حظر موقع "يوتيوب" الإلكتروني، فيديوهات أنور العولقي، أحد أبرز منظري تنظيم القاعدة والذي يحمل الجنسية الأمريكية ويتحدث اللغة الإنجليزية ويعمل على تجنيد الإرهابيين في العالم؛ لتضمنها رسائل تحض على التطرف والإرهاب، في إطار التغيير الجديد الذي أدخله الموقع على سياسته.
وأفاد موقع صحيفة " The Washington Free Beacon" الأمريكية، أن "يوتيوب" امتنع عن أن ينفث، "سموم" أنور العولقي في عقول الشباب، كما لاحظ الموقع أنه عند كتابة اسم "أنور العولقي" على يوتيوب، في فصل الخريف هذا العام، كان يظهر أكثر من 70000 فيديو متوفر له، ولكن هذا العدد انخفض إلى 18600، منذ تطبيق موقع "يوتيوب" للسياسة الجديدة، وأصبحت معظم مقاطع الفيديو المتاحة، تحت هذا الاسم، عبارة عن تقارير إخبارية، تتناول حياته وموته، ومناقشات حول مقتله وعمله، وغيرها من المواد ذات الصلة. كذلك رصد موقع الصحيفة، اختفاء عدد من المقاطع التي كان يتحدث فيها "العولقي"، بعد أن قامت الصحيفة بإرسال استفسار خلال الأسبوع الماضي، حول التغيير في سياسة "اليوتيوب".
وكانت فيديوهات أنور العولقي قد ساهمت، في تجنيد عدد من الإرهابيين الذين اكتوت أمريكا نفسها بنيرانهم؛ حيث كان من بينهم، منفذا تفجير ماراثون بوسطن، و حادثة فورت هود، كذلك منفذا هجومي نادي أورلاندو الليلي، وسان بيرناردينو بكاليفورنيا، فضلًا عن العلاقات التي كانت تربطه، بعدد من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، عندما كان عضوًا في تنظيم القاعدة في اليمن.
وعلى الرغم من أن "العولقي"، قُتل في غارة جوية قامت بها الولايات المتحدة في 2011، وانتهى "وجوده الفعلي أو التنظيمي"، إلا أن "فكره" لم يغب، قبل تلك الخطوة التي اتخذها "يوتيوب"، لذلك من الضروري أيضًا، أن تنتهج منصات الفضاء "السيبراني" نفس النهج، فهناك الكثير من أمثال "العولقي"، ممن تساعد رسائلهم ومحاضراتهم وخطبهم، في تجنيد الإرهابيين والمتطرفين لارتكاب أعمال عنف، والتي تسجل نسب مشاهدة عالية من قبل الشباب.
ويعتبر المرصد ما قام به موقع "يوتيوب"، خطوة مهمة على طريق مكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة أن تنظيم "داعش" الإرهابي، وغيره من الجماعات الإرهابية قد تحولت نحو تكثيف أنشطتهم في الفضاء الإلكتروني لاستقطاب الشباب، بعد الخسائر الفادحة التي مُني بها على أرض الواقع، على الرغم من أن هذه الخطوة متأخرة جدًّا، ولم تأت إلا بعد ضغوطات كبيرة من جانب الحكومات وجهات مكافحة الإرهاب.
وقد دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أكثر من مرة إلى ضرورة تضافر الجهود لمكافحة التطرف والقضاء على الإرهاب، كما أصدر العديد من التقارير والمقالات وبعض التوصيات، التي تنادي بضرورة المواجهة الفكرية والسيبرانية للإرهاب والتطرف، وأنه ما لم يتم ذلك، فإن الحرب العسكرية ستقضي على "تنظيم داعش" ولكنها لن تطال "فكرة داعش" التي ستظل متقدة وكامنة، تنتظر حربًا على مستويات أخرى وبأسلحة متنوعة.
ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على أن حوالى 80% ممن انضموا لجماعات التطرف والإرهاب، تم استقطابهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وأن حَجْب مواقع التطرف ومواده ليس كافيًّا وحده لهذه المواجهة، فالرد على أفكار المتطرفين وانحرافاتهم في هذا الفضاء الإلكتروني، هو الخطوة الأكثر أهمية والأكثر تأثيرًا، وهو ما يعمل عليه مرصد الأزهر، ويوفره من خلال لجانه الشرعية المتخصصة، كما يؤكد المرصد على أن ما تقوم به جماعات الإرهاب، من قتل أو عنف أو تخريب أو ترويع، لا يمت لتعاليم الأديان السماوية جميعًا بصلة، فقد بعث الله أنبيائه الكرام من أجل سعادة البشر، ونشر الرحمة والمحبة والسلام، في شتى ربوع الأرض.