في حوار لها عبر موقع "Causeur"الفرنسي، قالت عالمة الاجتماع أميلي شيللي، إن تنظيم داعش يراهن على المرأة في نقل أيديولوجياته، وإن هزيمته العسكرية لا تمنع استمرار هجماته الإرهابية في الغرب، مشيرة إلى عملها على تقييم الأساليب المختلفة التي تستخدم في معالجة تطرف العائدين من التنظيم، مع تفضيلها التعامل مع كل شخص على حدة.
وبسؤالها حول المعاملة القضائية مع فرنسيي داعش العائدين إلى فرنسا بعد سقوط التنظيم، أجابت بأن التعامل مع كل شخص من العائدين على حدة أمرٌ جيد، ولكن هناك بعض المعطيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وإن لم تتحدث عنها كثيرًا: ربما تلقى النساء حال عودتهن إلى فرنسا حكمًا خفيفًا، وهذا يمكن أن يكون مشكلة حقيقية، كما يخبرنا علم النفس أن النساء يمكنها أن تتعايش مع حياة الأسى بخلاف الرجل الذي يسعى لأن يفعل شيئًا حيال ذلك، ويعبر عن ذلك من خلال الدخول في مرحلة التنفيذ أو المساهمة في إنشاء الحركات الإرهابية، ولهذا فإن المرأة تجسد استمرار أيديولوجية تنظيم داعش فمن خلال حياة الأسى التي تعيشها المرأة يمكنها أن تغذي الخطاب الأيديولوجي وتضمن استمراريته عبر الأجيال.
وبسؤالها عن منطقية الإعفاء الكامل عن هؤلاء النساء بحجة أنهن لم يحملن السلاح ولم ينفذن أعمالًا إرهابية، قالت عالمة الاجتماع إن لم يتم محاكمة النساء داخل الأراضي الفرنسية، فإن المرأة يمكنها تغذية أيديولوجية داعش لضمان استمرارها من خلال خطاب الكراهية؛ لذا يجب محاكمة النساء على جميع الانتهاكات المرتكبة، ولا يجوز إعفاءهن بالكامل بحجة أنهن لم يحملن السلاح ولم يرتكبن أعمالًا إرهابية.
وأضافت أن تنظيم داعش يعي جيدًا أن المرأة لن تخضع للمحاكمة الإجبارية حال عودتها إلى بلادها، لذلك منحها دورًا آخر متمثل في مواصلة نقل الأيديولوجية الداعشية عبر الأجيال.
وفيما يتعلق بمحاكمة الأطفال العائدين من داعش، الذين ينظر إليهم على أنهم ضحايا الفكر الإرهابي، أوضحت أميلي شيللي أن من الضروري فصل الأطفال الذين تربوا ونشأوا في داعش عن غيرهم، لأن تنشئة الأطفال في مثل هذا الوضع أمر خطير، لأنه يثبت التركيب العقلي منذ سن مبكرة ولكن يجب ألا ننسي أنهم لا يزالون أطفالًا، ويمكن إعادة هيكلتهم لإدماجهم في المجتمع.
جدير بالذكر أن مرصد الأزهر قد تناول بالتفصيل إستراتيجية داعش في استخدام النساء للإعراب عن هويته الإرهابية، كما تناول أيضًا بتفصيل دقيق قضية العائدين من داعش واستراتيجيات بلادهم في التعامل معهم.