في ظل متابعة "مرصد الأزهر" للتطورات وردود الأفعال العالمية في قضية "ميانمار"، جاء موقف منظمة "هيومن رايتس ووتش" فَعّالًا وإيجابيًّا؛ إذ حَثّت "المنظمة" على فرض عقوباتٍ جديدة على الجيش البورمي وحَظْر تصدير السلاح إليه، على خلفيّة ما وصفته الأمم المتحدة وجماعاتٌ حقوقية بحملة تطهيرٍ عِرقيٍّ دَفعتْ أكثرَ من 410 آلاف شخصٍ من مسلمي "الروهينغا" إلى الفرار إلى "بنغلادش" المجاورة.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" في بيانٍ لها: إنّ قوّات الأمن في بورما تتجاهل إداناتِ زعماء العالم لأعمال العنف والنزوح الجماعي للاجئين وأن الوقت حان لفَرْض إجراءاتٍ أشدَّ لا يستطيع جنرالات بورما تجاهلها. وأضافت: "يجب على مجلس الأمن الدولي والدول المعنية فرض عقوبات محددة وحظر السلاح على القوات المسلحة البورمية لوقف حملة التطهير العرقي التي تقوم بها".
كذلك دعت المنظمة الحكومات المعنية إلى "فرضِ حظرٍ على السفر وتجميد أصول مسئولي الأمن المتورطين في ارتكابِ انتهاكاتٍ خطيرة، وتوسيع الحظر الحالي المفروض على السلاح كي يشملَ كلَّ المبيعات والمساعدات والتعاون العسكري، وفرض حظر على المعاملات المالية مع الشركات الرئيسة المملوكة للقوات المسلحة البورمية".
وجاءت ردود الأفعال العالمية منتقدِة ومندِّدة بموقف رئيسة البلاد "أونغ سان سو تشي" الحائزة على نوبل للسلام؛ حيث تعرضت للعديد من الانتقادات والهجوم لعدم تدخلها لوقف العنف الممنهَج ضد مسلمي "الروهينغا" في بلادها ولصمتها على الجرائم التي تُمارَس هناك.
ومع تصاعد الهجوم ضدها، تراجعت الزعيمة البورمية عمّا صرّحت به سابقًا، حيث أعلنتْ "أونغ سان سو تشي"، اليومَ الثلاثاء الموافق 19/9/2017؛ أن بلادها "مستعدة" لتنظيم عودة أكثر من 410 آلاف لاجئٍ من "الروهينغا" فَرّوا إلى "بنغلادش" المجاورة، مُعرِبةً عن "الحزن" حول المدنيين "العالقين" في الأزمة.
وقالت "سو تشي" في كلمةٍ متلفَزة في البرلمان بالعاصمة "نايبيداو"، في أول مداخلة لها بعد أكثرَ من ثلاثةِ أسابيعَ من الاضطرابات في غرب البلاد: "نحن مستعدون لأن نبدأ التحقيق" في هُوِيَّات اللاجئين بهدف تنظيم عودتهم.
وتابعتْ "نُندّد بكل انتهاكات حقوق الإنسان". لكن دون أن تأتيَ على ذكر الجيش الذي تُوَجَّه إليه اتهاماتٌ بإحراق قرى وإطلاق النار على مدنيين.
وتابعت "سو تشي": إن قوات الأمن تَلَقَّتْ تعليماتٍ من أجل اتّخاذ كل الإجراءات لتفادي الأضرار الجانبية وإصابة مدنيين بجروح، خلال عملية مكافحة الإرهاب.
وقالت "سو تشي": "نشعر بالحزن الشديد لآلام الأشخاص العالقين في الأزمة"، مشيرةً إلى المدنيين الذين فَرّوا إلى "بنغلادش"، وأيضًا إلى البوذيين الذين هربوا من قراهم في المنطقة، مضيفةً في خطابها: "لا نريد أن تكون بورما منقسمة حول المعتقدات الدينية".
يُذكر؛ أن موقف الزعيمة البورمية الأخير جاء بعد صمتها المتخاذل عن الجرائم التي حَلّت بالمسلمين هناك مدة طويلة، كما أنها لم توجِّه قَطُّ ولم تُشِرْ بأصابع الاتهام لجنرالات الجيش البورمي الذين يرتكبون هذه المجازر، بل إنها نَفَتْ سابقًا تَعَرُّضَ مسلمي "الروهينجا" لأيِّ تطهيرٍ عرقيٍّ أو لأيِّ اضطهادٍ دينيّ، وقالت" إنّ وَصْفَ ما يجري هناك بأنه "تطهير عرقي" يُعَدّ أمرًا مُبالَغًا فيه!، مضيفةً؛ أن المسلمين هم من يَقتلُ بعضُهم بعضًا في بورما!
وحدة رصد اللغة العربية