دراسة حديثة: العقيدة الدينية لا تدفع الشباب الأفريقي للتطرّف والعنف

  • | الأربعاء, 25 أكتوبر, 2017
دراسة حديثة: العقيدة الدينية لا تدفع الشباب الأفريقي للتطرّف والعنف

     تابَع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف باهتمام بالغ ما أشارت إليه دراسة دُوَلية حديثة، أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، فيما يتعلق بأسباب اتجاه الشباب الأفريقي إلى العنف، وانضمامهم للجماعات المتطرفة في أفريقيا وخارجها؛ حيث أكدت الدراسة أن الحرمان والفقر والجهل والتهميش، هي العوامل الرئيسية التي تقذف بالشباب الأفارقة في أتون التطرف العنيف. وأوضحت ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بروكسل، "بربارا مونتيرو" في مؤتمر صحفي؛ لعرض الدراسة التي حملت عنوان: "رحلة للتطرف في إفريقيا" - أوضحت أن العقيدة الدينية لا تدفع الشباب إلى التطرّف، وإنما أسباب ذلك عوامل أخرى تتعلق بالفقر والجهل والتهميش. وتابعت "مونتيرو" أن ارتفاع وتيرة التطرف العنيف في أفريقيا، يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار والتنمية في العالم"، لافتةً إلى أن نحو 33 ألف رجل وامرأة فقدوا حياتهم في اعتداءات تحمل طابعًا متطرِّفًا وعنيفًا. وبحسب نتائج الدراسة التي استندت إلى مقابلات أجريت مع نحو 500 عنصر من العناصر المنتمية لحركات متطرّفة؛ مِثل حركة الشباب الصومالية، وجماعة "بوكو حرام"، فقد اختلفت عوامل انضمام هؤلاء الشباب للجماعات المتطرفة من شاب لآخَر، بين جهل وتهميش وفقر، وبَحْث عن الذات ومعاناة من اضطهاد وسَعْي لتحقيق مكاسب مادية، إلا أن العقيدة الدينية والسَّيْر وَفق تعاليم الأديان على اختلافها لم يكن أحدَ الأسباب الحقيقية لنزوع هؤلاء الشباب إلى التطرّف. ومرصد الأزهر إذ يطالع مثل هذه الدراسات والتقارير، فإنه يُثمِّن موضوعيتها وإدراكها الأسباب الحقيقية للتطرف، وعدم الانسياق وراء ما يتردد ليل نهار؛ من أن الأديان هي المسئول الأول عن انتشار العنف وتفشي التطرف في ربوع العالم، ولعل الإسلام هو أكثر الأديان تعرضًا للظُّلم بمثل هذه الاتهامات، التي ما هي إلا محض افتراءات يرددها أعداء السلام ومناهضوا الفكر القويم. كما يؤكد المرصد أن البحث في عوامل التطرف الحقيقية أولى وأجدر بالاهتمام من مجرد التشدق بنغمة "الأديان والمناهج والشرائع والتراث ومسئوليتها عن انتشار العنف والتطرف في العالم"، إن الأديان والشرائع جاءت لهداية البشرية سُبُلَ السلام، ولإرشاد الإنسانية إلى الخير والتنمية والنفع العام، لا الجهل والتخبط والتردي في هاوية القتل والتخريب.

طباعة
كلمات دالة: