أستاذة الدراسات السياسية بجامعة غرناطة: الإسلام ليس ديناً فقط بل هو مظهر ثقافي وسياسي

  • | الإثنين, 4 ديسمبر, 2017
أستاذة الدراسات السياسية بجامعة غرناطة: الإسلام ليس ديناً فقط بل هو مظهر ثقافي وسياسي

     لا تزال هناك عقول مفكرة تفكر في الأحكام قبل إصدارها، وخصوصًا حين تتدبر الإسلام وأحكامه، وتنظر إلى الإسلام بموضوعية، بناء على أحكام مبنية على واقع من التاريخ والعقل والإنصاف، فلا يتقيد الحكم بصاحبه فقط، بل يتعداه إلى من يجاورونه أو من يتعاملون معه أو يقرءون له.
ففي حوار مع "بياتريث مولينا" أستاذة الدراسات السياسية في جامعة غرناطة، حول الدين الإسلامي وتاريخه، أوضحت أنها ترى الإسلام ليس مجرد دينٍ سماوي فقط، بل يمثل مظهرًا ثقافيًا وحضاريًا، وأن هذا بالفعل ما تُعلِمُه لطلابها في الجامعة، مؤكدة أن الحقائق التاريخية تدعم هذه الرؤية وتقويها، حيث نجح الإسلام على مدار تاريخه في التكيُّف والتفاعل مع الثقافات المتنوعة منذ ظهوره وحتى يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين.
وأضافت "مولينا" أن الإسلام يمثل ‏مظهرًا سياسيًا وقد تطور بدوره حتى بلغ السلطة، كما أن للإسلام نظامًا قضائيًا يُنظم العلاقات الاجتماعية، علاوة على كونه منظومة اجتماعية ولديه نظام فكري، ليس ذلك فحسب بل هو وسيلة للحياة ينعكس على السلوكيات العامة.
وأشارت أستاذة الدراسات السياسية إلى أنه منذ العصور الوسطى وحتى الوقت الراهن ظهرت تطورات ودراسات متعلقة بالإسلام، تدل على أن المسلمين متنوعون، بمعنى أن هناك أفرعا ومذاهب وتوجهات فكرية مختلفة داخل الإسلام؛ لذا لا ينبغي الحكم على الإسلام ككل، وليس من خلال تصرفات وسلوكيات مجموعة بعينها ربما تكون شاذة عن الإطار العام الذي يُحدده هذا الدين، خاصة أن المسلمين لا يجدون مشكلة في الانخراط داخل المجتمعات الأوروبية بل تستفيد منهم تلك المجتمعات في مظاهر شتى، من بينها على سبيل المثال المشاركة في الحياة السياسية خلال الانتخابات.
وأوضحت أن الإشكالية تكمن في كون الإسلام دينًا مجهولا بالنسبة للكثيرين في الدول الغربية، وما يصلهم من معلومات ربما تكون مغلوطة في كثير منها، واقترحت أن يتم تقديم المعلومات التعريفية الحقيقية عن الإسلام من خلال تربية الأبناء وتعليمهم؛ مما يمثل وسيلة للمعرفة ولعدم إلقاء الأحكام جزافاً.
وعن التطرف، أكدت "بياتريث مولينا" أنه لا يمت للإسلام ولا لأي دين بصلة، بل هناك عوامل وأسباب للتطرف، من بينها غياب المساواة الاجتماعية والفقر وغيرها، وأن المدرسة لها دور محوري في وقاية الشباب من التطرف ولكنها ليست وحدها في هذا المجال، بل هناك دور للمجتمع وللمؤسسات السياسية وللأسرة أيضًا، وعليهم جميعاً خلق حالة من الوعي والفهم لدى الجميع.

وحدة الرصد باللغة الإسبانية

 

طباعة
كلمات دالة: