تواصل الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة في العالم أنشطتها الإجرامية، الرامية لفرض حالة الرعب والهلع وبث الخوف في نفوس الآمنين وتهديد أمن الشعوب واستقرار البلاد، ومع تواصل هذه الظاهرة يتواصل نزيف الدماء، ويتواصل معها مسلسل العنف الدامي والوحشية التي تمارسها تلك الجماعات على اختلاف مسمياتها وتنوّع توجّهاتها.
ورغم الجهود المضنية التي تبذلها الحكومات والمنظمات الدولية لمواجهة هذا الإرهاب والتصدي لجرائمه، إلا أن هذه الجماعات تفلح في بعض الأحيان في مساعيها الخبيثة لتهديد السِّلْم العام وترويع الآمنين.
وخلال عملها المتواصل على متابعة أنشطة وتحركات الجماعات المتطرفة والتنظيمات المسلحة في إفريقيا، تتابع وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، آخر المستجدّات على الساحة الإفريقية؛ ومن ذلك الهجوم المسلح الذي راح ضحيته خمسةَ عشرَ جنديًّا تنزانيًّا على الأقل، من القوة المشاركة ضمن بعثة الأمم المتحدة بالكونغو الديمقراطية، إثر هجوم على أحد المعسكرات التابعة للأمم المتحدة، نفّذه متمردون بمنطقة سيموليكي بيني، على حدود أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
فيما تعرضت العاصمة البوروندية "بوجمبورا" لهجوم باستخدام قنبلة يدوية، ألقاها شخصان على أحد التجمعات؛ ممّا أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، وَفْقًا للشرطة.
وفي الكاميرون التي تعاني إرهاب "بوكو حرام"، وتتعرض بين الحين والآخر لعمليات هذه الجماعة الإرهابية، لقي شخصان مصرعهما جَرّاء عملية انتحارية وقعت في محافظة الشمال الأقصى، يُعتقد أنها من تنفيذ عناصر "بوكو حرام".
وقال أحد شهود العِيان: إن هذا الهجوم وقع صباح الإثنين الموافق 11/12/2017، عقب الانتهاء من صلاة الفجر، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه في أحد مساجد مدينة كيروا شمال الكاميرون بالقرب من الحدود النيجيرية، وتسبّب في مقتل مواطنَين اثنين، ولقي الشاب الذي فجّر نفسه مصرعه هو الآخَر.
ولا يُعَدّ هذا الهجوم هو الأول من نوعه، ففي شهر سبتمبر الماضي دخلت فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا مسجدًا أثناء صلاة الفجر في قرية كولوفاتا، وفجّرت نفسها، ممّا أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشراتٍ آخَرين.
وبالتزامن مع هجوم "بوكو حرام" على أحد مساجد الكاميرون، كانت يد الغدر والإرهاب تحيك كمينًا لقوةٍ عسكرية من قوات حفظ السلام بجمهورية مالي، وذلك من خلال هجوم شنّه مسلحون شمال مدينة تمبكتو الواقعة شمال البلاد.
وقد ذكرت مصادر محلية؛ أن الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثةٍ آخرين، فضلًا عن اثنين مفقودَين، كما أفادت المصادر؛ أن من بين القتلى عناصر من جماعة الطوارق الموالية لتنظيم القاعدة.
وفي الصومال، لم يختلف المشهد كثيرًا؛ إذ لقي مراسل بإحدى القنوات المحلية بالتليفزيون الصومالي مصرعه، إثر انفجار سيارة ملغومة في العاصمة الصومالية مقديشو، ووَفْقًا للمعلومات الواردة، فإن المراسل يُدعى: محمد إبراهيم جابو، ويعمل صحفيًّا لقناة "كلسن" المحلية، كان قد استعار من أحد أصدقائه سيارتَه، وعلى نحوٍ مفاجئ انفجرت ولقي حتفه على الفور، مساء الإثنين 11 ديسمبر 2017، بحي ودجر في العاصمة مقديشو، وجرى نقل جثمان القتيل إلى إحدى المستشفيات، فيما فتحت الشرطة تحقيقًا عاجلًا للوقوف على ملابسات الحادث.
ويرى مرصد الأزهر؛ أن مسلسل الإرهاب الأسود يتطلب من المجتمع الدولي وقفة حاسمة ومواجهة حقيقية؛ من أجل قطع دابر هذا الوباء الخبيث والقضاء على روافده المتغلغلة في أنحاء متفرقة من العالم، كما يجدد رفضه لكافّة أشكال العنف والإرهاب، مشدِّدًا على ضرورة تكاتف الجهود الميدانية والفكرية.
وحدة رصد اللغات الإفريقية