تتضافر جهود الدول التي تعاني ويلات الإرهاب لا من القوات المكلفة بمكافحة الإرهاب والتطرّف فحسب، بل تتكاتف منظماتٌ وجهاتٌ رسمية وغير رسمية مع دول عانت -ولا تزال- إرهابًا أسودَ، ومجتمعات تتجرّع مرارة العنف، وفي إطار التحركات المناهضة لجماعة "بوكو حرام" كشفت الأمم المتحدة عن "مليشيا" موالية للجيش النيجيري تقاتل "بوكو حرام" تحمل اسم "قوة المهامّ المشترَكة المدنية"، وتعمل هذه "المليشيا" وَفقَ خطّةِ عملٍ تمّ توقيعُها في "مايدوجوري"، كبرى مدن ولاية "برنو" في شمال شرق البلاد، بالتنسيق مع القوات النيجيرية.
وردًّا على الأنباء التي تمّ تداولُها بشأن استخدام هذه المليشيا للأطفال نَفَتْ "قوة المهامّ المشترَكة المدنيّة" أن يكون للأطفال دورٌ في عملياتها، وأكّدت أنها تسعى لتحرير الأطفال من استغلال "بوكو حرام"، لا لأَنْ تقومَ هي بذلك، فيما ذكر تقرير الأمم المتحدة السنوي بخصوص الأطفال والصراعات المسلّحة، أنّ 228 طفلًا بعضهم بعمر التاسعة يعملون لصالح "قوات المهام المشتركة المدنية"، مشيرًا إلى أن هؤلاء الصغار يشتركون في عميات الاستطلاع والدوريات الليلية والسيطرة على الحشود ونقاط التفتيش. كانت منظمة الأمومة والطفولة "اليونيسيف" قد أوضحت أن "بوكو حرام" استخدمت 83 طفلًا انتحاريًّا في شمال شرق نيجيريا منذ بداية العام الجاري، أي ما يماثل أربعة أضعاف العدد المستخدم العام الماضي.
واستخدم التنظيم المتطرف 55 فتاة، غالبيتهن تقل أعمارهن عن 15 عامًا، و27 فتًى، ورضيعًا كانت فتاةٌ تحتضنه.
و"مرصد الأزهر" إذ يطالع تلك التقارير ويتابع هذه الإحصائيات، يؤكّد أن "بوكو حرام" و"داعش" و"القاعدة" وغيرها جماعاتٌ خرجت عن إطار الإنسانية، بل إن من الحيوانات ما هو أكثرُ رحمةً بصغاره من تلك التنظيمات التي جعلت من الأطفال زهورِ الحياة أسلحةً فتّاكةً ودروعًا بشريّةً تفتدي بها أنفسَها، أمَا لهؤلاء قلوبٌ تَنبِض؟! أو عقولٌ تفهم؟! أو ضمائرُ تردعها عن جرائمها بحق هؤلاء الأبرياء؟! إنّ مَن يُقدِمُ على تفخيخِ طفلٍ أو الاختباءِ وراءَ فتاةٍ شخصٌ لا يعرف إنسانيّة ولا مروءة، فضلًا عن أن يكون عالمًا من الدين شيئًا أو عاملًا بما جاء به من تعاليمَ وقِيَم.
كما يعلن "المرصد" دعمه لأيِّ جهدٍ هدفُه إنقاذُ البشرية من براثن الإرهاب وضلالات التطرّف، وتحرير البلاد والعباد من حالة الرعب والقلق التي سبّبها أولئك المتطرّفون بإرهابهم وإجرامهم.