حركة الشباب والعودة لأسلوب المحاكمات

  • | الأربعاء, 8 نوفمبر, 2017
حركة الشباب والعودة لأسلوب المحاكمات

جعلت حركة الشباب الصّومالية من نفسها الخصم والحكم، وقضت بإزهاق أرواح أربعة أشخاص لا لتهمة إلا لأنهم قاموا بواجبهم تجاه وطنهم، وأبلغوا السلطات بمعلومات عن أماكن تمركز عناصر الحركة الإرهابية.
جاء ذلك في بيان أعلنته الحركة من خلال مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي الجناح الإعلامي للحركة؛ حيث ادعت الحركة أن إعدام الأشخاص الأربعة جاء تنفيذًا لحكم بعد ثبوت ردتهم - حسب تعبير الحركة - وأنهم كانوا يعملون لصالح الاستخبارات الإثيوبية والحكومة الصّومالية في مدينة بوآلي بولاية جوبا جنوب الصومال.
وقد حرصت الحركة على أن يتم تنفيذ هذه الجريمة التي تعتبرها حدًّا من حدود الله - وما هو بذلك- في ساحة كبيرة وسط المدينة، على مسمع ومرأى من المئات من أهالي المدينة وضواحيها ومسؤولي الحركة.
وقد كشفت الحركة في بيانها عن هوية المتهمين الأربعة وهم: عبد الرزاق حاشي عباس، عمر غذري عمر، محمد أبا ميو، مصطفى معلم حسن، وأوضحت مهمة كلٍّ منهم بالتخابر مع القوات الإثيوبية، وتقديم معلومات للحكومة الصّومالية بشأن معاقل الحركة وتحرّكات عناصرها.
وأشارت الحركة في بيانها إلى أن تنفيذ الحكم بإعدام المتهمين الأربعة رميًا بالرصاص جاء وفقًا للقرار الذي أصدره قضاة المحكمة الإسلامية - حسب تعبير الحركة - بردة المتهمين ممَّا استوجب إعدامهم بهذه الطريقة.
ومرصد الأزهر لمكافحة التطرّف إذ يتابع هذه الجريمة لعناصر حركة الشباب، يعتبر أن إقدام الحركة على تنفيذ عملية كهذه يعد عودة من الحركة لأسلوب كانت تتبعه وتحوّلت عنه منذ فترة؛ إذ كانت الحركة تتبع أسلوب المحاكمات في المناطق الخاضعة لسيطرتها من باب استعراض القوة وإظهار السيطرة وتملّك زمام الأمور في تلك المناطق، ولعلّ قيام الحركة بتنفيذ هذا الحكم في هذا التوقيت له دلالة لا يمكن أن نغفلها، وهي رغبة الحركة في التغطية على أنباء الخسائر التي تتكبدها جراء العمليات العسكرية الموسّعة، التي بدأتها الحكومة الصّومالية مدعومة بقوات الاتحاد الإفريقي بالصّومال "أميصوم"، وقيادة القوات الأمريكية "أفريكوم" مما قد يمنح الحركة وعناصرها نصرًا ولو معنويًّا على حساب أرواح أبرياء، وضعتهم أقدارهم في طريق جماعات لا تعرف سوى العنف طريقًا والتشدّد منهجًا والقتل والتخريب طابعًا وسبيلًا.

وحدة رصد اللغات الإفريقية

طباعة
كلمات دالة: