الموقف المجري من المهاجرين

  • | السبت, 19 سبتمبر, 2015
الموقف المجري من المهاجرين

تقع الحدود بين المجر و صربيا خارج حدود الإتحاد الأوربى حيث تعتبر بودابست هى المسؤولة عن تأمنيها, وبناءا عليه وافق البرلمان المجرى فى يوليو الحالى على بناء جدار بارتفاع 3.5 مترا من فوق الأرض و بمسافة 150 كم بطول الحدود. كما اعترضت السلطات المجرية أكثر من 170.000 لاجئ منذ بداية هذا العام, وذلك لعبورهم الحدود بطريقة غير شرعية ولم يخضعوا لأى تسجيل, وتعتبرهم السلطات المجرية خطرا من الناحية الأمنية لأنهم غير حاملين لبطاقات هوية أو أية أوراق ثبوتية.
     كما صوت البرلمان المجرى فى الرابع من الشهر الجارى على حزمة قوانين تستهدف الهجرة غير الشرعية و تتمثل فى فرض عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات من السجن. كما شرعت السلطات المجرية فى توزيع منشورات تحذر من مخاطر الهجرة غير الشرعية حسب القانون المنوط, ولكن ما يهم هؤلاء المهاجرين هو عبور المجر دون إثارة إنتباه أو تسجيل أنفسهم لأن ما يهمهم هو العبور نحو النمسا أو ألمانيا, والخوف الذى ينتابهم هو الفشل فى عبور المجر البلد الذى يمثل بالنسبة لهم الخطوة الأولى لدخول الإتحاد الأوروبى.
    كما صرح رئيس الوزراء المجرى, فيكتور أوربان, أن أزمة اللاجئين التى تواجهها أوروبا هى مشكلة "ألمانيا" حيث أن كل المهاجرين يسعون إلى الوصول إليها. كما حذر أوروبان, المعروف بتوجهاته المناهضة للمهاجرين, اللاجئين من المخاطرة بحياتهم وحياة أطفالهم فى سبيل الوصول إلى أوروبا.
   نشرت صحيفة "فرانكفورت اليجيمين زايتونج" الألمانية, مقالا صرح خلاله رئيس الوزراء المجرى, فيما يتعلق بتدفق المهاجرين إلى أوروبا,  قائلا :"إن أوروبا أغرقت بلاجئين معظمهم مسلمين ... والسؤال المهم بالنظر إلى الموقف هل يمكن الحفاظ على الجذور المسيحية لأوروبا أم أنها لم تعد كذلك، وهذا فى حد ذاته يدق ناقوس الإنذار، فالحضارة الأوروبية ليست فى موقف يتيح لها الإحتفاظ بقيمها المسيحية".
     كما أعلن مسؤول عسكري مجري قيام جيش بلاده بمناورات عسكرية جنوب المجر استعدادا لتكليفه بمهمة مراقبة الحدود لتطبيق التشريعات الجديدة لمكافحة الهجرة مع حلول منتصف شهر سبتمبر الجاري.
       فهل تنص اتفاقية دبلن التي يناقش الغرب تطويرها اليوم على تطبيق معيار "المسيحية" في قبول اللاجئين، لكن وكالة الأنباء الألمانية وصحيفة "فيلت" قد أوردتا أخبارًا قالتا فيها إن "سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولونيا وبلغاريا تطبقها، ولن تقبل لاجئين مسلمين". كما أن الاتفاقية لا تنص على ضرب اللاجئين مثلما تفعل المجر، ولا أخذ بصمات النساء بالقوة مثلما تفعل شرطة إيطاليا، ولم تطلب من شرطة التشيك أن تكتب على أيدي اللاجئين (كما الحيوانات!) أرقاماً بعد احتجازهم على متن قطار لكنها تفعل، كما لم تجبر الاتفاقية السويد على إعادة لاجئين منها رغم عدم تسجيلهم بدول الاستقبال لكنها فعلت. وما قالت للمجررين واجهوا اللاجئين بالجيش لكنهم "تطوعوا"!

قسم اللغة الفرنسية

 

 

طباعة