والرقابة النسائية. وتساهم المرأة الأوروبية وخاصة حديثة العهد بالإسلام في تجنيد الصغيرات وحثهن على السفر وتسهيل الانتقالات لهن وتأمين الرحلة حتى لا يتم كشفهن من قبل الجهات الأمنية، بناء على قناعتها بأن هذا دورها في الجهاد وخدمة الدين.[7]

وتمثل النساء النسبة الأكبر من ضحايا العنف والاضطهاد من الحكومات الغربية، ما يجعلهن يجدن في السفر إلى داعش الحل السحري لمشكلاتهن والانتقال إلى دار الهجرة وتأسيس دولة الخلافة بدلا من العيش في بلاد الكفر. ومعظم اللاتي يرجعن من سوريا تبقين على اتصال بالتنظيم الإرهابي.[8]

 

داعش واستهداف الفتيان

يستهدف المجنِدون الحسابات الشخصية لأفراد يبدو على تكوينهم الهشاشة ويعانون من ضعف الهوية أو سيطرة الأهل عليهم أو يعانون العديد من المشاكل الاجتماعية في إسبانيا. أما بالنسبة للمراهقين فمعظمهم من القُصَّر الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 18 عاما أغلبهم من أبناء المغاربة. فإن أكثر ما يغريهم هو صورة البطل التي يحلمون أن يكونوا عليها في دولة الخلافة المزعومة والتي تنتهي بهم بارتكابهم القتل أو أن توظفهم داعش للتعبئة أو تعمير المناطق التي تفرض عليها سيطرتها في سوريا. ويرى الخبراء أن إسبانيا والعالم الغربي عامة يفتقرون إلى توجيه خطاب أيديولوجي مضاد لخطاب داعش الجاذب للعديد من صغار السن.[9]

وفي محاولة لفهم آلية التنظيم في تجنيد الأطفال أجرت الصحفية البريطانية "إيفان ويليامز" حوارا تلفزيونيا مع إحدى المعلمات السوريات كانت مسئولة عن عملية تجنيد الأطفال وعمل (غسيل مخ) لهم للانضمام لتنظيم داعش واعتناق أفكاره. ذكرت المعلمة أنهم يعملون على إقناع الأطفال بأن تنظيم داعش هو تنظيم يمثل الإسلام وأن القتال فيه هو جهاد في سبيل الله، ثم يتم بعد ذلك شرح بعض المفاهيم الدينية عليهم وتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم وأن الله أمرنا بالجهاد في القرآن ويجب علينا جميعا طاعته والجهاد في سبيل الله وفي سبيل دولة الخلافة. كل هذا بهدف إقناعهم بأنهم سيموتون شهداء وسيفوزون بالجنة، كما كانوا يعرضونهم لمشاهدة رجال تقطع أيديهم وأرجلهم ويعلمونهم أن هذا بسبب كفرهم وحربهم ضد الدولة الإسلامية المزعومة.[10]

المجندون من صغار السن من أوروربا

تعاني أوروبا بأكملها من وصول هذا الوباء إلى أبنائها، فقد تكررت الأنباء حول تجنيد داعش لأفراد منمختلف الدول الأوروبية، فحتى مايو 2015 انضم من الانجليزيات حوالي 20 فتاة حسب البلاغات الرسمية من الأسر في بريطانيا، بينما تشير الأرقام الفعلية إلى أن هناك حوالي 40 حالة اختفاء أخرى دون الإبلاغ عنها. وفي ألمانيا تشير التقديرات إلى أن هناك 100 فتاة وامرأة من ألمانيا انتقلن إلى داعش تتراوح أعمارهن بين 16 و 27 عاما. [11] ونذكر فيما يلي بعض الحالات:

 

  • فتاة إنجليزية ذات خمس عشر ربيعا من أصل صومالي هربت للسفر إلى داعش برفقة فتاة أخرى عمرها 17 عاما. كانت الفتاة متفتحة ذات تكوين ديني معتدل ولم يلحظ أحد عليها التطرف الذي ربما اكتسبته في غرفتها عبر الانترنت. الفتاة التي اختفت فجأة ثم علم أهلها بهروبها إلى داعش لم تكن هي الحالة الأولى من نوعها في بريطانيا لفتيات قاصرات يسافرن إلى داعش ، فقد سُجلت حالتان سابقتان لفتاتين ذواتي 16 عاما.[12]
  • فتاتان من القاصرات من النمسا انضمتا لداعش تاركتان رسالة إلى والديهما ألا يبحثوا عنهما فقد ذهبتا للموت في سبيل الله. وبعد فترة أعربت الفتاتان عن رغبتهما في العودة إلى فيينا بعد إصابتهما بالإحباط من الحياة في ظل تنظيم داعش وخيبة توقعاتهما بتلك الحياة، وقد تزوجتا هناك من شابين جهاديين وهما الآن ذاتا حمل. ويبدو أن عودتهما إلى بلادهما ليس بالأمر اليسير، وفقا لما صرح به وزير الداخلية أن العودة إلى النمسا بعد الخروج بتلك الطريقة شبه مستحيل. وبعد عدة أشهر وردت أنباء عن موت إحدى الفتاتين هناك.[13]
  • فتاتان من فرنسا 15 و 17 عاما سافرا إلى داعش وكتبتا على حساباتهما إنهما لا يريدان العودة إلى أسرهم.
  • ثلاث فتيات من بريطانيا تركن أسرهن وسافرن إلى تركيا للانضمام إلى داعش.[14].
  • معظم النساء الغربيات اللاتي يسافرن إلى داعش من بريطانيا وهولندا وفرنسا والنمسا. وقد انضم حتى مطلع هذا العام حوالي 550 امرأة كثير منهن قاصرات.
  • إجمالا تقدر أعداد الفتيات والنساء المنضمات من الغرب ب 150 حالة حتى أواخر العام الماضي، من بينهن من أمريكا واستراليا وألمانيا والنمسا وفرنسا. أشهر الحالات أقصى محمود البريطانية ذات العشرين ربيعا والتي كانت تنشر رسائل عبر الانترنت وتعمل على تجنيد المزيد من الفتيات.
  • سارة فتاة ألمانية جزائرية سافرت إلى داعش ثم عاودت الاتصال بوالدها لطلب الموافقة على زواجها من شاب هناك. رفض الأب من جانبه إلا أنها أتمت الزواج واستمرت في سوريا. [15]

المجندون من صغار السن من إسبانيا

ولا يختلف الحال في إسبانيا كثيرا عن باقي دول أوروبا، إلا أنها قد تسجل نسبا أقل من باقي الدول الأوروربية من حيث أعداد المنضمين لداعش. وقد بلغ عدد المنضمين إلى تنظيم داعش من إسبانيا حتى الآن 130 شخصا على الأقل؛ 15% منهم من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 14 و22 عاما، ومعظمهن من الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة ويحملن الجنسية الإسبانية. [16]

ومن بين حالات تجنيد الصغار في إسبانيا، نذكر ما يلي:

  • اعتقلت الشرطة الإسبانية اعتقلت سيدة في جزر الكناري، تقوم بتجنيد الفتيات لتنظيم داعش، كما تقوم بتسهيل انتقالهن إلي أماكن خاضعة للتنظيم الإرهابي، عن طريق تواصلها المباشر مع أحد أعضاء هذا التنظيم بسوريا، وفقا لما ورد في بيان لوزارة الداخلية الإسبانية.[17]
  • القبض على شابين أو بالأحرى مراهقين في بلنسية بتهمة تجنيد مقاتلي المستقبل لداعش والاستعداد للسفر إلى هناك.
  • القبض على فتاة إسبانية من أصول مغربية، تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما. كانت تنوي السفر لسوريا للانضمام لتنظيم داعش. بدأت هذه الفتاة التي تسكن في بلنسية الدخول على مواقع متطرفة عبر الانترنت ومشاركة فيديوهات على حسابها الشخصي لأعمال إرهابية لتنظيم داعش تحت اسم الجهاد. ثم  بدا عليها التغير في طريقة الملبس وفي الأفكار. عملت لفترة طويلة على تجنيد غيرها من الفتيات من جيليقية وبرشلونة وإقناعهن بفكرة الجهاد ودولة الخلافة ثم حان الوقت لانضمامها إلى منطقة الصراع إلا أن الشرطة الإسبانية حالت بينها وبين ذلك. [18]
  • "أمينة" هو الاسم المستعار لطفلة إسبانية من مدينة سبتة، ذات خمسة عشر عاما وهي أصغر فتاة إسبانية تنضم لداعش. وبعد عودتها وقضائها عاما في مركز للعلاج تروي الفتاة كيف يتم غسيل المخ هناك. الفتاة التي كانت معتادة على اللعب مع الأطفال وهي طفلة شغوفة باستخدام الموبايل. ومن خلال منتديات لداعش جذبتها فكرة الدفاع عن السوريين ضد نظام بشار الأسد وكان التركيز معها كذلك على فكرة انحطاط الأخلاق في المجتمعات الغربية المعاصرة حيث يعاني المسلمون من العزلة وأن هذا يمكن تداركه فقط من خلال الحرب المقدسة. كانت النساء الجهاديات من مدينة سبتة خاصة تقمن على تجنيدها وتغذيها بهذه الأفكار ليل نهار. ثم بعد فترة كانت تذهب لمساجد أو بيوت لتعليم وتفسير القرآن عن طريق معلمين يرتدون ملابس على الطراز الأوروبي، حيث يقومون بالتدرج في تعليم الآيات القرآنية وصولا إلى شرح الجهاد وكيف تنال الشهادة التي تورثها الجنة من منطلق أفكارهم. ثم كانوا يجعلونها تشاهد فيديوهات لعقوبات إسلامية بتطبيق الحدود أو بالقتل وبالرغم من كونها مشاهد عنيفة للغاية إلا أنها اعتادت عليها مع  التكرار. ثم عرضوا عليها الزواج من فتى من مليلة ذو 17 عاما.[19]
  • في ابريل 2014 قضت المحكمة المركزية للأحداث بالمحكمة الوطنية بإسبانيا بالاحتجاز لمدة عامين على قاصر ذات 15 عاما كانت تخطط للسفر للعراق وسوريا للجهاد المزعوم مع داعش، ويرى المسئولون أنهم سيواجهون المزيد من هذه الحالات ويجب عليهم إعادة تأهيلهم بتعليم اللغات والحساب والأشياء التي تنمي العقل في هذا السن بدلا من جرعات الدين الزائدة التي تلقوها. [20]
  • عائشة حالة أخرى لفتاة في الرابعة عشر من عمرها قبض عليها في مليلة أثناء عبورها الحدود مع المغرب للانضمام إلى صفوف مقاتلي داعش. بعد خضوعها لأربعة أشهر من غسيل المخ عبر الانترنت لتكون أداة لينة طوع أمر هذا التنظيم المتطرف، ستودع في مركز لعلاج القصر لمدة ستة أشهر بعدها سوف تمثل أمام القضاء. هذا المركز يقوم بالتعليم والرعاية وممارسة الرياضة بشكل إجباري ويمنع فيه استخدام الهواتف الشخصية أو الحاسوب أو أي من الأجهزة الذكية. كما يقوم المركز بتعريف الأطفال بمدى خطورة الأعمال الإرهابية ومدى فداحة ما كانوا قادمين إليه.[21]
  • يحذر خبراء مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية من الجاليات العربية والمسلمة بعد القبض على حالتين منفصلتين بإسبانيا حيث تم قبض على فتاتين 18 عاما و 15 عاما بإسبانيا بتهمة التفاعل مع تنظيم إرهابي ومحاولة تجنيد أخريات. والاثنتان قد تغير سلوكهما بعد زيارتهما للمغرب مباشرة، ما جعل رجال الأمن يتخوفون من العرب خاصة. ومن أكثر الأماكن إثارة للقلق أليكانتى والأقاليم الحدودية التي تعتبر بوابة عبور لأوروبا مثل قطلونية والأندلس وسبتة ومليلية حيث تنتشر فيها بؤر التجنيد لعناصر جديدة.

 

وفي المقابل تتخذ إسبانيا العديد من الإجراءات لمواجهة مثل هذه الحالات وكذلك للحد منها، ومن ذلك:

شدد رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في بلنسية على ضرورة مراقبة الأبناء والتحدث معهم لمعرفة الأفكار التي يعتنقونها ومعرفة مع من يتحدثون حتى يمكن تجنب ما يتكرر من عمليات الاعتقال للعديد من القصر بتهمة التجنيد أو الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي. كما حذر مدير المعهد الإسباني للدراسات الإستراتيجية من أن تجنيد النساء في الوقت الحاضر قد انتشر أكثر من أي وقت مضى، حيث تقوم داعش بتجنيد عائلات بأكملها وقد تزايدت مؤخرا الصور والفيديوهات التي تُظهر أطفالا يشاركون في عمليات قطع الرقاب وإطلاق النيران. [22]

 

وأكدت مصادر أن هناك مضاعفة للتحكم في شبكات التواصل الاجتماعي لتحديد وضبط العناصر التي تقوم بنشاط تجنيدي، وهي فكرة تم تطبيقها في الكثير من المدن الإسبانية حيث يقوم رجال الشرطة بالحضور إلى المساجد والجمعيات الإسلامية متظاهرين بأنهم مسلمون جدد كخطوة أولى للإيقاع بالمتشددين.[23]

إن هذا التنظيم يحاول مد أذرعه في كل صوب لتحقيق أغراض ومصالح خاصة منتهكا حقوق النساء والأطفال بل وكافة الحقوق الإنسانية. وقد بات معلوما للجميع أن هذا الفكر بعيد كل البعد عن صحيح الدين ولا يصح أن تنسب هذه الأفعال البشعة للإسلام ولا لأي دين. وعلى المجتمع الدولي أن يتكاتف ليقضي على هذا الوباء بأقرب وقت ممكن.

النتائج

  • تعاني العديد من الدول الأوروبية ومن بينها إسبانيا من تكرار وجود عشرات وربما مئات حالات التجنيد لصفوف داعش بين صغار السن.
  • لا يكترث التنظيم لأعمار من يجندهم فهو يستهدف كل الشرائح والأعمار وكذلك الأجناس؛ لتكوين مجتمع خاص به يحاكي تنوع المجتمعات الحقيقية، ولكن وفق توجهه وأفكاره. كذلك يعمل على تنظيمهم وتطبيعهم وطمس هوياتهم.
  • يعتمد التنظيم على سهولة تجنيد حديثي الإسلام وكذلك المسلمين بالبلدان الغربية، لأن إقناعهم بالأفكار المغلوطة عن الجنة والجهاد أسهل بكثير.
  • يعمل التنظيم على ترسيخ فكرة بناء مجتمع نواته الأسرة، لذا يهتم بتجنيد النساء.
  • الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هو المدخل الرئيس في تجنيد الصغار ثم تعليمهم وتغذيتهم بالأفكار المتطرفة ثم عملهم بعد فترة على جذب غيرهم في سلسلة متصلة من العمل المنظم.
  • المجندون من الأولاد القصر ينجذبون بفكرة الجهاد وإقامة الدولة وإيجاد هوية وهدف للحياة.
  •  المجندات من القاصرات يسعين وراء المغامرة والزواج من بطل لا مثيل له في بلادهن.
  • يسهل تجنيد الفتيات القاصرات بالإغراء بتحقيق حلم الزواج ببطل أو للهروب من الشعور بانحطاط الأخلاق في مجتمعاتهن.
  • يركز التنظيم على تجنيد الصغار والمراهقين لبعد احتمالية الاشتباه بهم.
  • الأطفال في داعش عنصر نشط وفعال : يحملون الرسائل ويعملون كجواسيس ويشاركون في القتال.
  • يستغل التنظيم الفتيات في الأعمال المنزلية والاستغلال الجنسي وكذلك في تجنيد المزيد من مثيلاتهن.
  • سبيل داعش في التأثير على الأطفال والقصر هو عمليات غسيل المخ التي تعتمد على الترغيب في الشهادة في سبيل الله من ناحية، واعتياد مشاهد العنف وألفة القتل من ناحية أخرى.

وحدة رصد اللغة الإسبانية

نوفمبر 2015

 

 


[1] أطفال في صفوف مقاتلي تنظيم داعش

http://unitedwithisrael.org/es/los-ninos-gordos-del-estado-islamico/?ios_app=true

[2] طفل داعشي يهدد أوباما بالقتل.(سوبيتاس 7/10/2015)

http://www.sopitas.com/531908-video-nino-yihadista-amenaza-de-muerte-a-obama/

[3] الأطفال الهاربين من داعشز (إورو نيوز 12/10/2015)

http://es.euronews.com/2015/10/12/unos-ninos-soldado-del-grupo-estado-islamico-escapan-y-cuentan-sus-atrocidades/

[4] "طفل داعشي يذبح "دمية" مع صيحات التكبير (موقع يوتيوب 20 اغسطس 2015)

 https://www.youtube.com/watch?v=EVatRrDN1DY

[5] "فتاة دنماركية تقتل والدتها مستلهمة ذلك من فيديوهات داعش" كلارين الأرجنتينية 16/9/2015

http://www.clarin.com/mundo/adolescente-danesa-mata-madre-inspirada-videos ISIS_0_1432056948.html

[6] الشابات الغربيات والافتتان بالجهاديين (الكونفيدينثيال 15/10/2014)

http://www.elconfidencial.com/mundo/2014-10-15/adolescentes-occidentales-locas-por-un-yihadista_242506/

[7] القبض على امرأة إسبانية تقوم بتجنيد الصغيرات لداعش. (روسيا اليوم 7/7/2015)

http://www.rtve.es/noticias/20150707/detenida-mujer-acusada-reclutar-ninas-adolescentes-para-estado-islamico/1174460.shtml

[8] النساء الغربيات يدعن كل شئ من أجل داعش. (الدياريو 29/1/2015)

http://www.eldiariony.com/2015/01/29/las-mujeres-de-occidente-que-dejan-todo-para-unirse-a-isis/

[9] هدف داعش الجديد "تجنيد القُصّر في إسبانيا" (لاس بروبينسياس 27/10/2015)

http://www.lasprovincias.es/comunitat/201510/27/ninos-espanoles-nuevo-objetivo-20151027102726.html

[10] حوار مع معلمة سورية كانت مسئولة عن (غسيل مخ الأطفال) في تنظيم داعش (انفوباي الأرجنتينية 2/10/2015)

http://www.infobae.com/2015/10/02/1759537-emil-la-maestra-encargada-lavar-los-cerebros-los-ninos-que-huyo-del-estado-islamico

[11] مجندات داعش (ال باييس 14/5/2015)

http://elpais.com/elpais/2015/04/28/opinion/1430247915_173682.html

[12] طفلة انجليزية تهرب إلى داعش لتتحول إلى مجاهدة هناك (اه بي ثي  2/10/2014)

http://www.abc.es/internacional/20141002/abci-chica-inglesa-yihadista-201410011952.html

[13] فتاتان نمساويتان من القصر يرغبان في العودة إلى النمسا بعد انضمامها إلى داعش وزواجهما من جهاديين (ا ه بي ثي 11/10/2014)

http://www.abc.es/internacional/20141011/abci-menores-austriacas-arrepentidas-yihad-201410112041.html

[14] تحذيرات بشأن هروب بعض القصر من بريطانيا للانضمام لداعش (الدياريو 21/2/2015)

http://www.eldiariony.com/2015/02/21/alerta-por-menores-britanicas-que-escaparon-a-siria-para-unirse-a-isis/

 

[15] الأوروبيات والانضمام إلى داعش. (تي انتريسا 8/12/2014)

http://www.teinteresa.es/mundo/estudiantes-militantes-europeas-marcharon-EI_0_1262874638.html

[16] السبب الذي يدفع النساء إلى الانضمام لتنظيم داعش (روسيا اليوم بالإسبانية 21/10/2015)

http://www.rtve.es/noticias/20151020/estado-islamico-reserva-para-mujeres-papel-esposa-madre-muyahidines/1239928.shtml

 [17]اعتقال سيدة بجزر الكناري تقوم بتجنيد الفتيات لتنظيم داعش (اه بي ثي 7/7/2015)

 http://www.abc.es/espana/20150707/abci-detenida-ninas-estado-islamico-201507070726.html

[18] القبض على فتاة إسبانية قبل سفرها للانضمام لداعش. (الموندو الإسبانة 5/9/2015)

http://www.elmundo.es/espana/2015/09/05/55ea973346163f786b8b456c.html

 

[19]  طفلة إسبانية تروي تفاصيل تجنيدها بتنظيم داعش بعد القبض عليها. (اليريوديكو 28/9/2015)

http://www.elperiodico.com/es/noticias/internacional/nina-espanola-yihad-4541216

 

 

[20] الحكم بعامين على طفلة ذات 15 ربيعا بتهمة الإرهاب والتطرف. (مدونة القاضي إميليو كلاتايود 24/4/2015)

http://www.granadablogs.com/juezcalatayud/2015/04/condenan-a-una-nina-de-15-anos-que-queria-ser-yihadista-vamos-a-tener-mas-casos-de-este-tipo/

[21] برنامج إعادة تأهيل في مركز للأحداث بإسبانيا الطفلة الجهادية. (الباييس 8/8/2014)

http://politica.elpais.com/politica/2014/08/08/actualidad/1407516554_331976.html

[22] الأوروبيات والانضمام إلى داعش. (تي انتريسا 8/12/2014)

http://www.teinteresa.es/mundo/estudiantes-militantes-europeas-marcharon-EI_0_1262874638.html

[23] مهد المُجَنّدين الجهاديين (لاس بروبينثياس 14/10/2015)

http://www.lasprovincias.es/comunitat/201510/14/comunitat-cuna-reclutadores-yihadistas-20151014102723.html

طباعة