في إطار تفعيل الحوار بين الأديان في إسبانيا؛ لما له من آثار إيجابية في تحقيق التعايش المجتمعي وترسيخ مفهومي المواطنة والعيش المشترك، تعقد الجامعة الصوفية بمدينة "آبِلَة" الإسبانية، اليومَ وعلى مدار ثلاثة أيام، ملتقى إسلامي - مسيحي للحوار بين الأديان تحت شعار: "بناء السلام، تحدٍّ أمام المسيحية والإسلام"، ويَهدِف الملتقى إلى استعادة المعنى الحقيقي لكلتا الديانتين اللتين قد حُجبت قيمتهما ومعناهما الحقيقي لمن يؤمنون بهما، وكذلك تغيُّبهما على المستوى الثقافي، كما يَهدِف إلى إقامة حوار أُخوي بين ممثلي الديانتين؛ لبيان مدى إسهاماتهما الكبيرة في ترسيخ سلام اجتماعي حقيقي.
وأوضح أسقف "آبلة" أن هذا الملتقى جاء باقتراح من مفتي لبنان "غسان الكيس" وأبرشية "آبلة"؛ وذلك على خلفية الهجمات الإرهابية المتتالية التي وقعت في أوروبا، ويُعتبر هذا الملتقى فرصة لترسيخ أواصر الصداقة والسلام فيما بين الأديان، وبيان مدى كراهية منفّذي هذه الهجمات للأديان والبلدان.
وأكد الأسقف أن مثل هذه الاجتماعات لا بُدَّ أن تكون ثابتة ومستمرة، وينبغي تكثيف الحوار والصِّلات مع غير المسيحيين.
جديرٌ بالذكر؛ أن الملتقى سيتناول ستة مواضيع رئيسة هي: أهمية الدين في بناء المجتمع، وصورة الله في القرآن والأناجيل، وشكل التضامن والتعاون، والعمل الاجتماعي الذي يُعزّز التقارب بين كلتا الديانتين، وبناء السلام الاجتماعي، وتحدّي الأديان في عالم العولمة.
ويضمّ الملتقى عددًا من القيادات الدينية والعلمية من كلتا الدياناتين.
من جانبه، يُثمّن مرصد الأزهر مثل هذه الفعاليات النشطة، ويأمُل أن تتّسع دائرة المشاركين بها، وأن يتمّ تنظيمها بشكل دوري؛ والتي تأتي استجابة لمتطلبات الواقع في سبيل مواجهة أي خطر يحدق بأبناء المجتمع الواحد، ويؤثِّر سلبًا على تضامنهم ووَحدتهم.