الغاية من تشريع الجهاد في الإسلام

  • | الأحد, 17 ديسمبر, 2017
الغاية من تشريع الجهاد في الإسلام

إن بواعث الجهاد في الإسلام ينبغي فهمها في طبيعة الإسلام ذاته، ودوره في هذه الأرض، وأهدافه العليا التي قررها الله، وذكر أنه أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة وجعلها خاتمة الرسالات من أجل تحقيق هذه الأهداف.

ولئن كان للجهاد حكما بالغة وأهدافا جليلة- لأن الذي شرعه هو العليم الحكيم- إلا أن الهدف الرئيس منه هو تحرير الناس من ذل العبودية وتعبيدهم لله وحده، فالحرب في نظر الإسلام ليست ثأرًا، ولا حبًا في سمعة، ولا رغبة في مكسب ... ولهذا فلا مُثْلة ولا غدر، ولا قتل للنساء والصبيان وغير المقاتلين، ولا تجويع للأعداء، ولا تدمير، ولا هدم ولا تحطيم ولا إفساد، فعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: اغزوا باسم الله، في سبيل الله، ولا تغلّوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا.

ومن هذه النصوص يتضح: أن القائد المسلم يسير إلى المعركة مجهزا بنفسية عالية تحترم إنسانية البشر، فلا اعتداء على مصنع، ولا على مدني لا يحمل السلاح، ولا يقتل طفلا، ولا امرأة، ولا اعتداء على شيخ هرم، ولا مثلة، ولا خيانة، شعاره الذي يحمله وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها "فوالله لأن يهدي الله رجلا بك خير لك من أن يكون لك حمر النعم ".

ولقد سار على هذا المنهج النبوي الخلفاء الراشدون المهديون، ففي الموطأ عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشًا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان - وكان أمير ربع من تلك الأرباع - فقال أبو بكر: إني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبيًا، ولا كبيرًا هرمًا، ولا تقطعن شجرًا مثمرًا، ولا تخربن عامرًا، ولا تعقرن شاةً ولا بعيرًا، ولا تحرقن نخلاً ولا تغرقنه، ولا تغلل.

وقال عمر بن الخطاب: اتقوا الله في الذرية والفلاحين الذي لا ينصبون لكم الحرب، وكان عمر بن عبد العزيز لا يقتل حراثا.  

وفي فقه الجهاد نجد ضوابط كثيرة تضبطه، منها: عدم قتل الأطفال والضعفاء وعدم التحريق والمثلة والغدر، أي أنه في النهاية عمل له ضوابطه التربوية الأخلاقية.

وبذلك يعلم ان الجهاد في حقيقته نصرة للمظلوم ورد للعدوان وحفظ لحقوق الإنسانية المتكافئة في الإسلام.

طباعة
كلمات دالة: