تناولت الصحافة الإسبانية، الأنباء المتداولة حول الهجوم الإرهابي المسلح، الذي وقع على مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في مدينة العريش، والذي راح ضحيته ما يقرب من 310 بينهم 27 طفلًا، وما يزيد عن 60 من كبار السن، فضلًا عن إصابة 128 آخَرين، بينما كانوا يؤدّون شعائر صلاة الجمعة قبل الماضية، في 24 من شهر نوفمبر، وهو الحادث الذي انتفض له العالَم، وأدانته المؤسسات المحلية والعالمية كافّة.
وأدان الأزهر الشريف بشدة هذا الهجوم، مؤكّدًا أن مثل هذه الأعمال الإجرامية ليست من الإسلام في شيء، ولم يَكْتَفِ فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالإدانة فقط، بل قام بزيارةٍ إلى المسجد الذي وقع فيه الحادث.
ومَثّلتْ زيارة فضيلته، لأهالي سيناء بل وللمجتمع المصري كافّةً، دعمًا معنويًّا كبيرًا، ووجّه الإمام الأكبر من خلال الزيارة رسالةً قوية، مؤكّدًا وقوفَ الشعب وكافة مؤسسات الدولة صفًّا واحدًا في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وفي هذا السياق، سَلّطت الصحف العالمية الضوء على هذه الزيارة والرسالة التي تضمنتها؛ من ضرورة مكافحة الإرهاب بكل صوره بكافة السُّبُل الممكنة، ونركّز هنا على عددٍ من الصحف الإسبانية التي أبرزت هذه الزيارةَ، وتناولتها بالتفصيل.
فقد ذكرتْ صحيفتَا "لا بانجوارديا" و"إلدياريو" الإسبانيتين؛ أن شيخ الأزهر قد صلّى الجمعة الماضية في مسجد الروضة في شمال سيناء، حيث رافقه وفدٌ تَكَوّنَ من: محافظ شمال سيناء، ووزير الأوقاف، وعددٍ من القيادات الأخرى، بحضور مئات المصلّين من سكان القرية، الذين فقدوا أعدادًا كبيرة من ذَويهم خلال هذا الهجوم الدامي.
وأوردت الصحيفتانِ جزءًا من كلمة شيخ الأزهر، التي جاء فيها: "إن قتلة المسلمين في مسجد الروضة هم من الخوارج، ويجب علينا محاربتهم وقتلهم"، كما سلّطتَا الضوءَ على زيارته أسرَ الضحايا؛ لتقديم واجب العزاء لهم، مؤكدتَين في تغطيتهما للزيارة؛ أن مثل تلك الزيارات من جانب علماء الدين هي نوعٌ من التعبير عن دعم أسر القرية ضد الإرهاب الغاشم، الذي انتهك حرمة بيوت الله في الأرض؛ وهي المساجد.
من ناحيةٍ أخرى، أشارت وكالة أنباء "سبوتنيك" الصادرة باللغة الإسبانية؛ إلى زيارة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى مسجد الروضة، وركّزت على كلمته، التي ذكر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف الذين نفّذوا الهجوم: "بالطيش والاندفاع والجهل وسفاهة العقل وسوء الفهم، وأنهم يُمثّلون خوارج هذا العصر"، وأشار الموقع إلى ظهور مصطلح "الخوارج" في بداية عصور الإسلام؛ للدلالة على أَتْباع حركةٍ انحرفت عن المسار الصحيح للإسلام، ومارست جرائم القتل ضد المسلمين.
ولفتت الوكالة الإخبارية؛ إلى أداء الكثيرين الصلاةَ خارج المسجد، نظرًا لكثرة المشاركين في أداء صلاة الجمعة خلال زيارة شيخ الأزهر.
أما موقع "أوروبا بريس" الناطق بالإسبانية؛ فقد أشار إلى عودة أهالي القرية للصلاة مُجَدَّدًا بالمسجد بعد هذا الهجوم الإرهابي بأسبوعٍ واحد فقط، وفي تَحَدٍّ أكبرَ؛ عاد أكثرُ من 100 مصابٍ من هذا الحادث إلى أداء الصلاة في المسجد مَرّةً أخرى، بمشاركة شيخ الأزهر الشريف، الذي طالَب القواتِ المسلحةَ بمحاربة هؤلاء المعتدين والقضاء عليهم.
وأورد الموقع مُقتطَفاتٍ من رسالة الإمام الأكبر؛ منها: "إن مصرَ ــ بإذن الله تعالى ــ بتاريخها وبسواعد أبنائها وجيشها البطل ورجال أمنها البواسل، قادرةٌ على تجاوُز هذه المرحلة الصعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا؛ شَكلًا ومَوضوعًا وفِكرًا واعتقادًا".
في السياق ذاته؛ أشارت وكالة الأنباء الكوبية "برنسا لاتينا"، إلى قيام شيخ الأزهر، وهو مُمَثِّلُ أكبرِ مَرجعيّةٍ سُنّيّةٍ في العالَم، بأداء الصلاة في مسجد ضحايا الإرهاب في سيناء، وأكدت أن هذه الزيارةَ أتت لدعم أسر الشهداء وتقديم التعازي ومساندة المصابين، وتأكيد تكاتُف كلِّ القُوَى الشعبية والرسمية في مواجهة التطرف والإرهاب بكل قوة، مشيرةً أيضاً إلى تأكيد الجميعِ رفْضَ الاستسلام في وجه هذا الإجرام باسم الدين.
وحدة رصد اللغة الإسبانية