في ظل حالة التوتر والقلق التي تشهدها كينيا على خلفية أحداث سياسية اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية، والتي تسببت في حالة من الفوضى اندلعت على إثرها مواجهات وصلت في بعض الأحيان لدرجة المواجهات العنيفة والاشتباكات الدامية، أزمة الانتخابات التي حسمها القضاء الكيني بإجراء جولة إعادة بين الرئيس المنتهية ولايته (أوهورو كينياتا) وزعيم المعارضة (رايلا أودينجا) في السادس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري، اقتحم مسلّح مجهول الحرم الجامعي للجامعة التكنولوجية في مومباسا في مقاطعة كوالي الساحلية اليوم الثلاثاء، وقال مسئول بالشرطة إن موظفتين لقيتا حتفهما كما أصيب سائق وشرطيان في الهجوم.
ويعيد الهجوم للأذهان الهجوم الوحشي الذي شنّه عناصر من حركة الشباب الصومالية على جامعة "جاريسا" الكينية عام 2015، والذي راح ضحيته 148 طالبًا، مما يجدّد المخاوف من تكرار ذلك الهجوم، خاصة في ظل انشغال البلاد بالانتخابات الرئاسية.
ويرى مرصد الأزهر أن الهجوم على عدم وضوح منفّذه وأهدافه، إلا أنه ينذر باحتمالية وقوع هجمات مماثلة بالبلاد، يزيد من أوجاعها، ويؤثر على استقرارها الذي تطمح إليه، كما يدعو المرصد لتكثيف جهود مقاومة النشاط الإجرامي أيّا كان مصدره ومموله وهدفه؛ فالعنف والإرهاب خطر محدق بالإنسانية مهما كان مسماه ومهما كانت مبرراته، كما يؤكد المرصد على حرمة الدماء وعدم وجود أي مسوّغ لقتل نفس مسالمة أو ترويع العزّل أو تهديد أمن البلاد والعباد وجعل حياتهم في خطر دائم.