تقرير حول الدورة الثالثة والعشرين للدفاع الدولي بإسبانيا

  • | السبت, 10 أكتوبر, 2015
تقرير حول الدورة الثالثة والعشرين للدفاع الدولي بإسبانيا

 

 

الحدث: الدورة الثالثة والعشرون للدفاع الدولي

المكان: خاكا - إقليم أراجون – إسبانيا

التوقيت: من 28 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر 2015

العنوان الرئيسي: الإسلام في المجتمع الدولي في القرن الواحد والعشرين

 

انعقدت مؤخرا الدورة الثالثة والعشرون للدفاع الدولي بمدينة خاكا بإقليم أراجون شمال إسبانيا، والتي ينظمها مركز ثيربانتث للأسلحة والآداب بالأكاديمية العسكرية العامة بالتعاون مع جامعة سرقسطة، لمناقشة "الإسلام في المجتمعات العالمية في القرن الواحد والعشرين" وذلك لمدة خمسة أيام ابتداء من 28 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر.

وتسعى هذه الدورة لتعميق عملية الفهم للإسلام وطبيعته التاريخية وواقعه الحالي وكذلك تأثير تطوره في المجتمع الدولي وطريقته وتأثيره على إسبانيا وعلى الإسبان.

من بين الشخصيات الهامة التي شاركت في هذه الدورة كمحاضرين رئيس مركز مخابرات القوات المسلحة "فرانثيسكو خوسيه" والذي جاءت كلمته تحت عنوان "إسبانيا والعالم الإسلامي" والذي أشار خلالها إلى موقع إسبانيا الاستراتيجي المتميز والتي تحظى الآن بعلاقات ممتازة مع دول الجوار من ناحية الجنوب، بالإضافة إلى أن الإسبان يتمتعون بعقلية منفتحة تسمح لهم باستيعاب ثقافات أخرى. أما على الصعيد القومي فقد أشار إلى أن لديهم عددا من الإجراءات لمواجهة السلفية الجهادية وحركات العنف الأخرى من خلال الخطة الوطنية لمكافحة الجهادية وإصلاح قانون العقوبات وإدراج جرائم جديدة. وعلى الصعيد الدولي فإن إسبانيا تعمل على تطوير آلية التعاون مع الدول المصدرة للهجرة في السياسات الخارجية والدفاع، وذلك للوقوف على الأسباب ومعالجتها في المقام الأول.

وأشار إلى أنه وفقا للإحصائيات والاستبانات التي أُجريت على بعض المسلمين المقيمين في إسبانيا، تبين أن 8 من أصل عشرة أشخاص يشعرون بالاندماج والترحاب في إسبانيا عن غيرها من البلدان الأوروبية.

كما تحدث رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا "رياج ططري" والذي تناول موضوع "الإسلام دين سلام". كما تم في وقت لاحق الحديث حول تصورات المواطنين حول هذا الموضوع عن طريق وسائل الإعلام، وفي اليوم الأخير تم الحديث عن الإسلام وتعلقه المباشر بإسبانيا وتأثيره بها وبالمناطق المحيطة بها.

كانت الجلسة الافتتاحية تحت عنوان "ماذا نعني عندما نشير إلى الإسلام"، وقد شدد رئيس الجلسة خلال كلمته الافتتاحية على أهمية التعرف على الإسلام والتعمق في معرفة طبيعته وتاريخه وواقعه الحالي وأثره وانتشاره في المجتمعات الغربية وتأثيره على أمنها القومي، والوقوف علي تأثيره في المجتمع الإسباني خاصة. وقد لفت الجنرال خيرونيمو دي جريجوريو -عمدة مدينة خاكا المنعقدة بها الدورة- الانتباه إلى أنه بالرغم من أن معظم المجتمعات المسلمة تعيش في ظل الإسلام كدين للسلام، إلا أن الإرهاب والجهادية يشغلان الساحة العالمية حاليا ناسبين للإسلام العنف والبربرية. لذا علينا أن نواجه الإرهاب بذكاء وباستراتيجيات جديدة، وعلى مجتمعاتنا أن تتفهم الأمر جيدا.

جاءت بعد ذلك كلمة بعنوان "المغرب: الحاضر والمستقبل"، بعدها كلمة تحت عنوان "العراق وسوريا: جراح مفتوحة" عقبها "أوروبا تواجه الإرهاب الجهادي".

جدير بالذكر أنه قد حضر خلال هذه الدورة ممثلون عن 9 دول مختلفة و 7 جامعات إسبانية  (1) ، فضلا عن 173 طالبا من اثنتين وعشرين جامعة، وقد أبدوا إعجابهم بما تناولته الدورة هذا العام من موضوعات وندوات ومناقشات.  (2)

كما شارك في الدورة السيد هيثم أميراه، الباحث بمعهد الكانو الملكي للدراسات الدولية والاستيراتيجية، حيث أكد على أن العنف الذي يُقترف باسم الإسلام لا يمثل على الإطلاق الأغلبية المسلمة، وفي كلمته التي ألقاها تحت عنوان " فهم الإسلام" حاول توضيح معنى مفهوم الإسلام، وأن العنف المنسوب للإسلام لا يمثل أغلبية المسلمين.

أشار كذلك في كلمته إلى أن الإسلام يمثل منظومة من العقائد والقيم بالإضافة إلى توظيفه في التعبئة السياسية في بعض المناطق التي تغيب فيها دولة القانون بهدف إضفاء الشرعية وتبرير السياسات. كذلك هو عنصر خاص بالهوية وأيدولوجية المقاومة في مواضع الصراع حيث يحاول كل طرف التأثير بطرق مختلفة، إلا أن أغلبية المسلمين الذين يبلغ عددهم المليار ونصف ليسوا نشطاء سياسيين ولا مجتمعيين. كذلك تناول الخطاب الديني وصلته ومدى تأثيره في تبني العنف والجهادية. وأكد على أنه رغم ذلك فلا يمكننا أن نغفل أن معظم ضحايا العنف والإرهاب المرتكب باسم الدين هم المسلمون أنفسهم الذين يعانون مما تغرقهم فيه الجماعات الراديكالية من فوضى وصراعات.

