كما نوّه مرصد الأزهر من قبلُ، بأن التنظيم لن ينتهيَ بمجرد هزيمته، بل إنه سيحاول أن يزرع جذورًا أخرى في معاقلَ أخرى.
فحالما يُهزم داعش، لن تترك فرنسا كليّةً العراقَ وسوريا بعد تحقيق الانتصار الكامل على قوات داعش الإرهابية، ولن تُخليَ القوات الفرنسية الساحة السورية والعراقية بشكلٍ كامل ومباشر. هذا ما صرَحت به وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، لجريدة لوموند الفرنسية، حيث قالت: إن المَهامّ الموكلة إلى الجيش الفرنسي في سوريا والعراق لن تنتهيَ كليّةً مع تحقيق الهزيمة الكاملة والنهائية لداعش، فإن مخاطر تَشَكُّل حركاتٍ إرهابية أخرى لا تزال قائمة حتى الآنَ في المنطقة.
وأردفتْ قائلةً: إن الرابط بين التهديدات الإرهابية على أراضينا الفرنسية واحتمالات التهديد الممكنة التي يُمثِّلها هذا الإقليم في المستقبل، يجعلنا نُفَكِّر ألّا نتركَ المنطقةَ بين ليلةٍ وضُحاها.
وورَدَ في الكتاب الأبيض عام 2013: إن الخطر والتهديد الأكبر والمُتمثِّل في الإرهاب يُشَكِّل واقعًا أمنيًّا نعيشه اليوم، ونحن لم نُعِرْهُ انتباهًا وقتَ أنْ كان "داعش" يُنظِّم صفوفه، ويَقوى على الأراضي السورية والعراقية.
من جانبه، شَكّك الرئيس السوري بشار الأسد، في عدة مناسباتٍ من قدرة التحالف الدولي على مواجهة الإرهاب، بما في ذلك الدولة الفرنسية، فقال في هذا الصدد: إن كل العمليات التي تتم بدون التنسيق مع الحكومة السورية هي عملياتٌ غيرُ شرعية، وإن وجود أيِّ تشكيلاتٍ عسكرية على الأراضي السورية هو مَحْض اجتياحٍ وتَعَدٍّ على أراضينا.
فهل الخوف من عودة الأيديولوجية الداعشية بعد دحْر تنظيمها هو السبب في نية فرنسا تلك؟ أم أن هناك من البَواعث الأخرى ما يقف وراء ذلك؟
مرصد الأزهر "فرنسي"