الإسلام دين المبادئ والمثل الأخلاقية

  • | الأربعاء, 8 نوفمبر, 2017
الإسلام دين المبادئ والمثل الأخلاقية

قضى الله جل شأنه أن تكون الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس فقال تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} أي كنتم خير الناس للناس ، بمعنى : أنفع الناس للناس ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : معناه : كنتم خير الناس للناس، تأتون بهم فتدخلونهم في الإسلام، فخيرية الأمة مرتبطة بتحقيقها للنفع ونشر الخير بين الناس ، وهل من الخير والنفع ترويع الآمنين وسفك دمائهم بغير ذنب؟

ولقد جاءت تعاليم الإسلام  كلها رحمة وشفاء لما في الصدور، قال تعالى: "يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ". ولأن شفاء الصدور إنما يتحقق بالأمن والسلامة كان الإسلام هو دين السلام لجميع البشر، قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" [البقرة: 208]، فهذه الآية تحضُّ على الدخول في السلم العالمي ، وبالتالي  فلا يجتمع الإسلام مع العنف والاعتداء أبدا ؛ لأنهما ضدان متناقضان، ولذلك فالمسلمون مأمورون بالبداءة بالسلام لكل من يقابلهم ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص ــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»، والسلام كلمة أمان ورحمة واطمئنان ، وإشاعة للأمن بين الناس جميعا، فلا يجتمع الضدان: السلام والعنف.

 بل إن المسلمين مأمورون بالبحث عن السلام والجنوح إليه إذا جنح العدو إليه ، وذلك في حال الحرب المعلنة ، فكيف بغير ذلك قال تعالى: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ - وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" ولما  كان العدل أساس السلام في الأرض وعنصرا قويا في تحقيق الأمن العام  أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل صريحا، حيث قال: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" .

ولم يفرق الإسلام بين الناس في مسألة العدل بسبب الجنس أو الديانة أو العرق، فحقوق الإنسان في نفسه وماله وعرضه مكفولة في الإسلام باعتبار أن كل البشر عند الله بمكانة واحدة من حيث العدل بينهم، ولا تمييز بين الناس إلا في مسألة الطاعة لله سبحانه وتعالى والتقوى قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ، وفي ذلك أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم: " أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ ".

طباعة
كلمات دالة: