جدل في إسبانيا حول طرد أستاذ جامعي لفتاة بسبب الحجاب

  • | الخميس, 29 أكتوبر, 2015

في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر الماضي ومع أول يوم من أيام الدراسة في إسبانيا قام أستاذ جامعي يدعى "ألفونسو ايريديا" بكلية التربية بجامعة سرقسطة بطرد طالبة ماجستير تدعى ثريا مالك بسبب ارتدائها الحجاب.
ما أن دخل الأستاذ قاعة الدرس حتى توجه إلى الفتاة المحجبة وطلب منها خلع الحجاب؛ بحجة أنه لا يمكنها البقاء في قاعة الدرس وهي ترتدي هذا الحجاب، وعندما رفضت الفتاة قائلة إن قواعد المؤسسة التعليمية لا تمنعها من ارتداء الحجاب، ردّ عليها المعلم قائلا: "إنها ليست مسألة قواعد المؤسسة، وإنما سياستي الشخصية"، ثم طردها من قاعة الدرس. توجهت الفتاة بعد أن شعرت بالإهانة إلى مكتب عميد الكلية. وفي اليوم التالي صرح مسئول بالجامعة أنه وفقا للمادتين 4 و 158 من النظام الداخلي لكلية التربية بجامعة سرقسطة لا يحق للمعلم أن يمارس أي تمييز ديني أو عرقي أو سياسي ضد أحد الطلاب، ومن ثم فإنه لا يوجد أي قانون يحرم ارتداء الحجاب. وأضاف المسئول أن قرار المعلم هو قرار شخصي لا يعبر عن موقف الجامعة وأن المسئولين طالبوه بقبول الطالبة في المحاضرة التالية وإلا ستتخذ الإقراءات القانونية ضده.
وفي يوم 24 من سبتمبر توجهت الطالبة مرة أخرى إلى قاعة الدرس لحضور محاضرة يلقيها نفس الأستاذ، ولكنها ذهبت هذه المرة بصحبة اتحادات طلابية داعمة لها، والذين انتظروها بدورهم في الردهة. وبعد مرور عشرين دقيقة فقط على المحاضرة، توجه الأستاذ مرة أخرى إلى نفس الفتاة، وقال لها: "أنت الآن في قاعة الدرس لأنهم أجبروني على ذلك، لكنك غير مرحب بك هنا". وفي الحال وقف جميع زملاء ثريا وغادروا قاعة الدرس وتركوها خاوية إلا من الأستاذ. ثم حرر هؤلاء الطلاب شكوى بعنوان "موقف غير متسامح لأستاذ جامعي" وقدموها إلى العميد بعد أن وقّع عليها نحو ستين طالبا. في هذا السياق، يؤكد خورخي رمارتشا الأمين العام لنقابة الطلاب اليساريين وأحد الداعمين لثريا: إن تصرف كهذا ما هو إلا نتاج لظاهرة كراهية الإسلام التي تفشت في إسبانيا.
وقد فتحت الكلية تحقيقا في هذه القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام، وقد حظيت الطالبة ثريا بتأييد وتضامن شريحة كبيرة في المجتمع الإسباني، جاء على رأسها زملاء الطالبة أنفسهم واتحادات طلابية عديدة.
جدير بالذكر أن هذه ليست الحالة الأولى في إسبانيا التي تطرد فيها فتاة من قاعة الدرس لمجرد ارتدائها الحجاب، ففي عام 2010 منعت فتاة مسلمة تدعى نجوى من دخول مدرستها في مدريد بسبب ارتدائها الحجاب؛ وهو القرار الذي أجازه القاضي الذي نظر القضية في حينها، بالرغم من أنه لا يُعرف في إسبانيا حتى الآن أي حالة مشابهة لفتاة أو صبي طرد من مدرسته لأنه يحمل رمزا مسيحيا.
وتعد هذه الحادثة نموذجا إضافيا لحالات كراهية الإسلام والعنصرية ضد المسلمين، والتي يعاني منها كثير من النساء والمهاجرين إلى إسبانيا، والتي تتجاوز في بعض الأحيان كونها سلوكا فرديا لتصبح سلوكا مؤسسيا. وتعد النساء الفئة الأكثر استهدافا من هذه الأفعال بسبب ارتدائهن الحجاب.


د. أحمد كمال زغلول
  وحدة رصد اللغة الإسبانية

 

طباعة
كلمات دالة: