هي جماعة لا تعرف سوى لغة الدم ومنهج العنف وأسلوب الوحشية والغدر؛ هكذا يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف حركة "الشباب الصومالية" وما تقوم به من ممارسات تتنافى ومعاني الإنسانية وجوهر الأديان، فضلًا عن انحرافها عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة.
ومع ظهورها على الساحة تتجدد معها مشاهد العنف والإرهاب الوحشي، حيث ارتبط ذكر هذه الحركة بمشاهد الدماء التي تُراق غدرًا، والأشلاء التي تتطاير ظلمًا، والدمار والخراب الذي تعانيه الصومال جراء إرهاب هذه الحركة، التي جاء ظهورها وبالًا على الصومال وأهلها، وتسببت في تحويل هذا البلد الآمن إلى ساحة للقتل والتشريد والترويع.
ففي أحدث مشاهد العنف الوحشي الذي تمارسه حركة الشباب على الأراضي الصومالية، قامت الحركة بقطع يد أحد المواطنين بمحافظة شبيلي السفلى جنوب غرب البلاد، وحسب الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام محلية؛ فقد أقدم عناصر الحركة على قطع اليد اليمنى لمواطن يُدعى عبد الفتاح عثمان أحمد، والبالغ من العمر تسعة عشر عامًا، عقب اتهامه بالسرقة، وقد وقعت هذه العقوبة في ميدان "كونيو برو" على مرأى ومسمع من جمع من المواطنين.
تجدر الإشار إلى أن عمليات إقامة العقوبات -بزعم تطبيق حدود الشريعة- منهج دأبت الحركة على اتباعه لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرتها وسط وجنوب الصومال.
ولم تمض أربع وعشرون ساعة على الجريمة التي بررتها الحركة بأنها تطبيق للحدود الشرعية حتى شن مسلحون تابعون للحركة هجومًا عنيفًا استهدف مركزًا شرطيًا للتدريب بالعاصمة الصومالية مقديشو ـ صباح اليوم الخميس الرابع عشر من ديسمبر 2017 ـ مما أسفر عن مقتل أكثر من 13 شرطيًا وإصابة آخرين.
وصرح المتحدث باسم الشرطة محمد حسين، أن الهجوم وقع عندما تسلل انتحاري بحوزته متفجرات مثبتة بجسده مرتديًا زيًا شرطيًا إلى أكاديمية جنرال كاهية للتدريب، ثم فجر نفسه بينما كان أفراد الشرطة بالأكاديمية يستعدون لأداء الطابور الصباحي ومباشرة مهامهم اليومية.
وقال مدير الإسعاف عبد القادر عبد الرحمن لقد نقلنا 13 جثة و15 مصابًا من ساحة الأكاديمية، من جانبها أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم.
وإذ يتابع مرصد الأزهر هذه الأنباء المؤسفة التي تنذر بعودة خطيرة لنشاط الحركة بعد فترة من الهدوء الحذر أعقبت الهجوم الدموي الذي استهدف منطقة مأهولة بالفنادق وسط العاصمة مقديشو منتصف شهر أكتوبر الماضي مخلفًا 512 قتيلًا ومئات المصابين، يجدد تحذيره من تنامي عنف هذه الحركة وتزايد نشاطها الإجرامي، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية للتخلص من وباء الإرهاب بشكل نهائي.
كما يؤكد المرصد على أن ما تروِّج له هذه الحركة من مزاعم بشأن تطبيق الحدود وإحياء الشريعة لا أساس له؛ فقد نظم الإسلام عملية إقامة الحدود والعقوبات، وجعل لإقامتها ضوابط محددة؛ حتى لا تصير إقامة الحدود وتطبيق العقوبات الشّرعية ذريعةً للعنف والإرهاب.
كما يندد المرصد باستهداف مراكز التدريب التي تعمل على تخريج دفعات من حماة الوطن العاملين على نشر الأمن والأمان، ومواجهة المخاطر النّاجمة عن تحمّل عبء الدّفاع عن الوطن في وجه أعداء الأوطان والإنسانية
وحدة رصد اللغات الإفريقية