"كايلا موللر" – ضحية أبو بكر البغدادي الجديدة

  • | الجمعة, 11 سبتمبر, 2015
"كايلا موللر" – ضحية أبو بكر البغدادي الجديدة

ذكرت العديد من الصحف العالمية والمحلية مقتل موظفة الإغاثه الأمريكية " كايلا موللر" على يد تنظيم الدولة الإرهابي أثناء احتجازها، وذلك بعد تعرضها للاغتصاب عدة مرات. كما وردت أخبار متضاربه عن أنها كانت زوجة للبغدادي وأخبار أخرى أنها كانت جارية أو ملك يمين له، النهاية أن كايلا مولر قتلت بعد اغتصابها عدة مرات على يد أبو بكر البغدادي نفسه، وقد حكى قصتها فتاتان يزيديتان كانتا محتجزتين معها ولكنهما تمكنتا من الهرب فيما بعد، وقد رفضت كايلا موللر الهروب معهما وذلك لأن ملامحها الغربية قد تتسبب في كشف هويتها بسرعة، الأمر الذي كان يمثل خطورة عليها ومن معها. تروي الفتاتان أن "كايلا" كانت تمد لهما يد العون كثيراً وقد تعرضت للأذى بسبب تلك المساعدة. 

هذا وقد تضاربت الأنباء حول سبب وطريقة موتها، فيدعي تنظيم الدولة أنها قتلت أثناء إحدى غارات طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة الرقة، بينما تنفي قوات التحالف هذا الأمر، ولكنها لم توضح ملابسات قتلها.

أنباء كثيرة تؤكد تعرض الأمريكية "كايلا موللر" للاغتصاب، وهذه ليست حالها وحدها وإنما حال مئات أخريات من النساء اللائي يتعرضن كل يوم على أيدي ميليشيات التنظيم الداعشي للاغتصاب أو السبي أو المعاشرة بالإكراه، بداعي أنهن ملك يمين. ربما اهتمت بها الصحف أكثر من غيرها لأنها أمريكية، أو لأن أبو بكر البغدادي قائد هذا التنظيم الأكثر دموية في العصر الحديث هو المتهم الأول في اغتصابها.

هناك عدد من التساؤلات التي تفرضها الأخبار الواردة حول قضية "كايلا موللر"
أولها ان كايلا موللر اختطفت في أغسطس 2013 وقد بقيت رهينة لمدة 18 شهر لدي تنظيم الدولة: هل ماتت أخيرا بسبب اغتصابها؟ أم قتلها أعضاء التنظيم؟ أم ماتت في غارة جوية كما يدعي أعضاء التنظيم الإرهابي؟ من ناحية أخرى يبقى الخطاب الذي أرسلته كايلا إلى والديها محل جدال، فقد ورد في الخطاب أنها تعامل معاملة حسنة، وأنها في مكان آمن، وأنها تتمتع بصحة جيدة، والسؤال هنا: كيف تمكنت من إرسال هذا الخطاب وهي محتجزة؟ وهل يمكن أن تكون "كايلا" المختطفة لدى تنظيم الدوله كتبت هذا الخطاب بمحض إرادتها فعلا؟ ثم أين هذا الأمان وقد ماتت بين أيديهم.

على أي حال فالأخبار والتقارير التي وردت بشأن تلك الفتاة ليس لها إلا تفسير واحد: كايلا موللر الفتاة الأجنبية التي ذهبت إلى مناطق خطيرة في العالم العربي من أجل القيام بأنشطة الإغاثة اتجاه المرضى والمحتاجين وجدوها جثة هامدة بعد اختطافها من التنظيم الداعشي الإرهابي، الذي استحل ما حرم الله، وتعامل مع كايلا على أنها ملك يمين يحل معاشرتها جنسياً، ولا نعلم حقيقة من أين لهم بهذه الأحكام الدينية الشاذة التي يتخذونها ذريعة لتلبية شهواتهم. فما يفعله هؤلاء ما هو إلا تحريف وتشويه لرسالة الإسلام السمحة، ولا يخفى أنهم اعتادوا على تفسير كثير من الآيات والأحاديث تفسيرا شاذا. لقد ماتت كايلا أو قتلت كما مات أوقتل غيرها الكثيرون من قبل من أمثال الملاكم غاشي وغيره، وإن كانت كايلا قد اختطفت واعتبرت أسيرة فإن غاشي انضم إليهم بمحض إرادته وعمل معهم طويلا، الأمر الذي يدل أن القتل هناك لا يفرق بين صديق أو عدو، ولا بين مسلم وغير مسلم.

 

وحدة الرصد الألمانية بـمـرصد الأزهر

طباعة