شارك أيضا في الجلسات عدد من الجنرالات وأشاروا إلى أهمية الموضوع المختار وشجعوا الطلاب المشاركين على الاستفادة من الدورة في أيامها الخمسة.

وقد أكد المشاركون على أن مقاطع الفيديو التي تحتوي على جرائم وحشية ضد الإنسانية باسم الدين والتي تحظى بانتشار واسع لا تمثل الإسلام لا من قريب ولا من بعيد.   (3)

وفي كلمته "المغرب: الحاضر والمستقبل" تحدث رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالصومال عن الربيع العربي وأن بعض المتشددين الإسلاميين لم يقبلوا بهذه التغييرات السياسية، فيلجأون إلى العنف باسم الإسلام، بينما يرى آخرون أنه لا سبيل إلى الإصلاح سوى مضاهاة ما قامت به أوروبا في العصر الوسيط. كما أشار إلى أن المغرب تسعى نحو الإسلام الذي يندمج مع الحداثة والعولمة. كذلك تحدث عن الأوضاع الحالية في سوريا والعراق والدور الذي تسهم به أوروبا في مكافحة الإرهاب الجهادي.

بينما تحدث مبعوث دولة مالي عن استغلال الجماعات الإرهابية لدول أفريقيا وخاصة جماعة بوكو حرام وضرورة إيلاء دول الساحل الإفريقي أهمية كبيرة، حيث إن هذه الدول تمثل خطرا أيضا في مجالات تجارة المخدرات والهجرة الغير شرعية.   (4)

وحول دور إسبانيا في مكافحة الإرهاب والمنظمات الجهادية أكد سكرتير الدولة للأمن "فرانثيسكو مارتينيث"، خلال كلمته في المؤتمر أن إسبانيا مستعدة لمواجهة خطر الإرهاب الجهادي وكذلك الجريمة المنظمة بكل أشكالها. كما حذر من أن هذا الخطر لا يتوقف، بل يلزم الاستعداد الجيد له بشكل مستمر. وقال إن إسبانيا مستعدة لمواجهة هذه المخاطر الإرهابية بعدد من المتخصصين والمحترفين لمواجهة أي نوع من التهديدات الإرهابية المحتملة. كما أشار إلى أن هذه المواجهة تتطلب قوات معدة ومجهزة بقدرات معينة لأجل القضاء على مثل هذه التنظيمات، مما يتطلب مزيدا من الوقت. أشار أيضا "خوان لويس بيريث" مدير عام رئاسة النيابة والحدود بقوات الحرس المدني، إلى الخطوات المتبعة في سبتة ومليلية وإلى النظم المستحدثة لأجل تضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية. 

وأضاف أن هناك أخطارا جديدة يجب مواجهتها الآن تتمثل في التهديدات الالكترونية كما يجب الانتباه لخطر الاعتداءات على السكك الحديدية. وفي إطار الهجرة إلى أوروبا قال إن البحر المتوسط يعد هو البوابة الرئيسية نحو أوروبا وذكر أن بلدا مثل المغرب التي يأتي الكثير منها إلى أوروبا يجب أن يهتم بالتنمية الاقتصادية حتى لا يضطر مواطنوه إلى الهجرة.   (5)

ختاما للجلسات كان سكرتير الأمن في إسبانيا هو المسئول عن الكلمة الختامية للمؤتمر تحت عنوان "الأمن العالمي: الحاضر والمستقبل" حيث يتناول إسبانيا ورئاستها للدورة الحالية لمجلس الأمن والتي تم خلالها التطرق كذلك لما يتعلق بالأمن في الحدود الإسبانية المغربية.

وحدة رصد اللغة الإسبانية

 

  (1)   الدورة الثالثة والعشرون للدفاع الدولي: الإسلام في المجتمع الدولي في القرن الواحد والعشرين (بينتي مينوتوس 27/9/2015)

http://www.20minutos.es/noticia/2565995/0/curso-internacional-defensa-jaca-reflexiona-sobre-islam-sociedad-global-siglo-xxi/

(2)   سكرتير الدولة للأمن يختتم الدورة الدولية للدفاع راديو خاكا 1/10/2015))

http://www.radiohuesca.com/noticia/550045/El-Secretario-de-Estado-de-Seguridad-clausura-el-Curso-de-Defensa-de-Jaca

 

(3)  العنف المنسوب للإسلام لا يمثل غالبية المسلمين (إيرالدو 28/9/2015)

http://www.heraldo.es/noticias/aragon/huesca_provincia/2015/09/28/la_violencia_que_reivindica_nombre_del_islam_representa_mayoria_musulmana_533579_1101026.html

(4)   "حل مشكلة التوسع الجهادي يبدأ من الدول التي بها الصراعات" (تيلي 5 – 30/9/2015)

http://www.telecinco.es/informativos/sociedad/general-Alfonso-Garcia-Vaquero-expansion-yihadismo_0_2060100276.html

(5)    الأمن العام بإسبانيا: لا يمكن الوصول إلى الأمان التام من خطر الإرهاب الجهادي (لا بانجوارديا 2/10/2015)

http://www.lavanguardia.com/internacional/20151002/54437837740/secretario-seguridad-no-existe-riesgo-cero-ante-el-terrorismo-yihadista.html

طباعة