في إطار متابعته لشؤون التطرف، وضع مرصد الأزهر مجهره على تحقيق أجرته فرانس إنفو حول توجيه تهمة تمويل الإرهاب لثلاثة من الآباء لفرنسيين منضمين لداعش.
يذكر أن العديد من الأسر يخشون تعرضهم للمقاضاة من أجل إرسال أموال إلى أبنائهم في منطقة الصراع في العراق وسوريا.
ودافع الأب محمد عن موقفه، بقوله لفرانس إنفو: عندما غادر ابني إلى سوريا، لم أكن أرغب في التحدث إليه بعد الآن، ولكن عندما عاود الاتصال معي وطلب منى أن أُرسل له مالًا، لم أستطع أن أقول له: لا، على الرغم من شعوري بالخيانة بسبب انضمامه لصفوف داعش في عام 2014م، وأرسلت له العديد من الحوالات، بمبالغ صغيرة، بضع المئات من اليورو.
ويخشى هذا الأب من الملاحقة القضائية بتهمة تمويل الإرهاب وخرق الثقة، فيما يتعلق بمشروع إرهابي، مثلما حدث مع فاليري دو فاليري، آن، وريمون دونج، ويشتبه في أن هؤلاء الثلاثة قد حولوا الإعانات العامة التي دفعت لهم إلى ذويهم عن طريق الجمعيات في سوريا، وتلك جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بعقوبة السجن لمدة عشر سنوات.
وتابع الأب قائلًا: كانت الأموال التي أرسلتها من أموالي الشخصية، وليس من المال العام، مشيرًا إلى أن ابنه غادر دون أي شيء، خلافًا للعديد من الشباب الآخرين، وأوضح أن ابنه طلب منه المال من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأضاف متسائلا: بوصفي أَبًا، كيف تريد مني أن أرفض إعطائه شيئًا للأكل؟ لن أدع ابني يموت جوعًا!.
ومن جانبها تقول دومنيك بونس، التي تساعد أُسَر الجهاديين، ورئيس تحركات الجمعية السورية: يمكننا أن نفهم أن العائلات ترسل الأموال لأطفالها، وهذا عمل إنساني، وهذا لا يعني أنها تساعد الإرهابيين.
ووفقًا للتحقيق الذي أجرته فرانس إنفو مع العديد من الآباء، مثل محمد، الذين أرسلوا الأموال إلى ذويهم المنضمين لصفوف داعش في منطقة الصراع، هذا الأمر ليس جديدًا، ولكن محاكمة الآباء الثلاثة بتهمة تمويل الإرهاب، تعد هي المرة الأولى التي تتم فيها محاكمة الأُسَر مثلما أوضح مصدر قضائي.
وحدة رصد اللغة الفرنسية