الصومال تتخذ عدة تدابير لمواجهة حركة "الشباب"

  • | الخميس, 2 نوفمبر, 2017
الصومال تتخذ عدة تدابير لمواجهة حركة "الشباب"

     استعادت الصومال توازنها سريعًا، بعد سلسلة الهجمات العنيفة، التي شنّتها حركة "الشباب الصّومالية" على العاصمة مقديشو، مخلفةً ورائها قتلى وجرحى قُدر عددُهم بأربعمائة ، فضلًا عن حجم الدّمار الهائل الذي ضرب قلب المدينة؛ حيث أعلن الرئيس الصّومالي/ محمد عبد الله فارماجو، عن عدد من التدابير والتحرّكات في سبيل تكثيف جهود مكافحة حركة الشباب، تتضمن هذه التدابير تغييرات في صفوف القيادات الأمنية بعد ثبوت بعض التقصير من جانبهم؛ وذلك لتعزيز الإجراءات الأمنية، وملاحقة أوكار الإرهابيين بالبلاد، للحيلولة دون وقوع مزيد من الهجمات.
كما قام الرئيس الصومالي، بجولة شملت ثلاثًا من دول الجوار، هي: إثيوبيا، وجيبوتي، وأوغندا، بهدف الحصول على دعم عسكري يعزّز من قدرة الصّومال على مواجهة أنشطة حركة الشباب، وصرحت مصادر محلية بإقليم جيدو بولاية جوبا، بأن تحركات الرئيس الصومالى أثمرت عن إرسال إثيوبيا قواتٍ إضافيةً، قوامها نحو ألف جندي، كذلك أكّد مسئولون بالولاية وصول القوات الإثيوبية، حيث ستشارك في الهجوم المرتقب الذي أعلن عنه الرئيس الصّومالي، لملاحقة عناصر الشباب وتدمير معاقلهم، ومن المتوقّع أن تقوم جيبوتي وأوغندا بتحرّك مماثل، بدعم الصّومال بقوات إضافية ومعدات عسكريّة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ولم تكتف الحكومة الصّومالية بهذه التدابير الأمنية ودعم دول الجوار، إنّما ثمّة تحرّكات أخرى لبحث سبل الحصول على مزيد من الدّعم، في مواجهة الإرهاب الذي تمارسه حركة الشباب؛ حيث أجرى الرئيس "فارماجو"، عدة مشاورات مع عدد من القادة والرؤساء الأفارقة، كان آخرها اتصال أجراه مع نظيره المصريّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحَثَا خلاله سُبل تعزيز التعاون بين البلدين، والدور الذي تلعبه مصر كدولة محوريّة بالمنطقة في دعم الصّومال وحفظ استقرارها، وخاصةً التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف، وجهود الحكومة الصومالية لاستعادة الأمن والاستقرار، بما يلبى طموحات الشعب الصّومالى فى تحقيق التنمية والازدهار.
من جهته أعرب الرئيس الصّومالى، عن تثمينه للمواقف المصريّة فى مساندة الصّومال، وحرصه على استمرار المستوى العالي من التنسيق والتشاور مع مصر، إزاءَ مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة خطر الإرهاب المتنامي.
ميدانيًا تمكنت القوات الصّومالية مدعومة بقوات بعثة الاتحاد الإفريقي (أميصوم)، من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في إقليم شبيلي السفلى جنوب البلاد، عقب حملات أمنية واسعة شنّتها ضد عناصر حركة الشباب، وذكر أحد الضباط بالإقليم أنّ القوات سيطرت على قرى Mukay Dumis",Digta Gosarow Idow Gudow، دون أية مقاومة من قِبَل عناصر الحركة.
ويؤكد مرصد الأزهر أنّ القضاء على الإرهاب ليس بالأمر المستحيل إذا ما توحّدت الجهود، وخلصت النّوايا وزادت التوعية بمخاطره، فتجفّ منابعه وتنقطع سبل تمدّده ويفتضح أمره للعامّة ممن تعمل جماعات العنف والتطرّف، على إغوائهم والتغرير بهم تحت شعارات التديّن والسعي لمرضاة الله، بينما تتناقض أفعالهم وأقوالهم مع أسس الدّين وركائزه وتعاليمه السّمحة، كما ينوه إلى أهمية المواجهة الفكرية والميدانية، لاجتثاث التطرّف من جذوره، واقتلاع التشدّد من أساسه.

وحدة رصد اللغات الأفريقية

طباعة
كلمات دالة: