بوكو حرام تواصل مسلسل استهداف المساجد بنيجيريا

  • | الأربعاء, 1 نوفمبر, 2017
بوكو حرام تواصل مسلسل استهداف المساجد بنيجيريا

واصلت جماعة بوكو حرام الإرهابية إجرامها الوحشيّ مستهدفةً أماكن جعلها الله للعبادة، وحرّم فيها الترويع والتهديد وإفساد العبادة على العباد الذين ما أتواْ لتلك الأماكن إلا فرارًا من الدنيا لاجئين إلى الله، مبتهلين، له بالدعاء، متضرعين إليه بالصّلوات أن يخلّصهم من شر هذا الإرهاب الأسود، إلا أنّ ذلك الإرهاب لم يرحمهم، ولم يحترم قدسية المكان، ولا حرمة دماء أبرياء ذهبوا للصّلاة فعادوا أشلاء؛ حيث تطاولت يد الخسة والإرهاب على أحد المساجد النيجيرية في جريمة جديدة تضاف لسجلّ جرائم هذه الجماعة، رصدتها عين مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف.
وقد وقعت هذه الجريمة عندما قام انتحاري بتفجير نفسه داخل مسجد يبعد نحو 15 كيلو مترًا شمال مايدوغوري عاصمة ولاية برنو وقت صلاة الفجر يوم الاثنين 30 أكتوبر 2017.
وطبقًا لما صرّح به "أجيري يالا" الذي يرأس القوة المدنية المشتركة المحلية في المنطقة خلال اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" فإنّ ذلك الانتحاري تظاهر بأنّه دخل لأداء الصلاة ثمّ قام بتفجير نفسه عن طريق حزام ناسف، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.

ويرى المرصد أنّ إقدام بوكو حرام على جريمة وحشية كهذه لا يشكّل أمرًا جديدًا أو مستهجنًا؛ إذ حفل تاريخ هذه الجماعة بجرائم نكراء لا تفرّق بين مسجد وكنيسة، ولا بين مدني وعسكري، ولا بين مسلم وغيره، فالإرهاب الذي تمارسه بوكو حرام منذ نشأتها إنّما هو اعتداء على الإنسانية بكل جوانبها، وإجرام بحق الأديان وانتهاك صارخ للمبادئ والقيم الإنسانية.
كما يؤكّد المرصد أنّ بوكو حرام التي ترفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، لا تعرف من هذه الكلمة إلا نقشها؛ إذ جهلت شروطها ومتطلباتها، فانطلقت تقتل وتسفك باسم الدّين وهو منها براء، غير عابئة بجرم ما تقترفه من إجرام لا يرحم كبيرًا ولا صغيرًا، رجلًا ولا امرأةً، مسلمًا أو غير مسلم عابد في صومعته أو غيره، ألم يقرأ هؤلاء قول الله تعالى: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم"، وفي هذا وعيد صريح لمن يكون سببًا في تخريب بيوت الله في الأرض، أم أنّ مسامعهم لا يرد عليها إلا أهازيج القتل وشعارات التكفير ونداءات التخريب؟! فكيف تصل بهؤلاء المجرمين الجرأة على تفجير بيوت الله وقتل من فيها، ثم يأتي بعد ذلك من ينسب أفعال هذه الجماعات التي يرفضها الإسلام ويتضرّر منها أيّما ضرر، إلى الإسلام ذاته؟! فأي عقل وأي منطق يقبل هذا؟! أفلا يتدبرون؟!

وحدة الرصد باللغات الإفريقية

 

طباعة
كلمات دالة: