تطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر بجريمة جديدة يقترفها متشددو جماعة "أنتي بالاكا" بأفريقيا الوسطى، التي لا تتوانى عن استهداف المسلمين سواء ممن هم طرف معها في النزاع "ميلشيات سيليكا"، أو حتى المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم، ولم يتوقف إجرام "أنتي بالاكا" عند حد استهداف مسلحي "السيليكا" التي تناصبهم العداء فحسب، بل باتت تلك الجماعة تبطش بكل ما يعترض طريقها، حتى نالت بإجرامها وإرهابها من قوات حفظ السلام الدولية، فتسببت في مقتل عدد من الجنود والأفراد التابعين للبعثة الأممية بأفريقيا الوسطى، من خلال هجمات تستهدف الإبقاء على نار الفتنة مستعرة، وإحباط جميع الجهود الرامية لإخمادها، سواء بالمصالحات أو المعاهدات والاتفاقات.
وطالت يد الغدر لعناصر جماعة "أنتي بالاكا" هذه المرة جنديًّا مصريًّا ضمن القوة متعددة الجنسيات والموفدة من قِبل الأمم المتحدة لحفظ السلام بأفريقيا الوسطى، حيث أفادت مصادر محلية أن جنديًّا مصريًّا قتل، وأصيب آخرون بمنطقة جامبو التي تبعد نحو 60 كيلو مترًا عن مدينة بانجاسو جنوب شرق البلاد، في هجوم شنَّته عناصر جماعة "أنتي بالاكا" المسيحية المتشددة، فيما لقي خمسة من عناصر الجماعة حتفهم.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن إدانته للهجوم قائلا: إنّ الهجمات التي تشنها الميليشيات المسلحة بالبلاد على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يمكن اعتبارها جرائم حرب، وطالب حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى بالتحقيق في الحادث، وتقديم المتورطين إلى العدالة، واتخاذ أقصى الإجراءات القانونية ضدهم.
يشار إلى أن استهداف قوات حفظ السلام يعد ظاهرة خطيرة، لا سيما وأن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، فقد قتل ثلاثة جنود مغاربة في هجوم شنته "أنتي بالاكا" في العام الجاري.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ضرورة تفعيل بنود المصالحة بين الأطراف المتناحرة حقنًا للدماء وحفاظًا على البلاد، كما يجدد المرصد رفضه صور العنف كافة، أيًّا كان الداعي إليه، ومهما كانت مظلته؛ دينية كانت أو سياسية، أو مذهبية، أو طائفية، فالعنف كله مرفوض، والتشدد والتطرف كله منبوذ، مدينًا مقتل الجندي المصري داعيًا المولى - عز وجلّ - أن يتقبله في الشهداء، وكل ضحايا هذا الإرهاب اللعين الذي يخلف ورائه بشكل شبه يومي مئات بل آلاف الثكالى والأيتام والمشردين، علاوةً على أوطان تتمزق أوصالها، وتتبدد أحلامها في العيش بأمان.
وحدة رصد اللغات الإفريقية