في الأربعاء الماضي الموافق 6 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في خطوة غير مسبوقة لم يجرؤ على الإقدام عليها أيٌّ من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، وهي الخطوة التي أثارت ردود أفعال دبلوماسية وشعبية واسعة النطاق على مستوى العالم.
وقد يتساءل البعض عن موقف الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تدعي زورًا وبهتانًا أنها تعمل باسم الإسلام وتحارب من أجل تحقيق رسالته، من هذا القرار.
ونعرض هنا أهم ردود أفعال هذه الجماعات المتطرفة، ونبدأ بتنظيم داعش الإرهابي حيث لم يُظهِر التنظيم أي رد فعل إزاء هذا القرار سوى يوم الجمعة الماضية في افتتاحية صحيفته الأسبوعية "النبأ" ، ولم يزد فيه عن استغلال الحدث للنَّيْل من الجماعات الإرهابية الأخرى والقادة العرب والمزايدة عليهم؛ إذ ركز التنظيم في رده الذي جاء متأخرًا على انتقاد ما وصفه بالبيانات المنافقة والشعارات المُبتدعة التي تخدم مصالح شخصية، ونسى أن كلًّا من مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية قد سارعوا بإدانة قرار دونالد ترامب رسميًّا؛ حيث عبرت الخارجية المصرية عن استنكارها لقرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، ورفضها لأية آثار مترتبة على ذلك، في حين أعلن الديوان الملكي السعودي أن هذا القرار يمثل تراجعًا حادًّا في الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام، وإخلالاً بالدور التاريخي المحايد للولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية القدس، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذا القرار من شأنه تعقيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
أما "تنظيم القاعدة" وفروعه بجميع أنحاء العالم، فقد أطلق دعوات لإراقة المزيد من الدماء ردًّا على إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ووصف المتحدث باسم حركة الشباب الصومالية، فرع القاعدة في شرق أفريقيا، قرار ترامب بأنه "اعتداء على الإسلام"، حاثًّا أنصاره على الانتقام.
وأفادت إحدى الحركات التابعة للقاعدة في اليمن: "اليهود ليس لديهم الحق في حبة رمل واحدة من فلسطين والقدس، ونؤكد على أن ما أُخِذ بالقوة لا يمكن استعادته إلا بالقوة".
وفي أفغانستان، سَخِرت الجماعات المتطرفة من ترامب، ووصف أبومحمد المقدسي، مُنظّر القاعدة، ترامب بأنه "جبان"، و"فريسة سهلة"، داعيًا الإرهابيين إلى بذل قصارى جهدهم لتحضير "مفاجأة" له.
وفي هذا السياق، كتب الباحث المستقل رافاييل جلوك عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "كيف رد داعش على الإعلان الأمريكي بشأن القدس؟ هل عبر عن غضبه؟ لا. هل دعا إلى الجهاد؟ لا. بل أخذ يهاجم الجماعات الإرهابية المنافسة، متهمًا إياها بتسييس القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها وأجنداتها".
وقد أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن متابعي التنظيم في غرف الدردشة على موقع "تليجرام" بدأوا في نشر ملصقات انتقامية، حملت شعارات تحذيرية تحمل كلمات مثل: "انتظروا هجمات عنيفة على السفارات اليهودية والأمريكية من قِبل ذئاب داعش"، حيث إن المسلمين لن يستعيدوا كرامتهم إلا من خلال العنف فقط.
ويرى مرصد الأزهر أن هذه الجماعات لا يُنْتَظر منها نصرٌ أو دعمٌ؛ لأنها حادت عن الطريق القويم، ولم تفهم رسالة الإسلام كما أنزلها الله تعالى وبلغها رسوله الأمين المصطفى صلى الله عليه وسلم، فما هم إلا أداة للطعن في الإسلام وإيذاء المسلمين، وخير دليل على ذلك أن الغالبية العظمى من ضحاياهم من المسلمين والمدنيين، وما هجوم مسجد الروضة سيناء الذي راح ضحيته أكثر من 305 شهيدًا عنا ببعيد، كما أن العمليات التي يقومون بها في بلاد غير المسلمين لا تستهدف إلا الأبرياء المدنيين المسالمين، وهو ما يخالف حقيقة الإسلام وجوهره.
وحدة رصد اللغة الإنجليزية