مرصد الأزهر: "الشباب" تواصل محاولات اختراق عقول الكينيين

  • | الأربعاء, 9 أغسطس, 2017
مرصد الأزهر: "الشباب" تواصل محاولات اختراق عقول الكينيين


واصلت "حركة الشباب الصومالية" محاولاتِها من أجل التأثير على المجتمع الكيني واستثارة شبابه، من خلال إصدارٍ مرئيٍّ جديدٍ في إطار الحملة الإعلامية المكثّفة التي بدأتها الحركة خلال الآونة الأخيرة؛ حيث أصدرت الحركة إصدارًا جديدًا من جزأين يحتوي على محاضرةٍ لـ "أحمد إيمان علي"، القيادي بالحركة، بعنوان: "ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون"، وهو إصدارٌ بثّته مؤسسة الكتائب – الجناح الإعلامي للحركة – في حلقةٍ جديدة من حلقات المراوغة والاستعطاف للكينيين، وخاصّةً الشبابَ منهم؛ كي يُقاطعَ الانتخاباتِ المقبلةَ.

وقد بدأ الإصدار الذي بلغت مدته 13 دقيقةً بتلاوةِ قولِ الله تعالى: «يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين»(المائدة: 51). ثم بدأ "أحمد إيمان علي" كلمته قائلًا: "إخواني!!! هناك أمورٌ خطيرة أحدثها الكفار، ورسالتنا هذه لهم تَصبّ في مصلحتهم في الدنيا والآخرة أمام الله تعالى. أولئك الذين نتحدث عنهم هم أولئك المسلمون المحسوبون على الإسلام زورًا، الذين يقفون في صف الكفار لمحاربة إخوانهم المسلمين. هم المسلمون الذين يريدون تعطيل شريعة الله أن تَحكم في أرض الله؛ لذا فإن نصيحتنا لمن يساندون الكفار من قوات الجيش أو الشرطة أن يَكُفّوا أيديَهم، وليس لنا خيارٌ آخَرُ إلا أن نُذيقَهم مثلَ هجومِ مدينة "العادي". هذه هي نصيحتنا لهم، فإن لم يستمعوا لنصيحتنا التي قدّمناها لهم سنقتلهم كما نَقتل الكفار بدون أيِّ اختلاف".
وأردف قائلًا: "هناك ثلاثُ آياتٍ في القرآن الكريم، استمِعوا لها جيّدًا، وَلْيَستمعْ إليها هؤلاء الكفارُ أيضًا؛ الأولى: قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ»(الممتحنة: 1)، يُخبرنا الله تعالى فيها ألّا نَتّخذَ من أعداء الله وعدونا أولياءَ مِن عبدة الأصنام واليهود والنصارى ، الثانية: قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»؛ أي: أنّ اليهود والنصارى يَتّحدان مع بعضهم البعض لمحاربة المسلمين. وضَرَب لذلك مثالًا: أنّ رئيس الوزراء الكيني "رايلا أودينجا" قد زار إسرائيل؛ كي يطلب مساعدة اليهود لكي يدخل الصومال. وتَكهّن بأسلوبٍ ترهيبيٍّ: أنّ أيَّ مسلمٍ يُساند الكفار لمحاربة المسلمين فقد أتى ما نهى الله عنه في كتابه العزيز، وأنه كافرٌ مثلهم؛ لقوله تعالى: «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ»، الثالثة: قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»(التوبة: 23)؛ إن كانوا يحبون الكفر كالديمقراطية، والالتحاق بجيشِ وشرطةِ الكفار، ودخولِ البرلمان. والظلمُ يُقصد به الشرك؛ يعني: أنّ مَن دخل في صفّ الكفار فهو مشرك".

وخَتم كلمتَه بقوله: "إن هذه الآياتِ الثلاثَ جاءت لتُذكّرَ وتُحذّرَ المؤمنين ألّا يتخذوا عدو الله وعدوهم أولياءَ، ألّا يتخذوا اليهود والنصارى أولياءَ، ألّا يتخذوا آباءَهم وإخوانهم أولياءَ إن استَحبّوا الكفرَ على الإيمان". وأضاف: "إننا ننصح الذين لا يعلمون بالتخلّي وترْك هؤلاء الكفار ... وهذا تحذيرٌ؛ سنَصلُ إليكم".
و"مرصد الأزهر" إذ يُتابع هذه الإصداراتِ المرئيّةَ التي تَبُثّها "حركة الشباب" الصومالية، مُستهدفةً مِن خلالها إفسادَ عقولِ الشبابِ الكينيِّ ومقاطعة الانتخابات، بداعي عدمِ موالاةِ الكافرين – بحسَب الحركة-؛ فإنه يؤكّد ما يلي:ـ
1.    القيادي "أحمد إيمان علي" قام باقتطاعِ بعضِ آياتِ الذكر الحكيم من سياقاتها لِتَخدمَ مآربَ جماعتِه؛ حيث إنّ هذه الآياتِ لها خصوصيّةٌ وليست كما يَدّعون؛ فأمّا الآيةُ الأولى فقد نَـزلتْ في شأن "حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعةَ"، حين غزا النبيُّ صلى الله عليه وسلم غزوةَ الفتح، فكَتب "حاطبٌ" إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، لِيَتّخذَ بذلك يدًا عندهم.
وأمّا الآية الثانية؛ فقيل: إنها نزلت في رجلين، قال أحدهما لصاحبه بَعدَ أُحُد: أمّا أنا فإني ذاهب إلى ذلك اليهودي فأواليه وأتهوّد معه لعله ينفعني إذا وقع أمرٌ أو حدَث حادثٌ، وقال الآخَرُ: وأمّا أنا فإني ذاهبٌ إلى فلانٍ النصراني بالشام فأواليه وأتنصّر معه؛ فأنزل الله تعالى الآياتِ. والمراد بالولاية هنا: مُصافاةُ أعداء الإسلام والاستنصار بهم والتحالف معهم دون المسلمين. ودليلُنا في ذلك: أنّ الله تعالى بيَّن في موضعٍ آخَرَ أنّ مَحلّ ذلك فيما إذا لم تكن الموالاةُ بسبب خوفٍ وتَقِيّة، فقال تعالى: «لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً»(آل عمران: 28).
وأمّا الآية الثالثة؛ فإنما نزلت في الحضّ على الهجرة ورفض البقاء في بلاد الكفار، فالمخاطبة على هذا إنما هي للمؤمنين الذين كانوا بمكةَ وغيرِها من بلاد العرب، خوطبوا بألّا يوالوا الآباء والإخوة فيكونوا لهم تَبَعًا في سُكنى بلاد الكفر.
ويجدّد "المرصد" تحذيرَه من مَغَبّة انتشار هذه الأفكار الخبيثة والدعوات الهدّامة التي تُطلقها هذه الحركةُ ومَن على شاكلتها مِن تنظيماتِ العنف وجماعات الإرهاب؛ إذ تعمل هذه الدعوات على زعزعة الاستقرار الفكري لدى الشباب وهو في أمسّ الحاجة لمن يهديه سواءَ الصراط، ويأخذُ بيديه إلى الحق ويأخذ على يديه إن حاد عنه، أمّا تلك الجماعات فترى في هؤلاء الشباب ثروةً يمكن استغلالها في التخريب والإفساد، وطاقةً يمكن إفراغها في الهدم والتدمير، وقوّةً يمكن البطش بها، ولو كان ذلك على حساب الأبرياء.
كما يرى "المرصد" أنّ إطلاق هذا الإصدار في هذا التوقيت له دلالةٌ خطيرةٌ؛ وهي محاولةُ التأثير على مسلمي كينيا وهم مقبلون على مُعتَرَكٍ انتخابيٍّ بعد أيّامٍ قلائلَ، فيدعوهم لتعطيل مسيرة البلاد بدعوى عدم موالاة الكفار، وما أَدرى هذه الحركةَ حقيقةَ المولاة؟ أم أنّها تسعى لفرْض سياستها ومنهجها القائم على العنف والإجرام؟!

وحدة رصد اللغات الإفريقية
    أغسطس 2017م

 

طباعة