في مُنعطفٍ جديدٍ وخطير، عاودتْ "حركة الشباب" الصومالية هجماتِها الوحشيّةَ؛ حيث استهدفت "الحركة" طريقًا مزدحمًا بالعاصمة "مقديشو"، ممّا أسفر عن مقتل نحو أربعين شخصًا وإصابة العشرات -حسَب الشرطة الصومالية- وقد وقع الهجوم الأول عندما فجّر انتحاريٌّ سيارتَه الملغومة عند تقاطُع (K5) بـ "مقديشو"، قُرْبَ مكاتبَ حكوميّةٍ وفنادقَ ومطاعمَ؛ ممّا أدّى إلى تدمير عدة مَبانٍ واشتعال النار في عشرات السيارات، وهو مُفترَقُ طُرُقٍ مأهولٌ بالمارّة والسيارات.
وفي تعليقه على هذا الهجوم، قال ضابط الشرطة "محمد ضاهر": "إن معظم القتلى مدنيّون، وإنّ عددًا من واجهات المحلات في تلك المنطقة تَضَرّر أضرارًا بالغة جَرّاءَ التفجير، فيما هُرِعت الفِرَق الطبية وسيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار لمساعدة الضحايا".
كما يُذكر أنّ الهجوم وقع بالقرب من فندق "سفاري" المشهور بتردُّد الصوماليين العائدين من الخارج عليه، فضلًا عن موظفين بالحكومة وصحفيين وأجانب.
وبعد الانفجار الأول بحوالي ساعتين، وقع الهجوم الثاني بالأسلوب نفسِه، عن طريق سيارةٍ مفخَّخة أيضًا في منطقة "المدينة المنورة"، في العاصمة "مقديشو"؛ ممّا تَسبّب في مقتل مدنيين، حسَب مصدرٍ أمنيّ، ولم يُحَدِّد المصدر عددهم، فيما أفادت الشرطة في بيانٍ لها؛ أنه تمّ إلقاء القبض على مشتبهٍ فيه بزرْع المتفجرات في منطقةٍ حيوية، بها عددٌ من المنشآت الحكومية والفنادق.
من جانبها، أعلنت "حركة الشباب الصومالية" مسئوليتها عن الانفجارين، عَبْرَ وكالة أنباء "شهادة" التابعة للحركة، متوعِّدةً بشَنّ مزيدٍ من الهجمات، كما زعمت الحركة أن استقالة وزير الدفاع الصومالي، والقائد العامّ للقوات المسلّحة الصومالية، إنما هو بسبب فشلهما في مواجهة مقاتلي "الشباب" -بحسَب زَعْم "الحركة"- فيما عزا مراقبون الاستقالةَ لأسبابٍ أخرى.
و"مرصد الأزهر" إذ يتابع هذه التطوّراتِ الخطيرةَ؛ فإنه يُدين الهجماتِ الوحشيّةَ التي تَشُنّها "حركة الشباب"، بحثًا عن حُلمٍ مزعومٍ بإقامة الدولة الإسلامية، والحُكْم بشريعة الله -كما تَدّعي الحركة- بينما أفعالهم المَشينة بعيدةٌ كلّ البُعْدِ عن تعاليم الإسلام وهَدْيه القويم، فما كان قيام الدولة الإسلامية على أشلاء الأبرياء، وما كان هدف الإسلام يومًا ترويع آمِنٍ أو تهديد مطمئن، وإن كان مخالفًا في العقيدة، وإنما الإسلام جاء بالسلام للبشرية كافّةً، ولكنّ هؤلاء الأدعياء لا يعلمون.